كيفية التعامل مع مدير صعب المراس: 4 استراتيجيات فعّالة

كيفية التعامل مع مدير صعب المراس: 4 استراتيجيات فعّالة

"تفتقر مديرتي في العمل الى مهارات الذكاء العاطفي". لقد أجريت مؤخراً حواراً مع بات حول هذا الموضوع. في الواقع، يتمتع كافة المدربوّن بمعرفة جيدة حول علاقات الاشخاص بمدرائهم وزملائهم في العمل، فالخلافات والمشاكل التي تنشأ في مكان العمل ليس أمراً جديداً بالنسبة اليهم.

تعمل بات في بيئة عمل ريادية جميلة يوجد فيها العديد من المدراء الذين يصعب التعامل معهم. في الواقع، يفتقر معظم رواد الأعمال الى صفة التعاطف، فمهمتهم تتمثل في حل المشاكل، واطلاق المنتجات وكسب الأموال، فهم يعتقدون أن اكتساب مهارات شخصية غير مهم على الاطلاق. في الواقع، يتعين على كافة المدراء الذين يعملون لدى شركة تسعى للنمو والتطوّر التمتع بمهارات جيدة في اتخاذ القرارات وتحفيز موظفيهم المتميزين. الا أن الافتقار الى مهارات الذكاء العاطفي يؤثر سلباً على كلا الجانبين، وبخاصة القدرة على اتخاذ قرارات جيدة. سنحدث لاحقاً حول هذا الموضوع.

1. عدم السعي لتغيير الآخرين

أول نصيحة قدمتها الى بات هي عدم السعي لتغيير الآخرين، فنحن قادرون على تغيير أنفسنا فحسب، ولا نستطيع تغيير الآخرين. لن يسعى مديرك في العمل لتغيير شخصيته من أجل تعزيز علاقته بك، كما هو الحال في العلاقة الزوجية، فقد لا يعلم من الأساس بأنه بحاجة الى التغيير. كما أننا لن نعمل مع مدرائنا طوال حياتنا، لذا يمكننا اختيار أمرين، اما التركيز على صفات المدير السلبية والتذمر طوال الوقت، أو السعي لتحسين الصفات السلبية الخاصة بنا.

ثانياً، مديرك هو بمثابة هدية تقدم لك في مسيرتك المهنية (يصعب تقبل هذا الأمر). سيسهل عليك التعرّف على الآثار السلبية التي يسببها ضعف مهارات الذكاء العاطفي عند التعامل مع شخص يفتقر الى هذه المهارات، الأمر الذي يساعدك على التركيز على مهارات الذكاء العاطفي الخاصة بك وأسلوبك في التعامل مع زملائك، وأصدقائك وعائلتك. فلو لم تتعرّف على هذا النوع من الشخصيات، لن تتمكن من اكتشاف صفاتك السلبية وبالتالي لن تسعى لتغييرها. فهم بمثابة هدية يتم اكتشاف أثرها الايجابي في وقت لاحق.

يشمل الذكاء العاطفي 4 أجزاء: وعي الذات، والتنظيم الذاتي، والتحفيز والمهارات الاجتماعية. القول أسهل بكثير من العمل، الا أن المنافع تفوق الجهد المبذول.

2. التعرّف على نفسك أولاً

وعي الذات هو أكثر أجزاء الذكاء العاطفي تأثيراً. في الواقع، يوجد عدد قليل من الأشخاص الذين يتمتعون بهذه الموهبة، فهم يتمتعون بمعرفة جيدة حول كيفية تأثير الأمور التي يشعرون بها على الأمور التي يقومون بها، كما أنهم قادرون على تحديد المواقف التي تسبب ردود فعل عاطفية في أنفسهم وفي الآخرين.

هل سبق أن قام مديرك بسرقة فكرتك ونسبها الى نفسه في خلال اجتماع مع مجلس الادارة؟ ما هو شعورك تجاه ذلك، وكيف تعاملت مع هذا الموقف؟ هل تخصص وقت للتفكير في أسلوبك وردود فعلك بعد حضور اجتماعات العمل؟ هل تحدّد الأمور التي قمت بها بطريقة صحيحة أو خاطئة؟ ستلاحظ وجود أسلوب معين تتبعه في حال قمت بتخصيص وقت لتحليل طريقة تعاملك مع الآخرين. فبعض الأمور ستسبب لك باستمرار ردود فعل عاطفية أكثر من غيرك، حيث تتسارع نبضات قلبك، وتتصلب عظام الفك وتبدأ يديك بالتعرّق.

يمكنني اخفاء مشاعري في خلال اجتماع عمل، الا أن بشرتي شاحبة، فعندما أشعر بالغضب، تصبح رقبتي حمراء اللون ويفضح أمري. كما يمكنني التحكم بملامح وجهي، الا أن جسدي يفرز هرمونات توتر عندما يتم تهديدي ويتم الاستخفاف بأهمية الأمور التي أقوم بها (يتم تحفيز عواطفي). لذا يتعين علي السيطرة على ردود فعلي تجاه الأمور التي تحفّز عواطفي أو ارتداء وشاح رقبة، ولكن ذلك لا يعد مناسباً في أيام الصيف في سنغافورة.

3. السيطرة على مشاعرك

يأتي هنا دور التنظيم الذاتي، فبعد التعرّف على الأمور التي تحفّز عواطفك، يتعين عليك تعلّم كيفية السيطرة على ردود فعلك كالغضب، والتوتر والتغيّرات الأخرى التي تحدث في جسمك. يجب أولاً تجنب القيام برد فعل فوري في خلال المواقف الصعبة.

يشرح مؤلفي كتاب الحوارات الحاسمة (McGraw Hill 2011)، الذي حقق أعلى نسبة مبيعات، التعقيد الفسيولوجي المرتبط بالحوارات المعقدة. فعندما نشعر بأن شخص ما يتحدانا أو يخالفنا الرأي، يتم افراز هرمون الادرينالين في جسمنا ويتدفق الدم بعيداً عن الدماغ الى الأطراف، الأمر الذي يعزّز رغبتنا بالقتال أو الهرب. وبالتالي نجد صعوبة في التفكير والتصرف بالطريقة المناسبة! وهذا هو سبب تاثير ضعف مهارات الذكاء العاطفي على قدرتنا على اتخاذ القرارات. في الواقع، يصعب عليك تقييم مشكلة معينة وقول الأمور المناسبة عند تعرض دماغك لأزمة، حتى لو كنت تبدو هادئاً من الخارج.

4. حافظ على هدوئك

تنفس بعمق وحضر مسبقاً جملة يمكن قولها في خلال المواقف الصعبة كالقول مثلا: "هذه وجهة نظر مهمة"، أو "أشكرك على مشاركة رأيك الشخصي". سيساعدك ذلك بشكل كبير حيث سيخبر دماغك بأنك غير خاضع للتهديد على الرغم من الاستمرار في افراز الهرمونات، كما سيمنحك بضع دقائق للتفكير في الطريقة التي يجب التصرف بها. يطلق المدربين على ذلك مصطلح زيادة الفجوة بين التحفيز والاستجابة، فذلك أمر جيد.

راقب نفسك على مدار أسبوع. فكّر في الأمور التي حدثت معك في طريقك للعودة الى المنزل وحلّل ردود فعلك تجاه المواقف التي واجهتها في خلال اليوم. ما هي الأسباب التي جعلتك تغضب؟ هل تعرضت للانتقاد؟ كيف تصرفت في خلال هذه المواقف؟ هل وافقت على القيام بأمر كان يجب عليك رفضه لأنك أُجبرت على القيام به أو لم تخصص وقت للتفكير به؟ اسأل نفسك هذه الأسئلة كل يوم في خلال الأسبوع وستلاحظ حتماً تحسناً ملحوظاً في مهارات الذكاء العاطفي الخاصة بك وقدرتك على التنظيم. وفي حال كان لديك مدير يفتقر الى مهارات الذكاء العاطفي كمدير بات، حاول تفهم شخصيته وتقبّل فكرة عدم تطوّره بالشكل المطلوب.

Zeina Issa
  • Posted by Zeina Issa - ‏06/06/2016
  • Last updated: 06/06/2016
  • Posted by Zeina Issa - ‏06/06/2016
  • Last updated: 06/06/2016
Comments
(0)