ثلاثة مفاهيم مهنية خاطئة والخرافات الكامنة خلفها

ثلاثة مفاهيم مهنية خاطئة والخرافات الكامنة خلفها

1- أين علي أن أعمل؟

الخرافة:

الشركات المتعددة الجنسيات هي الشركات الوحيدة التي يتعين عليك العمل فيها.

طريقة التفكير:

سوف أعمل لصالح الشركات الكبيرة الرائدة والمتعددة الجنسيات فقط.

الواقع:

إن الشركات الكبيرة والمتعددة الجنسيات غالباً ما تقدم لموظفيها مجموعة متنوعة ومتكاملة من الفوائد التي تتفوق على تلك التي تقدمها الشركات الصغيرة التي يصعب عليها تحمل هذا النوع من الفوائد والإمتيازات. بالإضافة الى ذلك، إن مجرد ذكر إسم شركة كبيرة ومهمة على سيرتك الذاتية يعد أمراً إيجابياً ومفيداً على المدى البعيد وبخاصة إن كنت قادراً على بناء سجل مهني ناجح ولامع. كما أن العلامة التجارية المرتبطة بالعمل لدى شركة مهمة سيجعل حياتك أسهل على صعيد عالم الأعمال. وأخيراً، إن كنت تشعر بانسجام مع الشركة، وقيمها، وعلامتها التجارية ومنتجاتها فهذه نقطة إضافية تحفّز إنضمامك إليها. ولكن على الرغم من كل ما سبق ذكره، هناك مجموعة كبيرة من الشركات الإقليمية والمحلية، كبيرة كانت أم صغيرة، تتمتع بالمواصفات عينها من حيث العمليات والإبداع والإبتكار بالإضافة الى كونها سخية مع موظفيها تماما مثل الشركات المتعددة الجنسيات. فمعظم الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم تعطي موظفيها المزيد من المرونةوفرص الظهور والتألق وتترك أثرا إيجابيا نظراً للهيكلية الادارية المبسّطة وفرق العمل الصغيرة. بالإضافة الى ذلك، إن الشركات المتوسطة والصغيرة الحجم تزداد نمواً وإبداعاً بسرعة أكبر من الشركات الكبيرة وتوفر فرص تعلم كثيرة أمام الموظف وبخاصة أن دوره سيكون قابلاً للتبدل والتقدم على صعيد فرق العمل والأدوار أكثر مما هو ممكنا في الشركات المتعددة الجنسيات.

النصيحة:

إبحث عن شركة تحترمها وتقدر عملها، حيث يمكنك التعلم والتقدم والمساهمة إيجابيا وأنت تستمتع بما تقوم به ضمن بيئة تتناسب مع شخصيتك وقيمك. فبعض الخريجين سيتألقون في الشركات الصغيرة في حين سيشعر البعض الآخر بالارتياح للعمل ضمن بيئة أكثر تنظيماً.

2- متى يجب أن أعمل؟

الخرافة:

إن كافة الوظائف تتطلب شهادات دراسية.

طريقة التفكير:

سون أسعى لأن أكتسب خبرة مهنية بعد التخرج.

الواقع:

إن المنافسة شرسة ما بين الخريجين الجدد ومن الأفضل أن تبدأ بإغناء سيرتك الذاتية بأسرع وقت ممكن. إن المعدل التراكمي العالي سيسمح لك بقطع أشواط كبيرة في إثبات قدراتك وأخلاقياتك المهنية ومهاراتك التقنية. ولكن أصحاب العمل يبحثون عن النضوج المهني، وروح المبادرة، ومهارات العمل ضمن فريق، ومهارات القيادة والإبداع وعدد من المهارات الأخرى التي بإمكانك إثباتها من خلال العمل التطوعي والتدريبات المدفوعة والغير مدفوعة والمشاريع التي قد تقوم بها في خلال أيام الدراسة. وقد أظهر إستبيان بيت.كوم حول "التدريب في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا" أن القيام بفترة تدريب هو أمر مفيد لأصحاب العمل والمتدربين على حد سواء حيث ذكر 30% من المستطلعين أن فترة التدريب ذات قيمة متساوية لكلا الطرفين. ويعتبر المشاركون في الاستبيان، ممن سبق لهم وتولوا وظائف تدريبية، أن هذه التجربة مهمة في المقام الأوّل من أجل تطوير وإكتساب المهارات والمعارف الجديدة (48,3%)، يليها إكتساب الخبرة لإضافتها الى سيرتهم الذاتية (28,9%) .

النصيحة:

إبحث في وقت مبكر عن الفرص التي تسمح لك باكتساب المهارات التي يبحث عنها أصحاب العمل إن كان ذلك من خلال العمل على مشاريع، وفرص التدريب، والنشاطات اللامنهجية، والعمل التطوعي والسعي بشكل عام الى التميز. تأكد من أنك على إستعداد لإثبات نفسك أمام أصحاب العمل في خلال عملية بحثك عن أول وظيفة لك بعد مرحلة التخرج من خلال سيرتك الذاتية وفي خلال مقابلة العمل.

3- ما العمل الذي يجب أن أقوم به؟

الخرافة:

شهادتك هي التي تحدد وظيفتك الأولى ومسيرتك المهنية.

طريقة التفكير:

سوف أبحث عن الوظائف التي تتناسب بشكل تام مع شهادتي نظراً الى أن وظيفتي الأولى هي التي تحدد مستقبلي.

الواقع:

إن المرونة المهنية هو الشعار الجديد في عصر التعلم المستمر وإمكانية الوصول الى عدد كبير من الفرص المهمة. وذلك يعني أنه في حين أنك تحتاج الى إختيار الوظيفة الأولى بدقة كبيرة، عليك ان تتجنب التحليل المفرط. لا يجب ان تخاف من التداعيات السلبية على مسيرتك المهنية إن كنت تأخذ الحرية في تسلّم وظيفة خارج النطاق التقليدي الذي تفرضه شهادتك الدراسية عليك. فيخاطر الأشخاص دائما في مسيرتهم المهنية وغالبا ما ينتقلون من مجال الى آخر. في الواقع، أشار إستبيانبيت.كوم حول "تغيير المسار المهني وأماكن العمل في الشرق الأوسط" الى أن 82.4% من العاملين في الشرق الأوسط يرغبون في تغيير مهنتهم فيحين أوضح أكثر من 17٪ أنهم ليسوا على إستعداد لتحمل مخاطر مثل هذه الخطوة. وردا على سؤال حول أكثر ما قد يحفزهم لتغيير مهنتهم قال 25,8% ان راتب أعلى يشكل حافزا كبيرا. فيما اختار 18,3% فرصة لبداية جديدة في مهنة أحلامهم، و12,7% مزيد من التدريب والتطوير. ومن ناحية أخرى تبين ان 17,9% يبحثون عن ضمانة بالاستقرار على المدى البعيد فيما يبحث 8,1% عن شركة أفضل و4,8% عن إدارة أفضل. وحدد 10,2% أنهم قد يقدمون على تغيير مهنتهم بحثا عن جو عمل أفضل، و1,5% من أجل الحصول على ساعات عمل أكثر مرونة فيما صرح 0,7% ان العمل مع موظفين أفضل هو عامل أساسي. وسئل المشاركون أيضا عن طموحاتهم المهنية على مدى العشر سنوات القادمة، وقال 27,9% أنهم يجدون أنفسهم في مهنة، ومجال عمل، ووظيفة، وشركة مختلفة، وقال 24,1% في نفس مجال العمل والشركة ولكن في وظيفة مختلفة، وقال 22,6% في نفس مجال العمل والوظيفة ولكن في شركة مختلفة، فيما قال 16,6% أنهم قد يكونون في نفس الوظيفة ولكن في شركة ومجال عمل مختلفين وعبّر 8,7% عن عدم معرفتهم لما هو مخبأ لهم في المستقبل.

النصيحة:

لا تخف من المجازفة من أجل الحصول على مهنة أحلامك. إن كنت مهندساً مدنياً ولكنك تتمنى العمل كمصرفي، أو طباخ أو حرفي، عليك أن تحسّن سيرتك الذاتية وأن تقم بهذه الخطوة من دون تردد. فبإمكنك تغيير دورك الوظيفيي أو مجال عملك إن كانت الأمور تسير بشكلٍ سيئ. والأمر عينه ينطبق على العاملين في المجال المالي والذين يودون العمل في مجال النفط والبتروكيماويات، أو مصممي الجرافيك الذي يودون الانتقال الى مجال المالية أو المحامين الباحثين عن أدوار أكثر إبداعاً. وبما أنك متخرج جديد، فالعالم ملك يديك؛ لذا قم بالإختبارات السيكولوجية، وقابل المهنيين اللامعين في مجال العمل الذي تستهدفه، وإبحث عن عن عمل على أهم مواقع التوظيف، واقرأ المقالات المتعلقة بمجال عملك حتى تتمكن من تحديد المسار المهني الذي تود المضي به. تذكر أنه يمكنك البدء من الصفر متى أردت ذلك ومهما كانت التغيرات التي تطرأ على ظروف حياتك وإهتماماتك وأهدافك وأفضلياتك في الحياة.

Zeina
  • Posted by Zeina - ‏06/06/2016
  • Last updated: 10/10/2018
  • Posted by Zeina - ‏06/06/2016
  • Last updated: 10/10/2018
Comments
(0)