خمسة دروس تعلمتها في كلية الدراسات العليا ساهمت في تعزيز مسيرتي المهنية في الشرق الأوسط

خمسة دروس تعلمتها في كلية الدراسات العليا ساهمت في تعزيز مسيرتي المهنية في الشرق الأوسط

من أهم الأسباب التي دفعتني للحصول على شهادة الماجستير في الادارة الدولية هي رغبتي بتعزيز مسيرتي المهنية، واكتساب مهارات جديدة، والحصول على زيادة في الراتب، بالاضافة الى التعرّف على أشخاص جدد من خلفيات مختلفة بالإضافة الى تأسيس أعمالي الخاصة.

في الواقع، تعد شهادة الماجستير ضرورية، فهي تعمل على تعزيز مهارات التفكير الاستراتيجي ومهارات حل المشاكل، وستبقى هذه العناصر حتماً من أساسيات نظام التعليم العالي. الا أنني أدركت بعد تخرجي من الجامعة بأن هذه الشهادة تتعدى فكرة تعلم كيفية اعداد خطة تسويقية جيدة، أو تحليل البيانات أو اجراء تحاليل نسبية.

أقدم لك في ما يلي أهم خمسة دروس تعلمتها في كلية الدراسات العليا ساهمت في تعزيز مسيرتي المهنية:

1. ليست كافة الأعمال التجارية سيئة

تعد الصورة التجارية من أهم الأمور في مجتمعنا الحالي الذي يرتكز بشكل أساسي على وسائل الاعلام الاجتماعية. في الواقع، ما من أمر أسوأ من اتخاذ قرارات سيئة تضر بسمعة الشركة وايراداتها. فقد أشار استبيان بيت.كوم حول "ما الذي يجعل الشركة مكاناً جذاباً للعمل"، فبراير 2014، الى أن 7 من أصل 10 مهنيين في الشرق الأوسط لا يمكنهم العمل لدى شركة لا يشعرون بالفخر تجاهها. كما أشار استبيان آخر لبيت.كوم حول "القيم، والأخلاقيات والنزاهة في مكان العمل في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا"، يونيو 2014، الى أن 98% من المهنيين صرّحوا بأنه من المهم بالنسبة اليهم أن تتمتع شركتهم بمستوى عالٍ من النزاهة والاخلاق.

كنت أعتقد قبل التحاقي بكلية الدراسات العليا أن الأعمال تهدف بشكل أساسي لزيادة ربحية الشركة والتغلب على منافسيها في سوق العمل، الا أنني أدركت بعدها أن جوهر الأعمال الأساسي هو القدرة على حل المشاكل التي تشمل زيادة الربحية التي تعمل بدروها على تعزيز الاستدامة.

أصبحت كليات الأعمال اليوم تبدي اهتماماً كبيراً بحوكمة الشركات. قد تظن بأن مهمة المنظمات غير الربحية مثل Greenpeace و PETAترتكز على رعاية الحيوانات فحسب، الا أن الحقيقة تختلف عن ذلك تماماً، فهذه المنظمات تسعى جاهدة لدفع الشركات في جميع أنحاء العالم لادراج تعليمات بيئية ضمن نماذج الأعمال الخاصة بها.

2. القيام بأمور جيدة يؤثر ايجاباً عليك

أعتقد ان الناحية الايجابية من التغيير الفكري الذي يُجرى في الوقت الحالي هو التوسع في مفهوم الاستدامة ليشمل استدامة الأعمال التجارية عينها.

في الواقع، يسعى معظم الأشخاص المسؤولون عن ماجستير ادارة الأعمال في كلية الدراسات العليا جاهدين لاعادة تخطيط البرامج بهدف اعداد الطلاب لتحمّل مسؤولية الآثار المترتبة على قراراتهم التجارية. فهم يقومون بتعليم الطلاب بطريقة مختلفة كي لا ترتكز اهتماماتهم على ربحية شركتهم أو أهدافها على المدى القصير فحسب. فقد أشار استبيان بيت.كوم حول "المسؤولية الاجتماعية للشركات في الشرق الأوسط وشمال افريقيا"، أغسطس 2013، الى أن 95% من المهنيين في المنطقة يعتقدون أن تمتع شركتهم بالمسؤولية الاجتماعية مهم الى حد كبير. لذا يتعين على الشركات توسيع استراتيجيات المسؤولية الاجتماعية الخاصة بها لتشمل تأثير قراراتها التجارية على مجتمعاتهم على المدى الطويل.

3. المحافظة على البيئة

لقد تطورت مسألة المحافطة على البيئة في خلال العقود الماضية بشكل كبير لتصبح جزءاً مهماً من أولويات الادارة العليا في الشركات. وقد تغيرت برامج الدراسات العليا لتتناسب مع هذا التحول الملحوظ، وذلك من خلال زيادة الوعي بالبيئة واتخاذ الاجراءات اللازمة. فالأمر لا يرتكز على المحافظة على البيئة فحسب، بل على استخدام الاستدامة البيئية لزيادة الربحية، وبخاصة على المدى الطويل.

ان اتباع ممارسات مراعية للبيئة في مكان العمل ليس أمراً كافياً، اذ يتعين عليك أيضاً تأسيس أعمال تجارية تدوم طويلاً مبنية على أسس آمنة ترتكز على الاهتمام باحتياجات كافة الأطراف المعنية من موظفين ومساهمين وحتى أشخاص عاديين.

4. التصرّف على طبيعتك – وهذا أمر رائع

لقد ساعدتني كلية الدراسات العليا على العثور على شغفي، والاعتماد على نفسي وتعزيز مهاراتي القيادية. لطالما اعتبرت نفسي قائدة جيدة كوني طالبة دراسات عليا متميزة، وعملت بجد لتعزيز هذه المهارة. في الواقع، لقد أصبحت الآن أتمتع بالمزيد من الشغف، والطموح، وروح المبادرة، والمثابرة وقدرات ذهنية متميزة، والأهم من ذلك أصبحت أتمتع بالعزيمة والاصرار. لقد ساعدتني كلية الدراسات العليا على التغيّر بشكل كامل!

في الواقع، تختلف كلية الدراسات العليا تماماً عن المرحلة الجامعية الأولى، اذ يمكنك التصرف على طبيعتك. الأمر الذي يسمح لك بتعزيز بعض المهارات والصفات، والتمتع بشخصية أقوى وأفضل، اذ يمكنك البحث عن الأجوبة على طريقتك الخاصة.

5. التعلم هو عملية مستمرة

ستعلمك كلية الدراسات العليا كيفية التعلم وتخطي الفشل.

ستلاحظ في خلال السنوات الأولى من دراستك بأنك لن تستطيع تحقيق 90% من الأمور التي ترغب بتحقيقها. قد تحصل على شهادتك الجامعية في خلال سنة واحدة فحسب ان سارت الأمور بشكل جيد. في الواقع، لقد واجهت صعوبة كبيرة في تعلم المواد المتعلقة بالخدمات المصرفية والتمويل كوني لا أتمتع بمعرفة جيدة فيها. لقد شعرت بالتوتر والقلق في خلال هذه الفترة، وكنت على وشك ترك الدراسة لأنني شعرت بأن العمل الذي كنت أقوم به غير مجدِ. الا أنني تحليت بالصبر والاصرار، ومع الوقت تلاشت كافة مخاوفي وشكوكي.

في الواقع، تعلمت في خلال مسيرتي المهنية تخطي كافة المخاوف والصعوبات، وأدركت مع الوقت أن الفشل في كلية الدراسات العليا (وفي الحياة بشكل عام) هو أمر طبيعي، وأن الاصرار والعزيمة يؤديان الى تحقيق النجاح في الحياة.

هل ترغب بمشاركة الدروس التي تعلمتها في كلية الدراسات العليا مع مجتمع بيت.كوم؟ شاركنا رأيك في صندوق التعليقات أدناه!

Zeina
  • Posted by Zeina - ‏06/06/2016
  • Last updated: 06/06/2016
  • Posted by Zeina - ‏06/06/2016
  • Last updated: 06/06/2016
Comments
(0)