ما هو الأسلوب الذي يناسب شركتك: العمل في المكتب، أم العمل عن بُعد، أم العمل الهجين؟

في العام الماضي، طرأت العديد من التغيرات على الشركات، إذ تحول معظم الموظفين في أنحاء العالم إلى أسلوب العمل من المنزل. وحتى أصحاب العمل والمدراء التنفيذيين انتقلوا إلى الاجتماعات عبر تقنيات زووم وسكايب لضمان استمرارية أعمالهم.

ومع ازدياد الأمل بالحد من تفشي الوباء خلال الأشهر القادمة، يبقى السؤال الأهم: ما هو الأسلوب الأفضل للعودة إلى المكاتب؟ هل سيؤدي تغيير أسلوب العمل المتّبع إلى تحسين الأعمال أم تدميرها؟

في الآونة الأخيرة، كان حديث الساعة هو إيجابيات وسلبيات أساليب العمل المختلفة. ويبدو أنّ موظفي الموارد البشرية وأصحاب العمل قلقون بشأن المستقبل وطبيعة العمل في شركاتهم، كما يشعر الموظفون أيضًا بالقلق بشأن مستقبلهم المهني وصحتهم النفسية وأمنهم المالي.

في هذه المدونة، سنقوم بعرض البحث الذي أجريناه وتوضيح الجوانب المختلفة. تابع القراءة لفهم نماذج العمل المتنوعة وتحديد الأفضل لشركتك!

أساليب العمل

لفترة طويلة، لم يأخذ الكثير منّا العمل عن بُعد على محمل الجد، إذ كان العمل في مكتب هو الأمر الشائع، حيث كانت بيئة العمل مليئة بالتحفيز والنشاط، والتواصل الاجتماعي.

ولكن الزمن قد تغير، وطرأت الكثير من الظروف التي فرضت هذا التغير، إذ أدى تفشي وباء كورونا إلى اعتبار أسلوب العمل عن بُعد الآن أمرًا اعتياديًا. وأصبحت المرونة في أساليب العمل في الوقت الحالي ذات شعبية عالية بين معظم الشركات.

وقد أثبتت ثلاثة أنواع من أنظمة العمل أنها الأكثر تناسبًا مع نظام عمل الشركات، وهي العمل في المكتب، والعمل عن بُعد والعمل الهجين. جميع هذه الأساليب لها مزاياها وعيوبها.

العمل عن بُعد

يسمح أسلوب العمل عن بُعد بالكامل للمهنيين بالعمل خارج مقر الشركة أو مكاتبها، ويُسمح بذلك خصوصًا عندما يمكن القيام بالمشاريع والمهام الموكلة للموظف من المنزل.

عندما انتشر الوباء وأجبر الموظفين على العمل من المنزل، كان الأمر جديدًا على المهنيين ومفاجئًا. وعلى الرغم من الانزعاج الذي أحدثه الأمر في البداية، كانت هذه الخطوة ضرورية وأثبتت فائدتها. في الواقع، يمكن للعديد من المهنيين الحفاظ على صحتهم وإنتاجيتهم ضمن وسائل الراحة المتاحة في منازلهم.

وقد أصدرت العديد من الشركات الكبرى بيانات تسمح للموظفين بالعمل عن بُعد حتى بعد انتهاء الوباء أو الحد من انتشاره. هذه هي بعض إيجابيات وسلبيات العمل عن بُعد:

الإيجابيات

  • تكاليف أقل

يتحمل أصحاب العمل نفقات كثيرة أثناء العمل من مكاتب الشركة، يشمل بعضها تكاليف الإيجار والمرافق العامة وصيانة المباني وغير ذلك.

ويمكن التخلص من معظم هذه التكاليف الضخمة أو الارتياح منها تمامًا عن طريق العمل عن بُعد. حيث يعتبر تخفيض التكاليف أمرًا مثاليًا لجميع الشركات، ولا سيما الشركات الصغيرة التي واجهت ظروفًا اقتصادية صعبة أثناء فترة الحجر المنزلي ومع تفشي الوباء.

يعد العمل عن بُعد فعالًا من حيث التكلفة للموظفين أيضًا، إذ يضطر الموظف الذي يذهب إلى مكتب الشركة إلى تحمل نفقات اصطفاف السيارة أو المواصلات ووجبات الفطور والغداء وملابس العمل وغيرها. ويمكن للموظفين العمل بشكل مريح تمامًا في منازلهم.

  • معدلات رضا أعلى

يؤدي العمل عن بُعد إلى قلة فرص تواصل الموظفين مع زملائهم ومدرائهم. قد يترتب على ذلك بعض السلبيات، إلا أنه لا يمكننا إنكار النواحي الإيجابية له.

حيث سيكون هناك فرص أقل للخلافات بين الموظفين، والانتهاكات الأخلاقية، والخلافات الشخصية. وبالتالي، يمكن لبيئة العمل عن بُعد أن تحسّن وتحافظ على رضا كل من الموظف وصاحب العمل بسهولة.

وفي الوقت نفسه، تعني المرونة التي يوفرها العمل عن بُعد أنه يمكن للموظفين التنسيق بين مهامهم المهنية والشخصية كما يرغبون، إذ يمكنهم قضاء وقتهم بحكمة من خلال إنجاز المهام في الوقت الذي يختارونه، الأمر الذي يزيد من سعادة الموظفين.

  • المزيد من التنوّع

تتلقى الشركات التي لا تعمل عن بُعد بشكل عام عدد طلبات أقل لوظائفها الشاغرة، والسبب يعود إلى اضطرار الأشخاص إلى القدوم إلى المكتب لتقديم الطلبات. أما خلال أسلوب العمل عن بُعد، فقد تحصل الشركات على عدد طلبات أكثر من كافة أنحاء العالم، مما يوفر لها المزيد من الخيارات ويعزّز التنوّع.

يعد التنوع مفيدًا من الناحية المهنية لأسباب متعددة، إذ يمكن للشركات الناشئة الصغيرة تعيين أشخاص ينتمون لثقافات مختلفة بهدف جذب العملاء الأجانب. كما ستحظى الشركة أيضًا بفرصة أكبر لتوظيف الشخص الملائم تمامًا للوظيفة الشاغرة كونها ستتلقى عددًا أكبر من الطلبات.

السلبيات

  • قلة العمل الجماعي والتواصل

يمكن لأسلوب العمل في المكتب أن يحدث فرقًا كبيرًا في إنتاجية وتحفيز الفريق. ولكن قد يكون خلق شعور بالألفة والعمل الجماعي أمرًا صعبًا للغاية مع انتشار الموظفين في جميع أنحاء العالم، والعمل من وراء شاشات الكمبيوتر.

يمكن تسهيل إجراء جلسات العصف الذهني عن بُعد والعمل الجماعي من خلال منصات العمل عبر الإنترنت، ولكنه سيكون من الصعب التمتع بنفس شعور الألفة الذي يتيحه العمل في المكتب، الأمر الذي قد يؤدي إلى تقليل الحماس والولاء للشركة والإبداع.

  • عدم مراقبة أداء الموظفين

تعد الإدارة الذاتية أو العمل بشكل مستقل أمرًا صعبًا، وهذا هو سبب أهمية عمليات المتابعة والمراقبة المتكررة في المكاتب، إذ يمكن أن يحفزك العمل وأنت محاط بزملائك ومدرائك على أن تكون منتجًا.

أما أثناء الجلوس في المنزل، فلا مفر من العناصر المشتتة للانتباه، فقد يكون هناك تأخير في إتمام المهام، وغالبًا ما يتم تمديد المواعيد النهائية. وقد يقدم بعض الموظفين نتائج رديئة بسبب غياب المراقبة المستمرة، مما يؤدي إلى إلحاق ضرر كبير بسمعة الشركة وثقافتها.

  • إقصاء الموظفين

تتسبب طبيعة العمل عن بُعد بجعل الموظف غير مرئي بشكل أو بآخر، ومن المحتمل جدًا أن يكون السبب عائدًا لسوء التواصل عبر الإنترنت. بالإضافة إلى ذلك، قد يجد العديد من الموظفين صعوبة في التميز والحصول على التقدير المناسب لعملهم. وقد يكون ذلك سبب عزوف بعض الموظفين المندفعين والمنتجين عن أسلوب العمل عن بُعد.

يعد مجال التكنولوجيا أو البرمجيات من أكثر المجالات الواعدة عندما يتعلق الأمر بفرص العمل عن بُعد. يليه المجال التعليمي، وخدمات كتابة المحتوى، والتسويق، وإدارة وسائل التواصل الاجتماعي، وتحسين محركات البحث.

العمل في المكتب

هذه هي الطريقة التقليدية في العمل، ومعظمنا على دراية بطبيعتها، إذ كان الذهاب إلى المكتب خمسة أيام في الأسبوع هو القاعدة لفترة طويلة من الزمن. ولكن في الآونة الأخيرة، أصبحت العديد من الشركات تعيد التفكير في إيجابيات وسلبيات هذا النموذج، خاصة مع اضطرارنا للبقاء في المنزل في ظل جائحة عالمية.

الإيجابيات

  • تواصل أفضل

نظرًا لقضاء الموظفين الأسبوع بأكمله في التفاعل مع زملائهم، يصبح التواصل فيما بينهم أكثر سهولة ويصبح التقارب والتفاهم أنجح.

  • كفاءة أعلى

قد يكون التواصل وأداء المهام عبر الإنترنت غير مجدٍ، ومن الممكن أن يستغرق التنقل بين المنصات الإلكترونية وتقديم الإرشادات النصية عبر الإنترنت وقتًا طويلاً. وقد لا يكون العديد من الموظفين على دراية بالتكنولوجيا أو قد لا يملكون الموارد اللازمة لاقتناء الأدوات المطلوبة.

السلبيات

  • التكلفة المرتفعة

يمكن أن تؤثر التكاليف الباهظة للعقارات والمرافق العامة وصيانة المباني وغيرها على الأعمال التجارية، خاصةً إذا كانت الشركة ناشئة أو صغيرة. كما تعد نفقات التنقل اليومي ورسوم اصطفاف السيارات وما إلى ذلك عالية التكلفة بالنسبة للموظفين.

  • الإرهاق

إن الوظائف التي تفرض العمل في المكتب يوميًّا تستهلك الكثير من الوقت والطاقة والموارد، دافعةً العديد لتفويت الكثير من الفرص الترفيهية مع العائلة والأصدقاء بسبب الإرهاق.

العمل الهجين

يجمع النموذج الهجين المرن بين الإنتاجية العالية التي يقدمها العمل في المكتب والمرونة التي يقدمها نموذج العمل عن بُعد.

وهكذا، يستفيد الموظفون من ميّزات كلا النموذجين!

الإيجابيات

  • زيادة الإنتاجية

يمكن للموظفين الاستفادة من المرونة والراحة التي يخلقها العمل من المنزل مع إمكانية التواصل الاجتماعي في نفس الوقت مع الموظفين الآخرين في المكتب. يساعد التواصل الاجتماعي بين الحين والآخر مع زملاء العمل على تخفيف التوتر الذي يمكن أن يزيد من إنتاجية الموظف.

  • الأمن والسلامة

خلال تفشي الوباء، أثبت النموذج الهجين فائدته من خلال ضمان صحة وسلامة الموظفين. وفي الوقت نفسه، أتاح إمكانية إعادة شحن طاقة الموظف من خلال العمل في المكتب من وقت لآخر.

ونظرًا لأن هذا النموذج يجمع بين نموذجي العمل عن بُعد والعمل في المكتب، فإنه يحمل أيضًا مزاياهما الخاصة.

تعد فوائد العمل عن بُعد، مثل قلة التكاليف والمرونة وغير ذلك، موجودة في العمل الهجين. وبالمثل، فإنّ الإنتاجية العالية، والتواصل الاجتماعي، والتحفيز التي تأتي مع العمل المكتبي متوفرة أيضًا في هذا النموذج.

السلبيات

  • محدودية المهن التي تستطيع القيام به

إن النموذج الهجين غير ممكن لجميع أنواع الوظائف. على سبيل المثال، يُطلب من العاملين في مجال الضيافة والتدريس الذهاب إلى أماكن عملهم كل يوم.

  • الحاجة للتنظيم المستمر

ينبغي تعيين أيام محددة في الأسبوع/ الشهر لكل من العمل عن بُعد والعمل في المكتب، إذ من الضروري جدًّا إنشاء جدول زمني منظم بشكل جيد. ويجب أن يتضمن هذا الجدول عددًا متساويًا من الأيام تتوزع على كلا النظامين.

لقد اتجهت شركات مثل جوجل ومايكروسوفت وفيس بوك لتبني نموذج العمل الهجين، إذ إن كثرة الفوائد التي يقدمها نموذج العمل هذا لجميع الأطراف يجعله أسلوبًا مثاليًا للموظفين وأصحاب العمل.

أفضل مجالات العمل للنماذج الهجينة هي المبيعات والتكنولوجيا والبرمجيات وصناعات السيارات وغيرها.

والآن بعد أن تعرفت جيدًا على نماذج العمل المتنوعة، سيتعين عليك تحديد الأسلوب الأنسب لشركتك والبحث عن المرشّحين المثاليين.

عند التسجيل في موقع بيت.كوم، ستتمكّن من نشر وظائفك مجانًا وجذب أكثر من 40,000,000 مرشّح. كما يمكنك أيضًا تلقي طلبات المتقدمين المناسبين فقط عبر الاستعانة بأدوات التصفية التي توفرها تكنولوجيا بيت.كوم المتقدمة. أعلن عن وظيفتك المجانية الآن وقم بتوظيف المرشّحين الأنسب لنموذج عملك!

الخلاصة

هناك ثلاثة أنواع من أنظمة العمل التي أثبتت فعاليتها، وهي العمل في المكتب، والعمل عن بُعد، والعمل الهجين. ولكل نظام مزاياه وعيوبه الخاصة.

من بين النماذج الثلاثة، يعتبر نموذج العمل الهجين هو الأكثر فائدة، إذ أنّه يحمل ميزات المرونة والتكاليف المنخفضة بالإضافة إلى تحفيز الموظفين. وأصبحت العديد من الشركات اليوم تلجأ لأنظمة العمل الهجينة.

يمكن لمدراء التوظيف استخدام النموذج الهجين لجذب أفضل الكفاءات وتحسين أعمالهم. كما يمكن للموظفين أن يعيشوا حياة أكثر إنتاجية وسعادة خالية من الإجهاد نسبيًا. لذلك، يعد اختيار النظام المناسب لعملك هو قرار حكيم يمكن أن يكون مفيدًا جدًا على المدى الطويل!

Heba Elaiwa
  • Posted by Heba Elaiwa - ‏01/06/2021
  • Last updated: 21/06/2021
  • Posted by Heba Elaiwa - ‏01/06/2021
  • Last updated: 21/06/2021
Comments
(1)