تعتبر سيرتك الذاتية من أهم جوانب مسيرة بحثك عن عمل، إذ أنها الخطوة الأولى التي ستساعدك على التسويق لمهاراتك وخبراتك المهنية، كما أنها تعتبر دليلًا مختصرًا لجميع إنجازاتك المهنية التي حققتها منذ دخولك إلى سوق العمل. ليس ذلك فحسب، فهي تسلط الضوء أيضًا على الخبرات الأساسية والمؤهلات الأكاديمية التي تميزك عن المتقدمين الآخرين للوظائف.
مع أخذ ذلك بعين الاعتبار، يجب عليك التفكير جيدًا بأفضل طريقة يمكنك بها تقديم هذا الملف المهم لأصحاب العمل. فإذا كنت تريد انتهاز الفرصة لإبهار أصحاب العمل الذين ترغب في العمل لديهم، فمن الأفضل أن تبذل بعض الجهد لتحقيق هذا الهدف. وحتى عند الانتهاء من كتابة سيرتك الذاتية باحترافية تامة، فإن عملية التدقيق والمراجعة قد تكون الأهم.
من المحتمل أنك لن توظف أي شخص في أي وقت قريب، ولكن ننصحك بالقيام بهذا الدور الآن وأن تتخيل نفسك مكان مدير التوظيف! تخيل أنك أنت مدير التوظيف الذي سترسل له السيرة الذاتية التي قمت بكتابتها، كيف ستبدو سيرتك الذاتية له؟ إذ يفضل أن ترى سيرتك الذاتية من وجهة نظر أخرى حتى تتجنب الوقوع في الأخطاء التي وقعت بها عند الكتابة من منظورك أنت.
في المرة القادمة التي تراجع فيها سيرتك الذاتية (بعد أن تنتهي من قراءتها جيدًا)، تعامل معها كما لو كنت صاحب العمل؛ لقد سئمت من النظر إلى عشرات السير الذاتية، ومعظمها تحمل المعلومات ذاتها ولكن بطرق مختلفة، وتأمل أن تكون السيرة الذاتية التالية التي تعثر عليها هي السيرة الذاتية للموظف الذي تريد تعيينه. اسأل نفسك ما يلي:
وإذا لم تعرف الإجابة على هذه الأسئلة، أضف إليها كلمة "يمكن"، وعدلها وفقًا لما يناسبك.
إليك قاعدة عامة: إذا كنت تفكر في إزالة شيء ما، فهذه إشارة مهمة إلى أنه غير مناسب لسيرتك الذاتية. تتضمن جميع الوظائف العديد من المهام والمسؤوليات، ولكن هذا لا يعني أن تضعها جميعًا في سيرتك الذاتية.
تجنب دائمًا الإطالة في سيرتك الذاتية، وإليك نصيحة مهمة أخرى: بدلًا من استخدام النقاط المملة لشرح مهامك ومسؤولياتك في الوظائف السابقة، قم بإدراج أهم المهام التي قمت بها على شكل إنجازات، ثم اشرح كيف استفادت شركتك من الإنجازات المذكورة. تُعرف هذه الطريقة باسم طريقة STAR.
هل شعرت يومًا بأننا نقرأ الملفات المطبوعة بشكل مختلف عن الملفات الإلكترونية؟ ننصحك بطباعة ملف سيرتك الذاتية حتى تتمكن من قراءته من منظور مختلف.
سيساعدك القيام بذلك على تقييم مدى سهولة قراءة الملف بشكل أكثر دقة؛ حيث يمكن أن يتغير حجم الخط، ونوع الخط، وتباعد الأسطر، وهذه الأمور التقنية عندما تقوم بقراءتها على شكل ملف إلكتروني، بينما يمكنك التعرف على الشكل الحقيقي للملف عند طباعته ورقيًا.
نصيحة مهمة: استخدم خطوط sans-serif مثل Verdana و Arial و Helvetica. وتجنب كتابة فقرات طويلة (لتجنب الوقوع في الأخطاء) واستخدم النقاط عوضًا عن ذلك. ومن ثم قم بطباعة الملف وقراءته مرة أخرى.
تعتبر قراءة سيرتك الذاتية بصوتٍ عالٍ طريقة ناجحة للانتباه إلى أي جمل تبدو غريبة أو غير مناسبة أو تحتوي على أخطاء نحوية أو إملائية. فكما ذكرنا سابقًا، تميل أدمغتنا إلى عدم الانتباه إلى هذه الأخطاء عادةً، وعدم الاهتمام بالتفاصيل المهمة، حتى وإن كان الأمر مهمًا مثل سيرتك الذاتية.
لذلك، يمكنك من خلال هذه الطريقة أن تجبر نفسك على الانتباه لكل تفصيل سواء كان صغيرًا أم كبيرًا. وإذا وجدت نفسك تتوقف مؤقتًا لإعادة قراءة جملة ما، فمن المحتمل أن تكون هناك مشكلة في القواعد أو صياغة الجملة. وبالتأكيد هذا آخر خطأ تود الوقوع فيه عند التقدم لوظيفة ما.
تذكر دائمًا: سوف يتخلى مدير التوظيف المتعب من قراءة عشرات الملفات، عن قراءة سيرتك الذاتية عند أول خطأ يجده فيها.
اطلب من صديق لك أن يقوم بقراءة سيرتك الذاتية، فقد يكون قادرًا على اكتشاف ما لا تستطيع أنت وجهاز الكمبيوتر الانتباه إليه. بالإضافة إلى ذلك، من السهل جدًا على الشخص الذي يرى الملف لأول مرة أن ينتبه إلى هذه الأخطاء. لماذا؟ نظرًا لكونه لا يعرف شيئًا عن سيرتك الذاتية، فلن يكون لديه أي توقعات (تذكر تعليقي حول عدم الانتباه إلى الأخطاء دون وعي).
ابذل قصارى جهدك، ولكن لا تفرط في القلق
نحن ندرك تمامًا مدى صعوبة مرحلة كتابة سيرتك الذاتية، فمهما أعدت مراجعة سيرتك الذاتية فقد تظهر أخطاء جديدة لم تكن انتبهت إليها من قبل. ولكن كن على ثقة أن لا مشكلة في ذلك، فقد يتغاضى مدراء التوظيف عن بعض الأمور البسيطة في سبيل الوصول إلى هدفهم الأساسي؛ ألا وهو العثور على الموظف المثالي.
فإذا رأى مدير التوظيف أنك المرشح المثالي لوظيفته، فمن المحتمل أن يتغاضى عن بعض الأخطاء البسيطة. لا داعي للحديث عن الأخطاء أكثر من ذلك.
إذا كنت لا تزال تبحث عن المزيد من النصائح لكتابة سيرتك الذاتية، يمكنك قراءة المزيد من المقالات هنا!