مقدمة:
ازداد الاهتمام بالمورد البشري في الفكر الإداري الحديث، وظهرت العديد من الأفكار والنظريات التي اعتبرته من أهم العوامل المؤثرة في نشاط المنظمة ومساهماً فعالاً في تحقيق أهدافها. واتجه أغلب المفكرون لضرورة العمل على كسب ولاء المورد البشري للمنظمة التي يعمل بها والاهتمام به لدوره الفعال في تحقيق أهداف المنظمة. ومن هنا يظهر الدور الهام الذي تقوم به إدارة الموارد البشرية من خلال العمليات المختلفة التي تقوم بها داخل المنظمة كالتخطيط والتوظيف والاستقطاب والأجور والتقييم والتدريب، وكل تلك العمليات تهدف للمساهمة في تحقيق رؤية المنظمة وأهدافها باتباع الطرق العلمية الحديثة الملائمة لذلك. لذا فإن الدور الذي تقوم به إدارة الموارد البشرية يعمل على خلق التوازن بين أهداف المنظمة التي تسعى لتحقيقها وبين مصالح العنصر البشري الذي يعمل بالمنظمة، ومن العمليات الهامة التي تقوم بها إدارة الموارد البشرية العملية التدريبية والتي من خلالها يتم مواكبة السوق التنافسية. وفي ظل التطورات المتلاحقة أصبحت إدارة الموارد البشرية تواجه تحديات عدة، حيث يجب عليها السعي للتغلب على تلك التحديات حتى تتمكن من المساهمة في نجاح المنظمة. وتشمل هذه التحديات:
● التطور التكنولوجي:
ترتب على التطور التكنولوجي المتسارع هذه الأيام ضرورة مواكبة المنظمة لهذا التطور، نظرا ً للآثار السلبية التي قد تحدث لو لم تتم مواكبة هذا التطور. وقد أدى هذا التطور التكنولوجي إلى تغيير كبير في طبيعة الأعمال التي يقوم بها العنصر البشري وفي طريقة قيامه بتلك الأعمال، كما أدى أيضا الى تغيير المؤهلات المناسبة للوظائف داخل المنظمة وانخفاض العمالة المناسبة للوظيفة. وهنا يظهر دور إدارة الموارد البشرية في وضع الخطط الملائمة لاحتياجات المنظمة من العمالة المؤهلة والمناسبة للوظيفة وفقاً للتطور التكنولوجي بسوق العمل. كما يلزم العمل على وضع الخطط التدريبية وتنفيذها بشأن تطوير العمالة الحالية بالمنظمة لتتماشى مع التطور التكنولوجي بسوق العمل. و كمثال على ذلك، يوفر بيت.كوم منصة متخصصة للتعلم و لتعزيز المسيرة المهنية للموظفين. حيث تعد هذه المنصة مصدراً لا ينضب للدورات التدريبية و الاختبارات المفيدة المتعلقة بالبحث عن وظيفة وعن الحياة العملية بشكل عام.
● التطور الاقتصادي:
تعد المنافسة المفتوحة والانفتاح الاقتصادي من التطورات المهمة للغاية والمؤثرة بشكل مباشر على العنصر البشري داخل المنظمات المختلفة، وذلك يظهر من عدة جوانب، منها اهتمام بعض المنظمات بوضع ميزانية كبيرة لعملية التدريب والتطوير وهذا يؤدي لزيادة مهارات العاملين بتلك المنظمات، والتفاوت في متوسط الأجور بين المنظمات العاملة بنفس المجال مما يترتب عليه سعي المنظمات لاستقطاب الكفاءات من المنظمات المنافسة. لذا يلزم أن تسارع إدارة الموارد البشرية بمواكبة هذا التطور وإعداد الخطة التدريبية الملائمة وعرضها بشكل واضح للمنظمة. كما يلزم ضرورة قيامها بالحد من ظاهرة هجرة العمالة من المنظمة من خلال طرح المقترحات لبيئة العمل المناسبة والتي تضمن خلق الولاء لدى العاملين بالمنظمة.
● تطور الاحتياجات الاجتماعية:
تطوّرت الاحتياجات الاجتماعية للفرد وأصبح لديها تأثير واضح ومباشر على قدرة الفرد على القيام بعمله بكفاءة وفعالية، ومن الأمثلة على هذه الاحتياجات حاجة الموظف للرعاية الصحية له ولأسرته، والحصول على إجازه لتجديد نشاطه، وحاجته أيضاً لمشاركة المنظمة التي يعمل بها في المناسبات الاجتماعية. ومن هنا يتضح دور إدارة الموارد البشرية في مواجهة هذا التحدي بإعداد الخطط والبرامج الملائمة لاحتياجات العاملين، مما يترتب عليه التأثير بشكل إيجابي مباشر على العاملين بالمنظمة، وبالتالي رفع الحالة المعنوية للموظف، الأمر الذي سيؤدي الى قيامه بعمله على أكمل وجه وبكفاءة وفعالية.