لا أحد منّا يرغب في أن تُسيطر السلبية على حياته، فالجميع يفكر في كيفية التخلص منها بشكلٍ أو بآخر. ولكن ما الحل عندما يكون هناك زميل سلبي في مكان العمل؟ إن الأمر مختلف بعض الشيء، في البداية قد تعتقد أن الحل الأمثل لتلك المشكلة هو تجنب هذا الزميل السلبي الذي ينشر الطاقة السلبية في المكتب، ولكن الحقيقة عكس ذلك تمامًا، حيث ستكون مُضطرًا لرؤية ذلك الزميل والتعامل معه بشكل يومي تقريبًا. لذا، عليك البحث عن أساليب فعّالة للتعامل معه، فليس للحياة معنى دون أن تضعك في مواقف تختبر فيها مدى صبرك وقوتك.
(مدونات ذات صلة: كيفية التعامل مع زملاء العمل صعبي المراس)
في هذه المدونة، سنقدم لك بعض النصائح لمساعدتك على مواجهة السلبية في حياتك العملية:
تجنب الرد على استفزازات الزميل السلبي
في كثيرٍ من الأحيان، يحاول الموظف السلبي استفزاز زملائه من خلال القيام ببعض التصرفات السيئة لإثارة غضبهم، كالغيبة والنميمة والعدوانية. لذا، عليك التصرف بذكاء من خلال تجاهل تلك السلوكيات وعدم الرد عليها مُطلقًا، لأن ردك سيحقق غاية ذلك الموظف السلبي ويزيد الأمور سوءًا.
ماذا لو كنت تعمل مع ذلك الزميل على نفس المشروع أو كان هو مديرك بالعمل؟
عادةً ما ستجد نفسك على خلافٍ دائم مع زميلك السلبي في العمل، وسيؤدي ذلك إلى عرقلة سير مشاريعك. لذا، عليك أن تتجنب محاولة إقناعه بشيء لا يُريد فعله لأن هذا سيؤدي إلى تفاقم المشكلة. وبدلًا من ذلك عليك البحث عن حل آخر يُرضي كلاكما، فمثلًا إذا أظهرت استعدادًا حقيقيًا لسماع رأيه، فستجد فرصة للمناقشة. عندئذٍ ستصل إلى اتفاقٍ يُشعركم بالرضا، وستنجح تدريجيًا في القضاء على سلبيته وبالتالي التركيز على عملك بشكلٍ أكبر.
ملاحظة: لا تحاول أبدًا التنازل والرضوخ إلى اتفاقً لا يُرضيك، لأن ذلك سيؤثر على عملك بشكلٍ سيء.
احرص على وضع حدود واضحة لنفسك
إن تفضيلك لعدم الرد على إساءة الزميل السلبي لا يسلب منك الحق في الرد على تصرفاته السيئة، وهذا الرد يكون من خلال إخباره أنك تُفضل التركيز على عملك فقط ولا وقت لديك للانشغال بأمورٍ سخيفة.
حاول معرفة الدافع وراء تصرفاته
في كثيرٍ من الأحيان قد يكون هناك مُبرر لتصرفات الشخص السلبي، ولكنه يميل إلى المبالغة في تلك التصرفات التي تحكمها مشاعر يصعُب التحكم بها، حيث يسعى من ورائها لإيصال رسالة معينة. ولكن قد تضيع تلك الرسالة، لأن الناس عادةً ما يميلون إلى تجاهل سماع شكاوى غيرهم، ولكن هنا يظهر دورك الحقيقي للتعاطف مع زميلك ومحاولة فَهم ما يمر به. لذا، إذا كنت تشعر بأنك مستعدًا لذلك، يمكنك الذهاب إليه ومحاولة الحديث معه لإيجاد حل لتلك المشكلة. ولكن احرص على أن تكون لطيفًا معه وحاول أن تسمعه وتشعر به وتفهمه، فإذا كنت صبورًا بما فيه الكفاية، ستنجح في كسر الحواجز بينكما ومعرفة سبب غضبه. باختصار، كن الموظف الذي يسعى الجميع لتعيينه في فريقه.
أما إذا فشلت جميع المحاولات السابقة، تقدم بشكوى إلى مديرك أو إدارة الموارد البشرية
في حال خرجت المشكلة عن السيطرة، أو إذا استمرت على الرغم من محاولاتك لحلها، فقد حان الوقت لإخبار كبار المسؤولين بما يجري لإيجاد حلول لها، فقد يتخذوا قرارًا بنقلك إلى قسمٍ آخر حتى لا تضطر إلى رؤية ذاك الزميل السلبي أو التحدث إليه مباشرةً. ولكن قبل الإقدام على تلك الخطوة، عليك التحدث مع زميلك بودية موضحًا له كيف أنه يُضخم الأمور ويجعلها تبدو أكثر صعوبةً. وإذا حُلت المشكلة بهذه الطريقة، ستنقذ نفسك من الخوض في صراعاتٍ غير ضرورية في العمل. أما إذا لم يكن الأمر كذلك، فلن يكون أمامك خيار سوى التقدم بشكوى إلى مدرائك.
أما في حال وُجدت تلك المشكلة عند كبار المسؤولين في الشركة أيضًا، فإليك هذه المدونة حول كيفية اكتشاف الشركات التي تتمتع ببيئة عمل إيجابية والتي ستُساعدك في المرة القادمة التي تبحث فيها عن وظيفة في شركةٍ ما.
إن أفضل حل لتلك المشكلة هو أن تصل للقناعة بأن السلبية هي نِتاج لتجارب سيئة سابقة
ستُصادف دائمًا في حياتك المهنية ذلك الشخص الذي يسعى لنشر الطاقة السلبية في مكان العمل ويحاول تعكير صفوك. ولكن احرص على الحفاظ على طاقتك والبقاء إيجابيًا قدر الإمكان، حيث أن معظم الأشخاص السلبيين قد مروا بتجارب وأحداث سيئة أوصلتهم لتلك الحالة. لذا، عليك إظهار التعاطف معهم دون السماح لهم بانتهاك خصوصيتك، وبالتالي لن تتأثر بسلبيتهم وستبقى قادرًا على التركيز وأداء مهامك بشكل جيد في العمل.
للحصول على مزيد من النصائح العملية حول كيفية التميّز في مكان العمل، تصفح هذه المدونات!
