كيفية إيجاد الوظيفة التي تحبها

كيفية إيجاد الوظيفة التي تحبها

قال كونفوشيوس “اختر وظيفة تحبها ولن تضطر إلى العمل يوماً واحداً طيلة حياتك”. فقد تكون الوظيفة لمدى الحياة ترفاً من الماضي ولكن مع وفرة الفرص الجديدة المتاحة في قطاعات جديدة ومع أصحاب عمل باتوا يبحثون أو يتقبلون أكثر فأكثر على الأقل المهنيين الذين يملكون سير ذاتية غير تقليدية أو غير مناسبة تماما للوظيفة، أصبحت بيئة العمل تسمح للأفراد بالتطرق لموضوع الرضا الوظيفي بطريقة جدية ومبتكرة وخلاّقة. ولكن كيف يمكنك ايجاد الوظيفة المثالية لك أو تحليل إذا ما كانت وظيفتك الحالية هي الوظيفة المناسبة لك؟ كيف يمكنك تحديد ما الذي تود القيام به لبقية حياتك.

يقدم لك المستشارون المهنيون في بيت.كوم في ما يلي إطار العمل العام المناسب كي تتمكن من إيجاد الوظيفة التي تحبها:

كن واقعياً في ما يتعلق بالرضا الوظيفي كل عمل له ايجابياته وسلبياته وأيامه الجيدة وتلك المرّة، لذا فلتكن توقعاتك واقعية. عندما تحب وظيفتك تشعر بأنها امتداداً لهويتك، وليست بمجرد واجب أو تجربة قاسية انت مضطر للقيام بها من الساعة التاسعة صباحاً حتى الساعة الخامسة مساءً. بل ستستيقظ كل يوم مرحّباً بالمهمات التي تنتظرك وستفرح بالتحديات التي تواجهك وتتقبلها بهدوء وانفتاح. ان الخبر السعيد هو ان الرضا الوظيفي موجود بالفعل ويتخذ أشكال كافة والكثير من الناس يحبون عملهم ويحبون مهنتهم.

استكشف القيم الخاصة بك إن تحديد الأمور الأهم بالنسبة اليك مسبقاً سيساعدك في تفادي الكثير من المعاناة لاحقاً. فهناك الكثير من الاختبارات المتاحة التي قد تساعدك في تحديد أولوياتك ولكن يمكنك ان تبدأ عبر تحديد بنفسك أكثر ما يهمك وأن تقوم بترتيب الأمور بحسب أولويتها بالنسبة اليك. وقد تتضمن هذه الأولويات أمور متنوعة مثل منزل في الجبل، منزل على شاطئ البحر، مسافة قريبة للوصول الى العمل، قضاء وقت مع العائلة، مدير يمكنك التحدث اليه، فريق عمل يمكنك التعلم منه، تأمين لعائلتك، شركة يمكنك التفاخر بها، تدريب وتطور مستمرين، أمن وظيفي، مهنة تمنحك مرتبة مرموقة في المجتمع، راتب يجعلك غني أو مشهور، قضية تؤمن بها وغيرها من الأمور. قد تكون اللائحة طويلة أو قصيرة جداً ولكنها ستكون خاصة بك وتكمن أهميتها في ترتيب الأمور بحسب أولويتها كي تكون واضحاً حول الأمور الأساسية.

استكشف إهتماماتك ما هي الأشياء التي تحب أن تقوم بها عادةً؟ ما الذي كنت لتختار القيام به لو كانت لديك حرية الاختيار؟ هل تقوم برسم رسومات كاريكاتورية على هوامش الصفحات في الوقت الذي يقوم به كل من المحاسبين الآخرين بعملهم الاعتيادي؟ قد تكون فناناً موهوباً. هل تتطلع لعطلة نهاية الأسبوع لكي تتمكن من ممارسة مهاراتك في اللغة الفرنسية في المطعم الفرنسي أو تعليم الأطفال أو أن تأخذ الزوار في جولة حول البلدة؟ من المحتمل أن تكون رسالتك التعليم كمتخصص لغوي أو أستاذ أو شاعر أو دليل سياحي أو وكيل سفريات أو مسافر. مهما كانت الأمور التي تحب القيام بها، لا تقلل من أهميتها لأنك لم تتعلمها بل تذكر بأن معظم الأشخاص يلمعون في المجالات التي يحبونها كما ان الوقت لم يفت كي تتعلمها. تخيّل نفسك لبرهة في المكان الذي تود أن تكون موجوداً فيه في خلال السنوات أو الأشهر المقبلة. ما الذي تراه؟ وما الذي تشعر به؟ ما الذي تقوم به؟ وما الذي فعلته كي تصل الى هناك؟ لا تخف من الأحلام الكبيرة ومن التفكير الخيالي والبعيد في خلال قيامك بتحديد اهتماماتك وتطلعاتك للمهن المحتملة.

حدّد مهاراتك ونقاط قوتك لا بد من انك تملك مهارات عالية ومتطورة وتعتقد بأنك تفشل في أمور أخرى على مقياس الإمتياز ولكن في السوق المهنية الحالية، يكمن الأمر في المهارات المتنقلة بدلا من تلك التقليدية . فالتبدلات المهنية أصبحت شائعة ولكن عليك أن تدرك ما هي مهاراتك التي يمكنك استخدامها في الوظيفة الجديدة. فليست المهارات التقنية التي تعبت لإكتسابها في أيام الدراسة هي وحدها التي ستساعدك وتنفعك بل ايضاً المهارات الأخرى وقدرتك على القيادة والهام من حولك وتحفيزهم والتواصل معهم.

كن جاهزاً لتعلم مهارات جديدة كي تتعلم مهارات جديدة، عليك ان تبتعد لفترة وجيزة عن مكان العمل، كما انه يمكنك الإلتحاق ببرنامج تعليم في خلال عملك. ومهما كانت الثغرات التي وجدتها بين مجموعة مهاراتك الخاصة واهتماماتك، فيمكنك سدّها ببرنامج دراسي متين، سواء كان ذلك من خلال التعلم الذاتي أو دورة تدريبية أو شهادة دراسية جديدة. في الواقع، لقد تم اعتماد التعلم في مكان العمل اليوم الى حدٍ كبير كالتزام لمدى الحياة لذا كن جاهزاً للإلتزام به لفترةٍ طويلة.

قم بالبحث المتواصل قد يتضمن ذلك الكثير من القراءة حول الشركات ومجالات العمل المستهدفة بالإضافة الى الوظائف والمسارات المهنة ولكنه ليس من الضروري التوقف عند ذلك. تحدث مع الأشخاص الذين يعملون في مجال العمل الذي يهمك وحاول أن تعرف كيف هي حياتهم وكيف يمضون يومهم ومدى توافق الدور الوظيفي مع مهاراتك واهتماماتك وقيمك. اطلب مقابلة للحصول على المزيد من المعلومات ولزيارة الشركة التي تود الوصول اليها وبعد المقابلة اطلب جولة في المكتب كي تتعرف على الشركة أكثر. تحدث مع الموظفين العاملين هناك أو الذين كانوا يعملون هناك. تعرف على أفضل الأوجه لهذا الدور الوظيفي والمجال والشركة وأسوأها كي تتمكن من التخطيط لإنتقالك. تأكد من أن أهداف الشركة تتوافق مع أهدافك الشخصية واهتماماتك ولا تتناقض مع أي من قيمك الأساسية . وعادة يزيد حماسك مع كل معلومة جديدة تحصل عليها.

ولكن ماذا إن كنت لا تكره وظيفتك الحالية ولا تريد أن تتركها ولكنك تشعر بأنك لا مبالٍ ومتوتر؟ في الواقع انه لأمر شائع وطبيعي فهناك طرق عدة للإنتقال من الأداء الجيد الى الأداء الرائع على مقياس القناعة.

ابدأ بالطريقة عينها المذكورة سابقاً وكن واقعياً الى أقصى حد في ما يتعلق بتوقعاتك ومن ثم استيعاب ما هي قيمتك الفعلية وما هو الذي تريده من الوظيفة. وبعد ذلك، ابدأ بتحليل ما هو الأمر الأساسي الذي يعرقل اندفاعك وانتاجيتك في العمل. وما هي الثغرات الموجودة بين الرؤية الخاصة بك للوظيفة التي تتماشى مع احتياجاتك واهتماماتك والوظيفة الملتزم بها حالياً؟ يجب أن تكون صريحاً جداً مع نفسك كي تتمكن من ايجاد الحل المناسب. ففي العام 2011، أشار استبيان بيت.كوم الذي طرح على المهنيين السؤال حول ما هو المحفز الرئيسي لإخلاصهم في العمل، أن 27.9% من المهنيين يصفون الراتب بالمحفز الأساسي، و18.7% قالوا فرص التقدم المتوفرة، و16.5% قالوا العلاقة مع المدير/الإدارة العليا/الزملاء، و14.2% قالوا طبيعة العمل و7.2% خطط التدريب والتطوير، و6.9% موقع الشركة في السوق و5.9% ثقافة الشركة، فيما أشار 2.6% إلى وجود أسباب غير تلك المذكورة أعلاه تبقيهم مندفعين. كما طرح على المشاركين سؤال يتعلق بمدى أهمية قنوات التواصل الشفافة من حيث تأثيرها على اندفاعهم واخلاصهم فقال 73.7% أنها مهمة جداً، وذكر 19.2% أنها مهمة إلى حد ما، و2.7% أنها غير مهمة للغاية و4.5% أنها غير مهمة أبداً. وعند السؤال عن الأمور التي هم أكثر إخلاصا لها، قال 20.1% من المشاركين أنها العلامة التجارية/قيم/رؤية الشركة بشكل عام، و10.3% أنه المدير المباشر، و8.3% الزملاء، و7.3% العملاء، و3.9% الموظفين المسؤولين عنهم، و2.2% فريق الإدارة العليا، و36.1% ذكروا كل ما سبق و11.8% لا شيء مما سبق. بالإضافة الى ذلك، وحين سئلوا عن مدى اندفاعهم في عملهم الحالي، أعرب 33.3% من المشاركين عن اندفاع كبير و25.3 عن اندفاع الى حد ما، و21.1% عن عدم اندفاع الى حد كبير و20.3% عن عدم الاندفاع بتاتاً.

وبعد ان تحدد أسباب عدم توافق مهنتك مع احتياجاتك الشخصية و/او المهنية وتوقعاتك ضع خطة لحل تلك المشاكل. فبالنسبة الى بعض الأشخاص، إن مجرد ترتيب النتائج كافة من خلال هذا التمرين الذاتي، كافٍ لإكتشاف ذاتهم وسيقومون من خلال ذلك بإختيار تغيير عاداتهم وتصرفاتهم تجاه عملهم بكل سعادة وفعالية بدلاً من تغيير أي من الأمور الأساسية والجذرية في العمل. قد يكون تحقيق الذات فضلاً عن التصرف بايجابية هو كل ما تحتاجه للتخلص من الشعور اليومي بالقلق. وقد يظن البعض الآخر انهم بحاجة الى القيام بشيء ما كي يتمكنوا من إعادة تنظيم أعمالهم وحياتهم إن كان ذلك من خلال طلب ساعة استراحة إضافية للذهاب الى المنزل وإطعام الأطفال، أو الحصول على تدريب إضافي أو إجراء تقييمات ذاتية بانتظام أو تحسين قنوات التواصل مع المدير وغيرها من الأمور. مهما كانت نتيجة التقييم الذاتي الذي أجريته، فأنت المسؤول الأول عن تحديد الخطوات التي يتعين عليك القيام بها من أجل سدّ الثغرات الموجودة. تذكّر أنك إن كنت تفتقر الى معرفة كيفية معالجة القضية يمكنك الحصول على تدريب أو مساعدة ودعم من صديق أو زميل تثق به أو مدرّب أو مستشار مهني. وأهم ما في الأمر هو أن تدرك أنك انت الشخص المسؤول والمتحكم بمسيرتك المهنية وأن الثغرات التي قمت بتحديدها لن تتمكن منك لأنك تعلم بوجودها مسبقاً وتفهم أبعادها وقد اخترت أن تنظر اليها بايجابية وتتقبلها أو ان تعمل على معالجتها.

Zeina
  • Posted by Zeina - ‏06/06/2016
  • Last updated: 06/06/2016
  • Posted by Zeina - ‏06/06/2016
  • Last updated: 06/06/2016
Comments
(0)