إن ضمان الشفافية في مكان العمل هو هدف يجب أن يسعى له كل قائد. الشفافية تعني مشاركة آرائك وأفكارك بكل وضوح واحترام مع جميع الموظفين في مكان العمل. والأمر سيان بالنسبة للموظفين كذلك، فيجب ألا يشعروا بالخوف من مشاركة آرائهم وتطلعاتهم حول مكان العمل.
تتمثل أهمية الشفافية في خلق بيئة تواصل حية في أماكن العمل، وهي ستساعد كثيرًا على زيادة ثقة موظفيك بالشركة وإدارتها. وهنالك فوائد أخرى عديدة ستتبع ذلك؛ من تحسين الأداء والإنتاجية، وبناء الفرق المناسبة، وتكوين علاقات تعاون حقيقية بين الموظفين. وكلما عززت الشفافية في مكان عملك، زاد التواصل الآمن وزادت التشاركية البناءة بينك وبين موظفيك.
سنقدم لك في ما يلي 5 أساليب أساسية ستساعدك على تعزيز الشفافية في مكان عملك.
القيادة بالقدوة هي واحدة من أفضل الأساليب لتعزيز الشفافية وتشجيعها في شركتك، فلا تتوقع ممارسة الموظفين للشفافية في الأقوال والأفعال إن لم تكن أنت شفافًا معهم!
تعرف أولًا على أساسيات تطبيق الشفافية في مكان العمل وكُن أول من يطبقها. قم بممارسة الشفافية كما تتمناها من موظفيك، ولن يلبث الأمر حتى تراها تطبق واقعيًا أمامك. كن صادقًا مع الجميع، وساهم في بناء تواصل فعلي مفتوح بين الموظفين وإدارتهم، فذلك سيساهم في بناء الثقة ودفع الابتكارات وخلق بيئة عمل صحية لك وللآخرين.
إن تعرضت الشركة لكبوة من أي نوع، فمن مسؤوليتك التحدث مع الموظفين عنها وتوضيح الأمر لهم. فهذه قد تكون منصة بداية قوية وناجحة يمكنك الانطلاق منها لتحقيق تواصل شفاف في مكان العمل. لا تخبئ شيئًا عنهم، أخبرهم عن الوضع الحالي الذي تواجهه الشركة، دون إخفاء أي تفاصيل. فذلك سيُشعر موظفيك بأنك صادق معهم ليبادلوك بالمثل.
التوظيف هو أحد أهم الأساسيات لخلق مكان عمل يتميز بالشفافية. الأمر أشبه ببداية البناء على قواعد صلبة، لذلك تأكد من توضيح متطلبات الوظيفة وأدوارها للمتقدمين الجدد لأي منصب شاغر في شركتك وإجراء مقابلات عمل صريحة معهم.
إذا قمت بتعيين موظف وتم مطالبته بأداء واجبات لم يُخبر بها من قبل، فستكون علاقة الموظف مع عمله الجديد متوترة نظرًا لأنها بنيت على عدم الثقة. من الأفضل ترك الوظيفة شاغرة بدلًا من أن يتم توظيف موظف غير سعيد قد يؤثر على معنويات جميع الفريق.
سينجح تطبيق الشفافية في أماكن العمل فقط عندما يعي الموظفين قيمة الشفافية وأهميتها. إذا قمت بتعيين أشخاص لا يراعون الشفافية بشكلٍ كاف أو لا يفهمون بشكل جيد كيف تكون شفافًا في ممارستك لعملك، فلن يتمكنوا أبدًا من تطبيق المعايير التي تطمح لها.
الأشخاص الذين تكون الشفافية دائمًا هي جوهر عملهم ويقدّرون ضرورة قيم الشفافية لازدهار بيئة العمل هم من يجب أن تبحث عنهم. هؤلاء من كانوا صادقين في ماضيهم، ومستعدين لتحميل أنفسهم المسؤولية، ويتمتعون بالنزاهة.
يمكنك معرفة ما إذا كان المرشّحين يتمتعون بالشفافية عن طريق التحقق من أنشطتهم الاجتماعية أو مراقبة كيفية إجابتهم على أسئلتك أثناء المقابلة ولغة أجسادهم.
الأشخاص الذين اعتادوا على الاحتفاظ بالأسرار ليس ممن يجب أن تعمل معهم. من الأفضل دائمًا اختيار أشخاص يحترمون الشفافية ويعبرون عن إيمانهم بها.
ستستغرق عملية تحديد نجاح أي سياسات جديدة يتم وضعها في الشركة وقتًا طويلًا. لذلك إذا لم تسعى منذ البداية إلى ترسيخ قيم شركتك وأهدافها، فإن الشك وعدم اليقين ستكون سياسات متجذرة.
يجب عليك التحقق من توضيح أهداف شركتك بشأن الشفافية، فهذا سيساعدك على بناء الثقافة التي تطمح لها للشركة. ولن تضمن أن الشفافية هي جزء من ثقافة شركتك إلّا من خلال تنفيذها في السياسة.
من خلال توضيح ذلك، فلن يكون أمام موظفيك خيار سوى احترام هذه السياسة واتباعها. سيبدؤون بممارسة الصدق في أقوالهم وأفعالهم بغض النظر عن مدى صعوبة المواقف التي سيواجهونها، سيقتنعون شيئًا فشيئًا بأن الصدق هو طريق يجب اتباعه في مكان العمل.
طرحك للأسئلة سيُظهر مدى تواضعك للموظفين وشفافيتك معهم، فهو يُظهر إدراكك بحاجتك أنت أيضًا للتعلم وتحسين مهاراتك باستمرار. وأنت بهذا ستشجع الآخرين على فعل الشيء ذاته.
طرحك للأسئلة وأنت القائد في مكان العمل سيساعد على إنشاء بيئة تعليمية، حيث يمكن للموظفين المبادرة ومشاركة معرفتهم. سيفتح لك أيضًا هذا الأسلوب أبوابًا لترى الجوانب التي يحتاج موظفوك إلى التدرب عليها وكيف يمكنك تطبيق هذا التدريب بشكل فعال.
في النهاية..
ستوفر الشفافية لموظفيك شعورًا بأنهم جزء من شيء أكبر، بأنهم جزء من نجاح مكان عملهم. سيبني ذلك الثقة بين الجميع وسيساعد في توفير بيئة عمل صحية. قد يكون بناء الشفافية والحفاظ عليها أمرًا صعبًا، لكن ما عليك سوى البدء من عملية التوظيف، وستمتلك يومًا موظفون مهتمون بقيم شركتك وسياساتها وأهدافها، ويحترمون كل ذلك.
