تتعدد الأسباب التي تدفع الأشخاص لمغادرة بلدهم بحثاً عن عمل في بلد آخر؛ فقد يكون الدافع رغبة في البحث عن تجارب جديدة مثل تعلُم لغات جديدة، أو فهم ثقافات جديدة، أو السعي لتحقيق أهداف أكبر في المسيرة المهنية. ولكن، قبل حزم أمتعتك ومغادرة بلدك، عليك الحرص على إتباع عدة خطوات لضمان الحصول على وظيفة في البلد التي تسعى للعيش فيها. ولمساعدتك على الحصول على وظيفة مُرضية وتساهم في تطوير مسيرتك المهنية، يقدم لك بيت.كوم، أكبر موقع للوظائف في منطقة الشرق الأوسط، مجموعة من الأمور التي عليك إتباعها لتجد عملاً كمغترب في بلد جديدة.
1) استعد جيداً في وقت مبكّر
إذا كنت تخطط للسفر إلى بلد اخترتها قبل العثور على عمل، عليك الحرص على دراسة السوق ومدى قدرته على استيعاب المغتربين أولاً للتأكد من امكانية إيجاد وظيفة فيه. إلى جانب ذلك، عليك البحث عن المؤهلات والخبرة المطلوبة للوظيفة التي ترغب بشغلها قبل البدء في التقدم إلى الوظائف. ومن المهم أيضاً أن تتأكد أن خبراتك ستتلاءم مع سوق العمل الذي تستهدفه، وما إن كنت بحاجة لكسب مزيد من الخبرات للحصول على فرصة عمل.
ومن المزايا التي ستكتسبها عند ترتيبك للأمور في وقت مبّكر هي تحديد أي مهارات تحتاجها في البلد الجديدة. ننصحك بتقييم مجموعة مهاراتك وتحديد كيف يمكن لهذه المهارات مساعدتك في الحصول على وظيفة في البلد الذي ترغب في الانتقال إليه. بعد أن تحصر المهارات التي تنقصك، عليك العمل باجتهاد لكسب هذه المهارات لتجعل نفسك مرشح مثالي يسعى أصحاب العمل لتوظيفه. ويمكنك معرفة المهارات التي ستضيف قيمة لطلبك الوظيفي من خلال قراءة الوصف الوظيفي للوظائف التي ترغب بشغلها بشكل مفصّل.
وقبل الإقبال على اتخاذ خطوة مهمة، عليك معرفة اللغات التي عليك تعلُّمها أو معرفتها بشكل عميق للعمل في دول الشرق الأوسط؛ فإلى جانب اللغة الإنجليزية التي تُعد اللغة الأهم في عالم الأعمال، قد يتوّجب عليك تعلم اللغة العربية بشكل ممتاز لتتمكن من شغل وظائف محددة. ففي حال كانت لغة مُحددة مطلوبة بشكل كبير ومتكرر، عليك الحرص على تعلمها وإتقانها بشكل ممتاز، الأمر الذي سيُعطي انطباع بمدى التزامك واجتهادك في الانخراط في ثقافة الشركة.
2) احرص على تحديث سيرتك الذاتية
تختلف صيغ السير الذاتية باختلاف سوق العمل، إذ يجب عليك البحث عن صيغ السير الذاتية المستخدمة في منطقة الشرق الأوسط، للتأكد من أن سيرتك الذاتية تمتلك جميع العناصر المطلوبة لتقديمها بأفضل صورة. كما يمكنك استخدام نماذج بناء السيرة الذاتية المتوفرة عبر الإنترنت مثل التي يقدمها بيت.كوم لجعل عملية بناء سيرتك الذاتية أسهل. كما عليك التأكد من أن سيرتك الذاتية مكتملة وتضم جميع الكلمات المفتاحية الصحيحة ليتمكن أصحاب العمل من العثور عليك.
3) حضّر جميع تصاريح العمل وأوراق الفيزا
إلى جانب ضرورة البحث عن جميع المعلومات حول البلدان التي ترغب في الانتقال إليها في الشرق الأوسط، عليك أيضاً الحرص على الحصول على جميع الأوراق الرسمية المطلوبة في الدولة التي ترغب بالعيش والعمل بها. تطلب معظم البلدان وثائق رسمية لتثبت أنك مُخوّل بالعمل في البلد المحددة. وقد تكون عملية استخراج هذه الوثائق طويلة ومعقدة، لذا عليك الحرص على البدء فيها في أسرع وقت ممكن. كما عليك البحث عن قوانين مرافقة زوجك أو زوجتك أو أي مُعيلين آخرين قبل السفر.
الحل لتجنُب تأخير أي معاملة أو موعد سفر هو البحث عن جميع المعاملات والقوانين المطلوبة في البلد التي تقصدها، فأنت لا تعلم ما الذي يمكن أن تحتاجه. ومن الجيد أن تبدأ البحث عن المعلومات المتعلقة بالفيزا وتصاريح العمل وغيرها من الأوراق المطلوبة عبر الإنترنت، حيث يمكنك أيضاً قراءة أي مشاكل شائعة يواجهها المغتربون، أو الاستفادة من مواقف سابقة حصلت معهم لتتمكن من تجنبها.
4) فكّر في الفرص الوظيفيّة التي تتلقاها
إن كنت تسعى للانتقال إلى بلد جديدة كلياً وسوق عمل جديد، قد لا تتمكن من متابعة مسيرتك المهنية من نفس النقطة التي توقفت عندها في بلدك، لذا عليك الاستعداد للقبول بمنصب ذو مستوى مهني أقل قليلاً من مستواك المهني السابق، وقبول العمل في قطاع قد يختلف عن قطاع عملك، أو تغيير مسيرتك المهنية بشكل جذري لكي لا تنتهي بلا عمل، حيث تتجه الكثير من البلدان إلى تخفيض عدد المغتربين الذين يعملون فيها، مما يرفع نسبة المنافسة بين المغتربين، لذا عليك التمتع بمرونة عالية وقابلية لقبول فرص وظيفية جديدة.
ولتخطّي هذه التجربة في حال مررت بها، عليك البدء في عرض ميّزاتك لتتمكن من التميز في ظل منافسة شديدة على فرص العمل. وفي حال اضطررت للقبول بعمل بعيد عن مجال عملك، فلا تقلق، ستتمكن من اكتساب خبرة عمل جيدة في مجالك الجديد، وبدء تطوير علاقاتك المهنية فيه. كما عليك التفكير في بدء العمل التطوعي من أجل تطوير مهاراتك، والانخراط في الثقافة المحلية، وإتقان لغة السكان المحليين. وفي حال كنت تشغل وظيفة لا تحبها، تذكر أن هناك العديد من الطرق التي تساعدك على التعامل مع وظائف لا تحبها.
5) ابدأ بإرسال سيرتك الذاتية
عند انتقالك لبلد جديدة، تذكر قاعدة "الدرجات الست من التباعد"، والتي تشير إلى أن الجميع يرتبط ببعضهم البعض من خلال ستة أشخاص أو أقل. وأهمية هذه القاعدة تكمن في أن التواصل مع الأشخاص أمر سهل جداً، ولا داعي للقلق بشأن سؤال الأشخاص في دائرتك الاجتماعية حول توفر أي فرص وظيفية لمساعدتك في الحصول على وظيفة بشكل أسرع. يمكنك إرسال سيرتك الذاتية لأصدقائك الذين يعملون في بلدان الشرق الأوسط وإخبارهم بأنك تبحث عن وظيفة جديدة. من الميزات التي تتمتع بها منطقة الشرق الأوسط هي اتساعها، وتمتعها بمجتمع متماسك. لذا، يمتلك معظم الأشخاص شبكة من المعارف التي تربطهم بها علاقات متينة، فكلما تعرفت على أشخاص جدد، كلما كان من السهل الحصول على وظيفة.
من دون شك، عليك المشاركة بشكل قوّي وفعال على مواقع التوظيف الإلكترونية، ففي منطقة الشرق الأوسط، يحتل موقع بيت.كوم المركز الأول بين مواقع التوظيف، حيث يمكنك إيجاد أكثر من 10,000 وظيفة متوفرة يومياً، كما يتم ملء آلاف الشواغر عبر أداة البحث عن السير الذاتية من بيت.كوم دون الإعلان عنها على الموقع.
6) ابحث عن الشركات متعددة الجنسيات
إحدى أسرع الطرق للعثور على عمل في منطقة الشرق الأوسط هي البحث عن الشركات متعددة الجنسيات التي تمتلك فروعاً في بلدان مختلفة. من المهم تحديد الشركات التي يمكن أن توظف مهاراتك وخبراتك بشكل جيد فيها. كل ما عليك فعله هو زيارة موقع الشركة أو حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي للبحث عن أي وظائف شاغرة تمتلكها الشركات وللعثور على وظيفة تلائم مهاراتك وخبراتك.
7) لا تنسَ مكاتب القنصلية الخارجية
مكاتب القنصلية الخارجية هي إحدى أبرز الطرق التي يمكنك استعمالها للحصول على وظيفة، حيث تعمل هذه المكاتب بمثابة شركات، ولكنها تمُثل البلدان الخاصة بها وليست تجارية. بالإضافة إلى ذلك، فإن مواطني البلد الذين يمثلونهم سيكونون دائماً موضع تقدير، لذلك من المفيد استكشاف هذا الخيار أثناء تحديد فرص العمل في أماكن أخرى.
8) ابدأ ببناء علاقات
بناء العلاقات في منطقة الشرق الأوسط هو أمر هام للغاية، حيث عليك الحرص على بناء علاقات مع الأشخاص ذوي الفاعلية الكبيرة بقدر استطاعتك. يمكنك استخدام منصة تخصصات بيت.كوم للتواصل مع المهنيين في المنطقة، ويمكن من خلال هذه العلاقات البحث عن فرصة عمل. وقد نجح معظم المغتربين في العثور على عمل في الخارج بمساعدة علاقاتهم المهنية، بالإضافة إلى الوسائل التقليدية للبحث عن عمل. ننصحك بتعزيز شبكة العلاقات الخاصة بك، والتعرف على العديد من المهنيين في المنطقة قدر الإمكان.
بالرغم من أن البحث عن عمل في الخارج قد يستغرق الكثير من الوقت، ولكنه أمر يستحق التجربة بالفعل، فهو يمكنك من اكتساب خبرة جيدة، والتعرف على ثقافات جديدة. أخبرنا بآخر تطورات بحثك عن عمل، ولا تنسَ أن تترك أي أسئلة أو ملاحظات في صندوق التعليقات أدناه.
