ما من شيء في الحياة أفضل وأجمل من مشاهدة الأطفال يكبرون ليصبحوا أفراد لامعين ومستقلين. ومحمد هو خير دليل على ذلك، فهو الطفل الذي، بمساعدة برنامج مستقبلي وبيت.كوم، يتحضر ليصبح لاعب كرة قدم محترف.
محمد الكرد يبلغ من العمر 8 أعوام وهو يعيش في مخيم رفح لللاجئين مع كل من والدته وأشقائه ريما وعمر وفاطمة. فقد محمد والده في خلال الحرب على غزة عام 2008-2009. واستمرت حياة عائلته بالإنهيار شيئاً فشيء ففي حرب 2014 فقدوا منزلهم. وعلى الرغم من أن حياة عائلة الكرد تمر بمحن كبيرة إن كان على الصعيد المادي أو غيره، إلا أن محمد لا يزال يثابر بروحه الطيبة والسعيدة.
انضم محمد الى برنامج مستقبلي حين كان في روضة الأطفال وهو الآن في الصف الثالث. كانت بداية المشوار صعبة بالنسبة اليه حيث أشار المسؤول المُشرف عليه الى أنه كان انطوائياً ويتجنب التحدث مع الأطفال والمدرسين. ولكن أساتذة محمد تمكنوا من تعزيز تواصله من خلال إشراكه في الألعاب وصفوف التفاعل التي ساهمت في تسليط الضوء على ذكائه ومواهبه المتعددة. وقد نجحت جميع المحاولات فأصبح محمد طفلاً سعيداً يشارك في نشاطات صفه ويلعب مع زملائه.
ولم يساهم ذلك في تعزيز شخصية محمد فحسب، بل في تعزيز ذكائه حيث أصبح أكثر استقلالية في تعليمه وتكمن من تحقيق انجاز متميز وهو النجاح بمعدل 99%. لم تصدق والدة محمد مدى نجاح طفلها وتألقه فهي فخورة بإبنها الذي، بحسب قولها، هو “من أذكى التلامذة في صفه. فأنا أكاد تطير من الفرحة في كل مرة أرى شهادة محمد ونجاحه وأنا فخورة جداً به. فقد احتضن برنامج مستقبلي محمد ووفّر متطلباته كطفل بعد أن خسر والده، فهو يتلقى العناية الصحية اللازمة والتعليم والدعم النفسي والاجتماعي”.
فبالإضافة الى التعليم العلاجي الي يتلقاه محمد، ساهمت مشاركته في النشاطات الصيفية والشتوية باكتساب المزيد من الأصدقاء، والتعبير عن شحصيته بحرية. فهو مشجع كبير لفريق رفح المحلي لكرة القدم ويحضر جميع مبارياتهم وهو يحلم بالإنضمام الى الفريق حين يكبر. وهو يعمل بشكل يومي على تحقيق هذا الحلم. وقد قال محمد : “أنا أحب نشاطات برنامج مستقبلي كالدراما، والألعاب، والكتابة الإبداعية والفنون. ولكن رياضتي المفضلة هي كرة القدم التي أمارسها يومياً”.
فالإيمان بقدرة الأطفال على القيام بشيءٍ ما هو كل ما يحتاجونه للتألق. فالسماح لهم بالإيمان بقدراتهم وتحقيق ما يرغبون به هو الذي يساهم في تحقيق العظمة ونحن في بيت.كوم نتطلع لرؤية محمد يتحول الى أسطورة في كرة القدم.
تم إطلاق برنامج مستقبليفي عام 2009 من قبل مجموعة أبراجومؤسسة التعاون. يهدف البرنامج الى مساعدة الأطفال الأيتام والأقل حظاً في غزة بعد فترة الحروب، وتزويدهم بالأمور اللازمة لعيش حياة كريمة، حيث نجح البرنامج في نشر الأمل والتفاؤل بين الأطفال وتطوير مدينة غزة. بدأ بيت.كومبدعم هذا البرنامج منذ عام 2012، فهو يقوم برعاية 25 طفل كل سنة.
للإطلاع على المزيد من البرامج التي يدعمها بيت.كوم، يرجى زيارة مدونة بيت.كوم وصفحة عمل بيت.كوم الخيري.