ليس هنالك شعور أجمل من تلقيك لمكالمة هاتفية من شركة لطالما حلمت بأن تعمل معها. حيث تشعر أن جهودك المبذولة في إعداد سيرتك الذاتية والساعات التي قضيتها في البحث والتقديم على الوظيفة التي ترغب بها قد أتت بنتيجتها أخيرًا. لكن ماذا إن كانت هذه المقابلة التي تم دعوتك إليها هي مقابلة هاتفية!؟ لا داعي للقلق أبدًا، فرغم الاختلافات بينها وبين مقابلات العمل الحضورية، إلّا أنه يمكنك القيام بمقابلة عمل هاتفية ناجحة في حال التحضير لها بشكل جيد. وفرنا لك تاليًا بعض النصائح التي ستساعدك على تخطي هذه المقابلة للاقتراب خطوة إلى وظيفة لطالما رغبت بها.
قم بالتأكيد على الموعد
قم بإرسال بريد إلكتروني قصير إلى ممثل الشركة قبل موعد المقابلة بيومين، تأكد فيه على حضورك للمقابلة في التاريخ والساعة المحددة، بالإضافة إلى طلب اسم الشخص المعني بالمقابلة ورقم هاتفه. ستظهر هذه الخطوة لممثلي الشركة احترافيتك واحترامك لوقتهم. ستسمح لك هذه الرسالة القصيرة بالتعرف على اسم الشخص الذي سيجري معك المقابلة، وبالتالي يمكنك زيارة ملفه الشخصي على LinkedIn والتعرف على طبيعة عمله واهتماماته قبل إجراء المقابلة. وإن كنت تعرف أحد الموظفين الذين يعملون بصحبته في الشركة، فيمكنك التواصل معه للتعرف أكثر على الشخص الذي ستجري معه المقابلة.
قم بإجراء بحث مسبق
كما هو الحال مع مقابلات العمل الحضورية، فإن إجراء بحث مسبق تحضيرًا للمقابلة هو خطوة هامة لا يمكن الاستغناء عنها. بل أن التقاعس عن إتمامها قد يكون له عواقب وخيمة ستأثر على فرص قبولك. تصفح الوصف الوظيفي للمنصب مرة أخرى، وتأكد من الإلمام بمتطلبات الشركة والمسؤوليات المنوطة إليك في هذا المنصب. ثم توجه بعد ذلك إلى الموقع الإلكتروني للشركة وصفحات التواصل الاجتماعي الخاصة بها، واجمع ما استطعت من معلومات عن الشركة ورسالتها وتاريخها وكيف يمكن لك من خلال منصبك الجديد مساعدة الشركة على تحقيق أهدافها. ستساعدك هذه الخطوة على تقديم إجابات وافية في المقابلة بالإضافة إلى التحضير لأسئلة فعالة يمكنك توجيهها لتُظهر من خلالها تحضيرك الجيد للمقابلة.
قم بتجهيز إجابات لأي أسئلة محتملة
إن قضاء بعض الوقت قبل المقابلة في التحضير للإجابات سيكون له أثر كبير على نجاحها. سيقوم الموظف المعني بتوجيه ذات الأسئلة التي يتم توجيهها في المقابلات الحضورية. الاختلاف الوحيد هنا هو أن إجاباتك هنا سيكون لها أهمية أكبر مما هو الحال عليه في المقابلات الحضورية، فهذه هي وسيلة التواصل الوحيدة بينك وبين الشركة في المقابلة الهاتفية، فالعوامل الأخرى التي تعتمد على حسن المظهر ولغة الجسد ليست متواجدة هنا.
تاليًا بعض الأسئلة الشائعة التي يمكن أن توجه إليك في مقابلتك:
قم بإعداد الأسئلة التي ترغب في طرحها
كما قمت بالإعداد للإجابة على أسئلة ممثل الشركة، فإنك كذلك يجب أن تُعد للأسئلة التي ستقوم بطرحها. فأنت أيضًا ستقوم بمقابلة الشركة كما تقوم هي بمقابلتك. ستسمح لك الأسئلة التي ستقوم بطرحها بالتعرف أكثر على الشركة من الداخل وما إنك كانت تناسب مهاراتك ورغباتك، ذلك بالإضافة إلى أنك ستظهر اهتمامك الفعلي بهذه الوظيفة. أذكرك أخيرًا وأنه خلال أي مقابلة عمل، فلا تقم بتأجيل أسئلتك إلى آخر المقابلة، بل قم بتوزيعها على طوال فترة المقابلة.
لا تنسى تحضير ورقة تحوي كل ما قد تحتاجه أثناء المقابلة
مهما كنت متمرسًا في إجراء مقابلات العمل، فإن التوتر قد يباغت أيًا منا أثناء مقابلات العمل. ولذلك تبرز أهمية تجهيز ورقة تحوي أبرز النقاط التي حضرت لها مسبقًا قبل المقابلة من معلومات حول المنصب والشخص الذي سيجري معك المقابلة وراتبك المتوقع وأي أسئلة قمت بتحضيرها مسبقًا.
تعرف على متوسط الرواتب للمنصب الجديد
ربما لا يحب الكثير منا الإجابة على هذا السؤال بالتحديد، ولكن غالبًا ما يتم طرحه في مقابلات العمل. لذلك من الأفضل أن تكون متحضرًا له بشكل جيد. والطريقة الأفضل لتحضير نفسك هو سؤال أي شخص تعرفه يعمل في ذات الشركة أو يعمل في ذات المنصب في شركة أخرى.
تحقق من تحضير ما تحتاجه
تخيل أنك ذاهبٌ إلى رحلة، بمجرد وصولك، فليس هنالك مجال للعودة إلى المنزل لإحضار شيءٍ ما. الأمر كذلك في مقابلتك الهاتفية، فقد لا تمتلك أي وقت للعودة والبحث عن معلومة ما. لذلك تحقق من إبقاء سيرتك الذاتية بالقرب منك أثناء المقابلة، وكذلك الحال مع أي أسئلة قمت بتحضيرها أو أي معلومات ضرورية تعتقد أنك قد تحتاج إليها.
بالإضافة إلى ما سبق، فيمكنك أيضًا التحقق مما يلي:
اختر مكانًا مناسبًا
قد يكون للبيئة المحيطة بك أثناء إجرائك للمقابلة أثرًا كبيرًا على نجاحها من عدمه. فأنت لا تريد أن يقاطعك أطفالك أو أن يتم تشتيت أفكارك من خلال صوت التلفاز. لذلك من الأفضل اختيار غرفة هادئة إن كنت في منزلك وغلق الباب على نفسك. أو يمكنك استخدام مكتب هادئ إن كنت في مكان عملك مع وضع ملاحظة "الرجاء عدم الإزعاج" على الباب. ولا تنسى الاحتفاظ بأي طقوس تفضلها لتبقى هادئًا وبعيدًا عن التوتر، مثل استخدام كرسي معين ترتاح له والتحقق من درجة حرارة الغرفة.
وما رأيك أيضًا ببعض اللباس الرسمي!؟ فحتى إن لم تكن ستقابل مسؤول التوظيف في الشركة وجهًا لوجه، فإن الالتزام بلباس رسمي قد يساعدك على المحافظة على تركيزك وتقديم أفضل ما لديك أثناء المقابلة.
تحدث بنبرة صوت واضحة ورسمية
عليك التحدث بنبرة صوت واضحة وبطيئة خلال مقابلة العمل، فذلك سيجنب فهم بعض كلماتك بشكل خاطئ. خذ كامل وقتك في الإجابة واختر كلماتك بعناية، وراقب بشكل مستمر نبرة صوتك أثناء حديثك. تحدث بشكل رسمي ما استطعت، ولكن هذا لا يعني ألا تشارك في أي أحاديث جانبية ستترك صورة جيدة عنك أمام مسؤول التوظيف، مثل الموضوعات التي تتعلق بهواياتك واهتماماتك، ولا تخشى من إطلاق بعض النكات ما دامت ملائمة.
تذكر أن المقابلة الهاتفية هي محادثة بين شخصين وليست استجوابًا من قبل شخص واحد، لذلك يجب عليك تبادل أطراف الحديث مع مسؤول التوظيف حتى تترك انطباعًا جيدًا عنك.
استمع..
لا تجعل محاورك يضطر لإعادة ذات السؤال أكثر من مرة حتى تجيبه عليه، فذلك مزعج بالفعل. أعطي كامل انتباهك لهذه المحادثة وتجنب القيام بأي أعمال أخرى في ذات الوقت. تجنب تصفح هاتفك أو حتى النهوض وإحضار كأس من الماء إن لم تقم بذلك من قبل. وقم بملء وقت المحادثة بكلمات مثل "نعم" و "صحيح" تدل على إصغائك لحديثه.
قم بالإجابة بشكل مختصر
تستمر المقابلات الهاتفية عادةً بين 15 إلى 20 دقيقة، لذا هي ليست فرصة مناسبة لتُخبر قصة حياتك. قدم إجابات وافية لكن حافظ عليها مختصرة قدر الإمكان، وإن اضطررت لإعطاء جواب مفصل لأحد الأسئلة، فلا يجب أن تتعدى الإجابة على أي سؤال أكثر من دقيقتين.
استفسر عن الخطوات القادمة
قبل أن تنهي المكالمة، تحقق من الاستفسار عن الخطوات القادمة التي عليك اتباعها من أجل إكمال إجراءات التوظيف. ستأكد هذه الخطوة لمسؤول التوظيف اهتمامك الحقيقي بالمنصب، بالإضافة إلى أنها ستتيح لك فرصة التخطيط للخطوات القادمة وتوجيه الأسئلة لمسؤول التوظيف حول هذه الخطوات.
دون ملاحظاتك بعد المكالمة
بعد إنهاء المكالمة، خذ من وقتك دقيقتين فقط ودون أي ملاحظات عليك تذكرها بعد ذلك، مثل نقاط مهمة ذكرها مسؤول التوظيف أو أي إجراءات مستقبلية أمرك باتباعها. عدم تدوينك لهذه النقاط قد يعرضك إلى إحراج إعادة التواصل مع مسؤول التوظيف لسؤاله عنها.
أرسل رسالة شكر من خلال البريد الإلكتروني
رسالة شكر قصيرة بعد 24 ساعة من انتهاء المقابلة قد تكون هي السبب الحقيقي لوقوع الاختيار عليك لهذا المنصب، فهي تُظهر مجددًا اهتمامك الحقيقي بالشركة والمنصب الذي توفره، بالإضافة إلى أنها تُظهر امتنانك للوقت الذي منحوه إياك لتنظيم هذه المقابلة. حاول توجيه محتوى الرسالة للشخص الذي أجرى المقابلة معك، من خلال إعادة ذكر أحد النقاط التي تناقشتم بشأنها في المقابلة، فهذا سيسمح له بتذكرك وتمييزك عن منافسيك. تتيح لك رسالة الشكر هذه أيضًا ذكر أي نقاط لم تسنح لك الفرصة لذكرها أثناء المقابلة الهاتفية.