يحمل بداية العام عادة الكثير من الاثارة والحماس، حيث نبدأ بتحديد أهداف جديدة كالبدء بممارسة التمارين الرياضية، وتناول أطعمة صحية، وقراءة المزيد من الكتب، ونعاهد أنفسنا على الالتزام بها على أمل أن تكون هذه السنة أفضل من التي قبلها. كما تعد هذه الفترة أيضاً الوقت المناسب لتقييم حياتنا الشخصية والمهنية ووضعنا المادي.
في الواقع، ينظر العديد من المهنيين الى العام الجديد كفرصة لتعزيز انتاجيتهم، وتحسين حياتهم، واحداث تغيير، والبدء بمسيرة مهنية جديدة.
جميعنا مررنا في مرحلة شعرنا فيها بعدم الرضا عن وظيفتنا ومسيرتنا المهنية، وتراجعت مستويات انتاجيتنا وطاقتنا. قد يعود سبب ذلك الى فقدان شغفنا تجاه وظيفتنا أو تلقينا لراتب أقل مما نستحق أو الافتقار الى الدعم.
والخبر السار هو أن مجرد التفكير في تغيير وظيفتك هو أمر جيد، فهو يعني أنك تسعى للتطوّر والنمو وتحقيق أهدافك. في الواقع، تعد الأشهر الأولى من العام وقتاً جيداً للبدء في إجراء مثل هذه التغييرات والبحث عن وظيفة جديدة، فعادة ما تحدد الشركات احتياجات التوظيف وخططها المستقبلية خلال هذا الوقت.
ولكن يجب عليك التفكير جيداً قبل الانتقال الى وظيفة جديدة. يقدم لك خبراء بيت.كوم، في ما يلي 5 أسئلة تسهّل عليك إيجاد وظيفة جديدة:
1. لمَ تود تغيير وظيفتك الحالية؟
من الضروري جداً الاجابة عن هذا السؤال. فلا يمكنك اتخاذ أي قرار دون أن تحدد السبب الذي يدفعك للقيام بذلك. لم تود البحث عن وظيفة جديدة؟ هل أنت غير راضٍ عن حزمة التعويضات التي تتلقاها في وظيفتك الحالية؟ أم هل تود الحصول على المزيد من فرص التطوير والتدريب؟ هل تعمل في المجال أو القطاع غير المناسب؟ أم هل تسعى لكسر الروتين والقيام بأمور مثيرة؟ ستكشف لك هذه الأسئلة خريطتك المهنية. حاول تصوّر وظيفة أحلامك وحدّد المزايا المفضلة لديك والتي لا توفرها لك وظيفتك الحالية.
2. ما هي أهدافك المهنية؟
لا شك بأنك قمت بتحديد هذه الأهداف في وقت مبكر جداً حتى قبل أن تبدأ بالبحث عن وظيفتك الأولى. يجب أن يكون لديك خريطة مهنية، فبعد أن تكتشف الأمور التي لا تجعلك تشعر بالرضا في وظيفتك الحالية، عليك أن تحدد تلك التي تُشعرك بالرضا. قد تكون القائمة مطوّلة، الا أنه يجب عليك تحديد الأمور التي تحفّزك في أي وظيفة. هل تبحث عن وظيفة مليئة بالتحديات تعلّمك أموراً جديدة كل يوم؟ أم هل تبحث عن وظيفة مستقرة تضمن لك دخل ثابت؟ ستوجهك هذه الأسئلة نحو المسار الصحيح أثناء قيامك بعملية البحث عن عمل.
3. هل تمتلك المهارات التي تؤهلك للحصول على هذه الوظيفة؟
إن كنت تبحث عن فرصة عمل جديدة، فلا شك بأنك تود الحصول على أمر أفضل. في الواقع، إن تغيير وظيفتك واتخاذ مسار مهني جديد سيجعلك تواجه الكثير من التحديات والمخاطر. يجب عليك الاستعداد للاستثمار في الوقت والجهد لاتخاذ هذه الخطوة، فقد تحتاج لقضاء المزيد من الوقت في البحث عن الوظائف والتواصل مع الآخرين وتعبئة طلبات التوظيف. وما إن تجد وظيفة براتب أفضل أو مليئة بالتحديات أو تتناسب بشكل أفضل مع متطلباتك، سيتعين عليك الاثبات بأنك تستحق هذه الوظيفة.
4. هل تمتلك مهارات يمكن استخدامها لوظائف أخرى؟
يوجد العديد من المهارات التي يمكن استخدامها في أكثر من وظيفة ومجال عمل، منها مهارات ادارة الوقت، والاهتمام بالتفاصيل والعمل ضمن فريق الخ. في الواقع، تفرض المهارات التي لا يمكن استخدامها في أكثر من وظيفة العديد من التحديات عند البحث عن وظيفة جديدة، وهي تشمل المهارات التقنية والخبرة التطبيقية. هنا يجب عليك تحديد ما ان كانت مهاراتك الحالية قابلة للاستخدام في وظيفة أخرى. قد تحتاج لإجراء إختبارات التقييم الذاتي أو التسجيل في بعض الدورات الالكترونية قبل التقدم الى وظيفة في مجال عمل جديد.
5. هل وجدت الوظيفة المناسبة؟
يجب عليك البدء بالبحث عن وظيفة قبل ترك وظيفتك الحالية أو حتى التحدث مع مديرك حول ذلك. حيث يتعين عليك البدء بالتخطيط لهذه العملية مسبقاً للتأكد من أنها تستحق المخاطرة. ما هي الشركات وفرص العمل التي بحثت عنها؟ عليك التعمق جيداً في بيئة عمل الشركة وتفاصيل الوظيفة للتأكد من أنها تتناسب مع متطلباتك. في الواقع، يجب عليك البحث عن مجموعة من الوظائف التي تهمك والاستعداد للمخاطرة ومن ثم البدء بالتقدم الى الوظيفة.
إن كنت تشعر بأنك تحتاج لتغيير وظيفتك، فلا شك بأنه ينبغي عليك ذلك، ولكن احرص على التخطيط لذلك مسبقاً كي تتمكن من تغيير وظيفتك بطريقة سهلة.
