ترك الوظيفة قرار مهم وغالبًا ما يكون صعبًا، خصوصًا خلال مقابلة العمل. إنه سؤال له وزنه وقد يؤثر على صورتك لدى مدير التوظيف. "لماذا سوف تترك شركتك الحالية؟" يكشف هذا السؤال دوافعك المهنية وطموحاتك الوظيفية وقيمك الشخصية كذلك. في هذه المدونة، سنستكشف كيفية التعامل مع هذا السؤال بصدق واحترافية والتركيز على أهدافك المستقبلية.
قبل الخوض في كيفية الإجابة على هذا السؤال، من الضروري فهم السبب الذي يدفع مدراء المقابلة لطرحه. فمدراء التوظيف لا يدفعهم الفضول بقدر ما يهمهم تقييم:
الاحترافية: كيف تتحدث عن صاحب العمل الحالي؟
الدافع: ما الذي يدفع قراراتك المهنية؟
التوافق: كيف ستندمج في الدور وثقافة الشركة الجديدة؟
بفهم هذه العوامل الكامنة، يمكنك صياغة إجابة تناسب السؤال وتستعرض أيضًا مدى ملاءمتك للمنصب الجديد.
عند صياغة إجابتك، احرص على أن تبدو متفائلًا وتتطلع نحو المستقبل. إليك بعض الاستراتيجيات لمساعدتك:
كن صادقًا لكن بلباقة: تجنب التحدث بسوء عن صاحب العمل الحالي أو الزملاء. بدلاً من ذلك، ركز على إيجابيات الفرصة الجديدة.
ركز على المستقبل: اشرح ما يحمسك في الدور الجديد وكيف يتماشى مع أهدافك المهنية.
حافظ على المهنية: حتى لو كانت أسبابك شخصية، صغها بطريقة تبرز احترافيتك وتفانيك في مهنتك.
لإعطاء إجابة مقنعة، فكّر مليًا في الأسباب التي تدفعك لترك العمل، يمكن لهذه الأسباب أن تقسم إلى مواضيع أساسية عامة:
التطور الوظيفي: البحث عن تحديات جديدة، وفرص للنمو، أو دور يتماشى بشكل أفضل مع طموحاتك المهنية.
"لقد استمتعت بوقتي في (الشركة الحالية) وتعلمت الكثير، ولكنني أشعر بأنني وصلت إلى مرحلة لا توفر الكثير من الفرص للنمو. هذا المنصب في (الشركة الجديدة) يوفر فرصة لتطوير مهاراتي بشكل أكبر ويساعدني لأخذ دور قيادي بما يتناسب مع طموحاتي في العمل."
ثقافة الشركة: البحث عن بيئة عمل تتماشى بشكل أوثق مع قيمك وأسلوب عملك.
"كانت تجربتي إيجابية في (الشركة الحالية)، ولكنني أرى أن ثقافة الشركة في (الشركة الجديدة) تتناسب أكثر مع مبادئي الشخصية وأسلوب العمل. وأعجبت تحديدًا بالتزامكم بالإبداع والتعاون، وأعتقد بأنني أستطيع المساهمة والازدهار في هذه البيئة."
التعويضات والمزايا: الرغبة في تحسين الراتب، والمزايا، أو الوصول إلى التوازن بين العمل والحياة الشخصية.
"مع أنني استمتعت بعملي في (الشركة الحالية)، أبحث الآن عن منصب أكثر تناسبًا مع توقعاتي من ناحية التعويضات والمزايا. أعتقد بأن (الشركة الجديدة) لا تناسب توقعاتي فحسب، بل وتوفر بيئة أستطيع أن أتطور فيها مهنيًا وأساهم بشكل كبير في الفريق."
الانتقال: الانتقال إلى مدينة أو بلد جديد.
"سوف أنتقل إلى (المدينة الجديدة) لأسباب شخصية وأبحث عن منصب يسمح لي بالاستمرار في مساري الوظيفي في المدينة الجديدة. وأعجبتني سمعة (الشركة الجديدة) والفرص التي توفرونها للنمو المهني والمشاركة في المجتمع."
التغييرات التنظيمية: التعامل مع التغييرات الهيكلية، والتحولات القيادية، أو إعادة تشكيل الاستراتيجيات بما لا تتماشى مع أهدافك المهنية.
"مع التغييرات الجديدة في (الشركة الحالية)، والتغيرات في الاتجاه الاستراتيجي، أشعر بأن أهدافي الوظيفية لا تتماشى مع طريقة سير الشركة. أنا متحمس للفرصة في (الشركة الجديدة) لأنها تتماشى مع أهدافي الوظيفية طويلة المدى وتوفر بيئة مستقرة وحيوية للنمو."
كن صادقًا بشأن أسبابك، ولكن فكر أيضًا في الطريقة التي ستظهر فيها لدى صاحب العمل المحتمل.
الصدق أمر مهم، ولكن هناك بعض الأخطاء التي يجب تجنبها عند الإجابة عن هذا السؤال:
السلبية: التحدث بسلبية عن صاحب العمل الحالي يمكن أن يجعلك تبدو غير محترف. دائمًا تحدث عن أسبابك بشكل إيجابي.
الغموض: الغموض الشديد يمكن أن يوحي بأنك تخفي شيئًا. أعطِ إجابات واضحة ومقتضبة.
التركيز المفرط على المال: المال أمر مهم، ولكن التركيز عليه يمكن أن يجعلك تبدو مدفوعًا فقط بالمال. حافظ على التوازن واذكر دوافعك المهنية الأخرى.
من الضروري تجنب بعض العبارات عند الإجابة عن هذا السؤال. إليك بعض الأشياء التي لا يجب أن تقولها بالتأكيد:
"أنوي ترك العمل لأن مديري صعب التعامل معه."
"بصراحة، أشعر بالملل وأبحث عن شيء جديد."
"سمعت أن لديكم مزايا أفضل."
"شركتي الحالية لا تعمل بشكل جيد."
"لا أتفق مع زملائي."
كما هو الحال مع أي سؤال في المقابلة، الممارسة والتدريب هما الأساس. تدرب على إجاباتك حتى تشعر بالطبيعية والثقة. يمكنك الحصول على الملاحظات من صديق موثوق أو مدرب مهني.
الإجابة عن سؤال "لماذا سوف تترك شركتك الحالية؟" فرصة لإظهار احترافيتك، ووعيك الذاتي، وطموحاتك المهنية. تذكر، الهدف ليس فقط شرح أسباب المغادرة، ولكن لتسليط الضوء على سبب حماسك للفرصة مع صاحب العمل الجديد المحتمل.
حظًا سعيدًا في البحث عن وظيفة وفي مقابلتك القادمة!