بصفتك موظف محترف، قد تؤدي الأخطاء التي ترتكبها في العمل إلى عواقب وخيمة، منها التأثير على نظرة الآخرين لأدائك، ولكن غالبًا ما تكمن المشكلة الحقيقية في الآثار النفسية الناتجة عن تلك الأخطاء، والتي قد تؤثر سلبًا على ثقتك بنفسك وأدائك في عملك. وقد تتفاقم هذه المشكلة إذا لم يتم معالجتها، مما يجعلك تشك في قدراتك وتفقد الثقة في قرارات عملك، مما يؤثر على أدائك بشكل عام، حتى لو لم يكن للخطأ الأساسي أي علاقة بمهاراتك.
إن الأمر صعب، أليس كذلك؟ ولكن الخبر السار هو أن هناك الكثير من الطرق التي يمكنك من خلالها تجاوز الخطأ الذي ارتكبته في العمل. وفي الواقع، كلما أسرعت في التعافي، شعرت بتحسن أكبر وأصبحت أكثر فاعلية في عملك.
إليك أهم طُرق التعامل مع الأخطاء في العمل:
لا بأس في أن تشعر بالسوء حيال ارتكاب خطأٍ ما في العمل، حيث يمكنك الغضب، ولوم نفسك، والبكاء - إن الشعور بهذه المشاعر السلبية هو أمر طبيعي في مثل هذا الموقف. ولكن لا تسمح لتلك المشاعر بالسيطرة عليك، حيث عليك الاعتراف بها أولًا، ثم التخلص منها حتى لا توثر عليك وتكون عقبة أمام تقدمك المهني.
من المهم جدًا إدراك حجم خطأك، ولكن ارتكاب خطأ ما ليس نهاية العالم. ربما تختبر الآن شعورًا سيئًا، ولكن في غضون عام، هل سيُلازمك هذا الشعور؟ لا على الأغلب، طالما أنك تسعى جاهدًا لتدارك هذا الخطأ؛ فالمسألة ليست مصيرية وسَتُحل بسرعة.
إن الموظفين غير المنخرطين في وظائفهم هم أكثر عرضة بنسبة 60٪ لارتكاب الأخطاء مقارنةً بزملائهم المنخرطين في عملهم. قد يكون هذا الأمر نتيجة مرورك بمشكلةٍ ما خارج العمل أثرت على مدى تركيزك على عملك. وإذا كان الأمر كذلك، عليك معالجة هذه المشكلة الخارجية (انظر أدناه). ومع ذلك، قد يكون هذا علامة على أن الوظيفة لا تناسبك. وإذا كان الأمر كذلك، فاعتبر هذا الخطأ كإشارة على أن الوقت قد حان للمضي قدمًا في البحث عن وظيفة أخرى.
تتمثل إحدى طرق علاج الوسواس القهري في تشجيع المرضى على مواجهة السيناريو الأسوأ، وغالبًا ما تكون هذه الطريقة مجدية كونك تكون مجبرًا على مواجهة ما يمكن أن يحدث، وبالتالي التخلص من الخوف من المجهول. لنأخذ هذا السيناريو على سبيل المثال، لقد ارتكبت خطأ ما في العمل، هل من المحتمل طردك بسبب خطأك؟ على الأرجح لا. ولكن، إذا تم طردك، فهل ستحصل على وظيفة أخرى؟ نعم. هل ستنجح؟ نعم. لأن لديك الكثير لتقدمه، وخطأ واحد لا يُحدّ من قدراتك.
إن إحدى أسوأ الأمور التي يمكنك القيام بها عندما ترتكب خطأ في العمل هي إنكار ذلك الخطأ. سيضعك هذا في موقف سيء حقًا، ومن المحتمل أن يدفع زملائك لتجنب العمل معك مرةً أخرى. ولكن، ماذا إن ارتكبت خطأً بحق أحدهم، فكيف يمكنك تدارك هذا الخطأ؟ امتلك زمام الأمور واعتذر وقل إنك تعمل على إيجاد حل، أو أنك على دراية بذلك وستقوم بعمل أفضل في المرة القادمة. ليس هناك حاجة لأي شيء أكثر من ذلك.
إن إحدى أفضل الطرق للتعافي من الخطأ هي التعلّم منه، وذلك من خلال تحليل ما حدث وطرح الأسئلة التالية على نفسك، هل احتجت إلى الكثير من الوقت لحل المشكلة؟ هل تغلّبت عواطفك عليك؟ هل كنت غير منظم؟ إن الإجابة على تلك الأسئلة سيساهم في منع حدوث هذا الخطأ مرةً أخرى.
أن تقسو على نفسك بسبب خطأٍ ارتكبته، لن يُساعدك على التعافي منه، فالإنسان بطبيعته معرض لارتكاب الأخطاء، ولا أحد مثاليّ. وقد يكون هذا الخطأ إشارة على أنك بحاجة إلى أن تهتم بنفسك أكثر في الآونة الأخيرة.
هل تشعر بالإجهاد؟ هل تشعر بالإحباط قليلًا؟ إذا كان الجواب نعم، فقد حان الأوان لأخذ عطلة. ربما تحتاج إلى ممارسة بعض اليوغا، أو تناول الطعام الصحيّ، أو زيارة الطبيب، يوجد العديد من الطرق للاهتمام بنفسك أكثر. أن تتمتع بصحة نفسية وجسدية جيدة يعني أن تكون أفضل في وظيفتك وبعيدًا كل البُعد عن الأخطاء.
بغض النظر عن سبب ارتكابك للخطأ، فإن الحقيقة هي أنك ارتكبت هذا الخطأً وتحتاج إلى الاعتراف أنك تسببت فيه. وإذا ارتكبت أخطاء متكررة في العمل، فمن المحتمل أن يتخذ صاحب العمل قرارًا يهدد حياتك المهنية. لذا، إذا أردت أن تجعل الآخرين يعفون عن أخطائك، عليك إيجاد حلول عمليّة للمشكلة. فعلى سبيل المثال، إذا كنت فظّا مع أحد العملاء على الهاتف لأنك تشعر بالإرهاق، فإن الإعراب عن الأسف للعميل وصاحب العمل لن يُجدي نفعًا في هذه الحالة. في حين أن خدمة العملاء المتميزة والتقييمات الجيدة والعمل بجد سيساعدك على معالجة هذا الخطأ.
وفي النهاية تذكر أن أخطائك لا تحدد من أنت، فأنت موظف محترف وواثق بنفسك ومؤهل ولديك القدرة على التعافي. ومن خلال اتباع النصائح أعلاه والاهتمام بنفسك أكثر، فإنه لا يمكنك فقط تجاوز خطأك، بل ويمكنك تحقيق الازدهار والنجاح في حياتك المهنية.