خمسة أنواع للمقابلات الشخصية وكيفية الاستعداد لها

هل سبق لك أن فكرت في عملية التوظيف من لحظة اتصال صاحب العمل بك لتحديد موعد المقابلة، إلى لحظة تعيينك؟ كثيراً ما تسمع من أشخاص آخرين أنهم قد مروا بسلسلة من المقابلات المتتابعة قبل تعيينهم وقد تتساءل هل هناك أنواع مختلفة من المقابلات الشخصية وكيف تختلف عن بعضها؟

دعنا نتخيل هذا الموقف، تلقى أحمد مكالمة هاتفية من صاحب عمل محتمل وطلب منه الإجابة على مجموعة من الأسئلة الاعتيادية عبر الهاتف. وبعد ذلك، تواصل معه موظف من قسم الموارد البشرية وحدد موعداً لإجراء المقابلة حيث طُرحت عليه مجموعة مماثلة من الأسئلة. وبعد اجتيازه لهاتين الخطوتين الأوليتين تم تحديد موعداً آخر لإجراء مقابلة مع المدير بهدف تقييمه بشكل أكثر دقة.

قد يعتقد الكثير منكم أن هذه العملية طويلة جداً ولا داعي لها لأن الشركة بإمكانها أن تقيّم سيرة أحمد الذاتية وتحدد موعداً معه إذا كان مؤهلاً لأداء الوظيفة دون الحاجة لإجراء كل هذه المقابلات. ولكن في الحقيقة هذا ليس صحيحاً، فغالباً ما تحتاج الشركات إلى إجراء عدة أنواع من المقابلات لتتأكد ما إذا كان المتقدم مناسب للوظيفة أم لا.

سنتحدث اليوم عن بعض المقابلات الشخصية التي يحتمل أن تواجهها أثناء رحلتك للبحث عن وظيفة.

  1. المقابلات الهاتفية

قد لا يتم تحديد موعداً مسبقاً لهذا النوع من المقابلات، وفي معظم الحالات قد تتلقى مكالمة من صاحب العمل بشكل مفاجئ ولن يكون أمامك أكثر من 15 دقيقة لتترك انطباعاً جيداً. يهدف أصحاب العمل من هذه المكالمة لمعرفة ما إذا كنت مهتماً ومستعداً لتحمل مسؤوليات الوظيفة. كما ستحدد هذه المكالمة ما إذا كنت قد تأهلت للمقابلة الفردية وجهاً لوجه.

عليك أن تحرص على الرد على هذه المكالمة بشكل فوري، وبفضل التقنيات الحديثة يمكنك معرفة من هو المتصل. كن مستعدًا دائماً لإجراء المقابلات الهاتفية لأنها ستضمن لك التأهل إلى المرحلة التالية في عملية التوظيف. عند تلقيك لمكالمة من صاحب عمل فعلى الأرجح أنك تقدمت بطلب إلى الوظيفة التي تم الاتصال بك لأجلها، وبالتالي يجب أن يكون لديك خلفية عن الشركة.

أما إذا كان صاحب العمل غير معروف بالنسبة لك وحصل على معلوماتك من خلال البحث في السير الذاتية في بيت.كوم، فيمكنك أن تسأل عن الوصف الوظيفي وأساسيات العمل حتى تتمكن من الإجابة بشكل ملائم.

  1. المقابلات الفردية

المقابلات الفردية أو المقابلات وجهاً لوجه هي أكثر أنواع المقابلات شيوعًا وتتم عادةً بعد المقابلة الهاتفية. ولكن في بعض الحالات لا تتم هذه المقابلات بهذا الترتيب فقد يكون هناك تقييم أو امتحان معين يطلبه صاحب العمل قبل المقابلة الفردية.

عادةً ما تتم هذه المقابلات مع ممثل عن الشركة وفي معظم الحالات يكون المدير المسؤول عن المنصب الذي تقدمت إليه لأنك ستعمل معه بشكل مباشر ليتأكد أنك تمتلك المهارات والمؤهلات التي تتناسب مع متطلبات الوظيفة. احرص على أن تكون مستعداً للإجابة عن الأسئلة الشائعة التي تطرح في مثل هذه المقابلات مثل "أخبرني عن نفسك" أو "لمَ يتعين علينا توظيفك؟"، أو "ما الذي يؤهلك لتولي الوظيفة؟" وغيرها الكثير من الأسئلة.

  1. المقابلات مع لجنة من المسؤولين

هذا النوع من المقابلات يحضرها لجنة من المسئولين ويكون لكل من الحاضرين رأي حول قرار توظيفك. لذا، احرص على إثارة إعجاب كل عضو من أعضاء اللجنة.

قد يؤدي هذه النوع من المقابلات إلى زيادة من درجة توترك وقلقك، ولكن صاحب العمل يدرك ذلك. فبعض الشركات تتعمد وضع المرشح في مثل هذه الظروف لتختبر سلوكه عند مواجهته لضغوط معينة. لذا حاول أن تبقى هادئاً!

خلال هذه المقابلة، قم بمصافحة كل شخص من الحاضرين وحافظ على التواصل البصري مع الجميع. لا تنس أن لغة الجسد مسألة في غاية الأهمية لتترك انطباعاً جيداً. من المرجح أن يسألك كل عضو من أعضاء اللجنة أسئلة ذات صلة بمنصبه في الشركة ليقيّم كيف ستعملان معاً. وإذا كان بإمكانك معرفة أعضاء اللجنة التي ستجري المقابلة معك، تأكد من البحث عنهم وجمع المعلومات التي يمكن أن تفيدك أثناء المقابلة.

  1. المقابلات السلوكية

يمكن لصاحب العمل أن يلجأ لهذا النوع من المقابلات في أي وقت أثناء عملية التوظيف، وعادةً ما يكون الهدف من هذه المقابلات التنبؤ بالطريقة التي سيتعامل بها الموظف مع المواقف الصعبة التي قد تشكل تحدياً له في المستقبل بناءً على أدائه في الماضي. ويمكنك التعرف على المقابلة السلوكية من خلال ملاحظتك لنوع الأسئلة التي يسألك إياها صاحب العمل، حيث عادةً ما تبدأ المقابلات السلوكية بمثل هذه الأسئلة "صف لي موقف اتخذت فيه قراراً صعباً" أو "أعطني مثالاً على كيفية تعاملك مع عميل غير مهذب". وفي هذه الحالة عليك أن تجيب بأمثلة من تجاربك السابقة ولكن احرص على اختيار الأمثلة التي تبرز مهاراتك في التعامل مع المواقف الصعبة بمهنية.

لتكون مستعداً للمقابلات السلوكية، حاول أن تراجع خبراتك السابقة قبل أي مقابلة عمل وقم بعمل قائمة بالمواقف الصعبة التي واجهتها وكيف تصرفت لتتخطاها. وإحدى أهم الاستراتيجيات التي ننصحك باتباعها هي ألا تستخدم عبارة "أنا شخص يهتم بالتفاصيل" دون إعطاء أمثلة من تجاربك السابقة لتثبت أنك بالفعل تمتلك هذه المهارة.

بالإضافة إلى ذلك، حاول أن تستفيد من ما يعرف بتحليل ستار (STAR) لتبرز مؤهلاتك لصاحب العمل. ابدأ بتحديد موقف (ٍSituation) مررت به، وبعدها صف المهمة (Task) التي أديتها، ثم اشرح الخطوات التي اتبعتها لمعالجة المشكلة (Action)، وأخيراً استعرض النتائج (Results) التي حصلت عليها. حاول دائماً أن تظهر لصاحب العمل أنك قادر على التعلم من المواقف السلبية والصعبة التي تمرّ بها.

  1. المقابلات الجماعية

تلجأ بعض الشركات لاتباع هذا النوع من المقابلات بهدف اختصار الوقت وتصفية المرشحين بسرعة. حيث يحضر هذه المقابلات جميع المرشحين الذين تقدموا للوظيفة واجتازوا المرحلة الأولى من عملية التوظيف.

هناك عدة أسباب لاختيار أصحاب العمل لهذا النوع من المقابلات، فبالإضافة إلى كونها أكثر فعالية من حيث الوقت، فهي تعطي المرشحين فرصة للتعرف أكثر على الشركة بسرعة مما يساعدهم على تحديد مدى رغبتهم في العمل بها.

أحد أهم الأمور التي يهتم بها صاحب العمل خلال المقابلات الجماعية هي كيفية تعامل المرشحين مع بعضهم ومن منهم لديه مهارات قيادية أقوى. يُسأل جميع المرشحين في هذه المقابلة نفس الأسئلة، ويتم تقييم كل مرشح بناءً على طريقة إجابته. هذه هي فرصتك لتتميّز وتكن مختلفاً عن الآخرين، ولكن حاول أن تتجنب التنافس بشكل عدائي وسلبي مع المرشحين الآخرين.

تختلف المقابلات الشخصية من حيث مدتها ونوعها، وسواء كنت تعرف مسبقاً نوع المقابلة التي ستجريها أم لا، تأكد أن تكون مستعداً دائماً. تعرف على أنواع المقابلات المختلفة واجمع المزيد من المعلومات عنها وحضّر لها بتمعن. قد يعطيك بعض أصحاب العمل فكرة عن نوع المقابلة التي ستجريها، لذا حاول دائماً أن تنتبه جيداً لكل كلمة يقولونها.

Leen Almazrawi
Comments
(1)