مهارات تحتاجها للنجاح في العمل بعد جائحة كورونا

لا بد أنك لاحظت كيف قامت جائحة كوفيد-19 بتغيير طريقة عيشنا بشكل جذري بين عشية وضحاها. ونتيجة لذلك، تبنت الشركات أساليب مختلفة وأصبحت تبحث عن مجموعة معينة من المهارات لدى المرشّحين.

ونتيجة لعمل غالبية الموظفين عن بُعد، أصبحت أماكن العمل الحديثة اليوم تعتمد بشكل كبير على رقمنة العمليات. وقد أدركت الشركات أهمية وجود كفاءات معينة لديها لمواصلة العمليات اليومية خلال الأزمة الحالية، وبالتالي، اكتسبت المهارات الرقمية والسلوكية والاجتماعية والإدراكية أهمية متزايدة.

يوجد 7 مهارات أساسية يتعين على كافة الباحثين عن عمل مثلك اليوم التركيز على تطويرها. تابع القراءة لاكتشاف هذه المهارات.

  1. الإلمام بالتكنولوجيا

لقد بدأ التحوّل نحو العالم الرقمي قبل اجتياح أزمة كوفيد-19 لأماكن العمل، إلا أن هذه الجائحة سرعت هذا التحوّل. ويثبت استبيان بيت.كوم بعنوان "مستقبل سوق العمل في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا" هذه الحقيقة، إذ توقع المجيبون في الاستبيان بأن تكون مهارات الحاسوب (94٪) أكثر المهارات طلبًا خلال السنوات العشر القادمة، يليها مهارات التواصل (91٪) والتفكير الإبداعي (91٪).

أصبحت الشركات اليوم تستفيد من التقنيات المختلفة مثل الذكاء الاصطناعي والتعلّم الآلي لأتمتة أعمالها، حيث يشهد العالم حاليًّا الثورة الصناعية الرابعة والتي تدمج بين العالم الرقمي والمادي. وهذه الفترة لا تعني الاستثمار في التكنولوجيا فقط، بل أيضًا في الأشخاص الذين لديهم إلمام بهذه التكنولوجيا.

نتيجة لذلك، يجب أن تمتلك معرفة أساسية في المنصات والأدوات التقنية كي تتمكّن من التكيّف مع بيئة العمل التي تشهد تغييرات سريعة. وتعد مهارات التصميم والبرمجة إحدى المهارات التقنية التي تشهد طلبًا في سوق العمل الحالي.

باكتسابك لهذه المهارات المطلوبة، ستتمكّن من التكيّف بسهولة مع بيئة العمل الرقمية، وبالتالي ستحظى باهتمام أصحاب العمل أكثر من غيرك.

  1. المهارات الاجتماعية والذكاء العاطفي

على الرغم من التحوّل الرقمي، يبقى من الضروري الحفاظ على علاقات اجتماعية قوية. ولا يقتصر الأمر على العلاقات المهنية بين الزملاء داخل الشركة الواحدة، بل أيضًا مع العملاء.

وهذا هو سبب قيام العديد من الشركات بتقييم مهارات الذكاء العاطفي والإدراكي للمرشّحين. إن الذكاء العاطفي يُظهر مدى قدرتك على التعبير عن مشاعرك والتحكم فيها وفهم مشاعر الآخرين، حيث يعتبر ضروريًّا للحفاظ على علاقات جيدة مع الزملاء والمدراء والعملاء والمستثمرين.

ويُكمّل الذكاء العاطفي المهارات الاجتماعية، حيث يعد هذا النوع من التواصل المتقدم ضروريًّا لتقليل الفجوات أو المشاكل التي تنشأ عن العمل عن بُعد، إذ ستساعدك هذه المهارات على التعاون والتواصل عن بُعد بفعالية مع زملائك وعملائك.

لذا واصل تطوير مهارات التواصل والذكاء العاطفي لإحداث تغيير إيجابي وبناء علاقات أفضل. كما ستمنحك مهارات الذكاء العاطفي ميّزة تنافسية كون جميع الشركات اليوم تعتبر هذه المهارة بالتحديد ذات قيمة كبيرة.

وقد أظهر مؤشر بيت.كوم لفرص العمل أن مهارات التواصل الجيدة في اللغتين الإنجليزية والعربية (60٪) هي أكثر المهارات التي يبحث عنها أصحاب العمل في عام 2021.

  1. التفكير الإبداعي والابتكار

قد تساعد الأتمتة في تحسين كفاءة العمل، ولكنها لا تكفي لمواصلة الأعمال خلال أزمة ما. فلا بد أنك لاحظت التأثير السلبي لجائحة كوفيد-19 والتي دفعت الكثير من الشركات للإغلاق التام.

إحدى الأخطاء التي ارتكبتها هذه الشركات هي الاعتماد على الحلول قصيرة المدى، فإعداد خطة نمو ترتكز على الابتكار تعود بفوائد كبيرة على الشركات على المدى الطويل. لذلك، حان وقت خروج الشركات من منطقة الأمان والتحلي بالجرأة للابتكار.

يتعين على الشركات اليوم ابتكار منتجات جديدة واتباع طرق جديدة لبيع تلك المنتجات، فقد أصبح الأطباء حتى يجرون تشخيصات ويقدمون استشارات طبية عبر منصات الفيديو مثل Zoom.

لذلك، تبحث الشركات اليوم عن مرشّحين يمتلكون موهبة الابتكار، فهذه المهارة تمنح القدرة على التفكير "خارج الصندوق". وتدرك الشركات أن هؤلاء المرشّحين يمكنهم قيادة الشركة خلال الأوقات الصعبة ومساعدتها على اجتياز المحن.

نتيجة لذلك، لم تعد المهارات الإبداعية مقتصرة على المهن الإبداعية، بل أصبحت ضرورية لكافة أنواع الوظائف.

  1. المهارات الرقمية والبرمجية

كما ذكرنا سابقًا، فإن العالم الرقمي يشهد تطوّرًا سريعًا بحيث أصبح يؤثر على كافة جوانب حياتنا، بما في ذلك الجانب المهني. فقد لجأت معظم الشركات مؤخرًا إلى العالم الرقمي، مما أتاح العديد من الفرص الجديدة في المنطقة.

نتيجة لذلك، زاد الطلب على المهنيين الذين يمتلكون المهارات الرقمية المتطورة مثل البرمجة وتطوير الويب والتسويق الرقمي. إذ ترغب الشركات في توظيف هؤلاء المهنيين للحفاظ على سير أعمالها عبر الإنترنت وازدهارها.

وحتى إن كنت تبحث عن وظيفة خارج مجال تكنولوجيا المعلومات، ستمنحك هذه المهارات ميّزة تنافسية على المتقدمين الآخرين.

  1. الإلمام بالبيانات

تعد البيانات ضرورية لمواصلة الأعمال التجارية، فمن خلال تقارير البيانات، يمكن للشركات اكتساب رؤى جديدة وفهم ما يخبئه المستقبل لها.

ومن خلال تحليل البيانات، يمكن أيضًا معرفة اتجاهات السوق وتعديل خطط العمل وفقًا لهذه الاتجاهات، حيث يمكن اكتشاف مجموعة المنتجات والخدمات الجديدة التي تحظى باهتمام السوق المستهدف في هذا العصر. ونتيجة للأهمية التي تحظى بها هذه البيانات، تبحث الشركات عن مرشّحين لديهم إلمام بهذه البيانات.

وبامتلاكك لهذه المهارة، ستتمّكن من لفت انتباه أصحاب العمل الذي يبحثون عن موظفين جدد، فهذه المهارة لا تقتصر على محلّلي البيانات فحسب، بل تشمل أيضًا جميع أعضاء الفريق والذين يقع على عاتقهم التعاون معًا من أجل إيجاد الحلول.

ليس عليك امتلاك معرفة واسعة في علم البيانات، إذ يكفي أن تمتلك معلومات أساسية عنه. وتعد هذه المهارة ضرورية إن كنت ترغب في المشاركة والمساهمة في تطوير اقتصاد البيانات.

  1. القدرة على التكيّف والمرونة

تتطلب بيئة العمل التي تشهد تغييرات سريعة بعد جائحة كوفيد-19 أشخاصًا مرنين وقادرين على التكيّف، إذ تكافح العديد من الشركات بشكل يومي في حل المشاكل التي خلفتها الجائحة. كما يعد التحوّل الرقمي عملية دائمة التطور حيث تظهر تقنيات أكثر تقدمًا باستمرار، ومن المتوقع بأن يصبح العمل عن بُعد هو الأسلوب الشائع خلال السنوات القليلة القادمة.

ونتيجة للتغييرات العديدة التي نشهدها باستمرار، يفضل أصحاب العمل توظيف أشخاص قادرين على التكيّف بسرعة. أي عليك أن تكون قادرًا على العمل تحت الضغط، وأداء عدة مهام في نفس الوقت، والالتزام بالمواعيد لنهائية، وتحديد أولويات المشاريع. كما عليك الذهاب إلى ما هو أبعد من دورك الوظيفي وتحمّل مسؤوليات إضافية.

لذلك، يتعين على الباحثين عن عمل اليوم دخول سوق العمل بعقلية منفتحة حتى يتمكّنوا من النجاح في مثل هذه البيئة الصعبة، بالإضافة إلى تثقيف أنفسهم باستمرار واكتساب مهارات جديدة.

  1. المهارات القيادية

لا تقتصر المهارات القيادية على المدراء فحسب، إذ عليك أيضًا امتلاكها كي تتمكّن من توجيه زملائك نحو الطريق الصحيح.

تجد الشركات عمومًا صعوبة في الحفاظ على معنويات وإنتاجية الموظفين أثناء العمل عن بُعد. لذلك، يتعين على الموظفين تولي زمام المبادرة واقتراح استراتيجيات جديدة تساعد على تحسين العمليات التجارية، بالإضافة إلى البحث عن طرق جديدة لإلهام أعضاء الفريق وتحفيزهم.

وعندما تُظهر مهاراتك القيادية، ستتمكّن حتمًا من لفت انتباه أصحاب العمل! حيث ستساعدك هذه المهارات على تولي منصب أساسي داخل الشركة.

كيف تكتسب هذه المهارات؟

الآن بعد أن عرفت المهارات التي تحتاج لامتلاكها، يتعين عليك البدء باكتسابها.

لحسن الحظ، يوجد خيارات لا حصر لها من الدورات التدريبية المجانية أو ذات الأسعار المناسبة، والتي تتيح لك اكتساب مهارات جديدة عبر الإنترنت، حيث يمكنك تعلّم جميع هذه المهارات وأنت في منزلك!

احرص على التسجيل في الدورات الإلكترونية مثل دورات بيت.كوم، حيث يوفّر الموقع دورات مكثفة مناسبة لجميع المستويات المهنية. كما يتيح لك إجراء اختبارات عبر الإنترنت لإثبات امتلاكك لمهارة معينة في حال طلب منك صاحب العمل إثباتًا.

تعد هذه الطريقة أكثر جدوى من قضاء سنوات في الدراسة عبر الطرق التقليدية والتي لا تكون رخيصة الثمن.

كما يعد بيت.كوم أيضًا موقع للوظائف، فبمجرد اكتسابك للمهارات المطلوبة، يمكنك نشر سيرتك الذاتية على الموقع. وفي حال اجترت اختبار ما بنجاح، يمكنك إضافة الشهادة إلى سيرتك الذاتية.

توفّر هذه المواقع الكثير من الوقت والتكاليف المترتبة على الطرق التقليدية للبحث عن عمل والتسجيل في الدورات. فبحسب استبيان "مستقبل سوق العمل في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا"، يقول 60٪ من المجيبين أن منصات الوظائف ومواقع التوظيف ستكون أكثر المصادر موثوقية للبحث عن عمل في المستقبل.

الخلاصة

تشهد أماكن العمل الحديثة تطوّرات مستمرة، ونتيجة لذلك، تبحث الشركات عن كفاءات متميزة لضمها إلى فريق عملها. فمهما كان الدور الذي تتقدم إليه، ركّز على اكتساب المهارات الأساسية التي تساعدك على التكيف والابتكار والعمل بفعالية عن بُعد.

لا ينبغي النظر إلى هذه الأزمة كعقبة تقف في طريق حصولك على وظيفة مناسبة في السوق، بل عليك اعتبارها كفرصة لتحدي نفسك مهنيًّا وتعلم المزيد من المهارات.

وأفضل ما في الأمر هو أن العالم الرقمي أتاح لك إمكانية حضور دورات عبر الإنترنت. فمن خلال ذلك، ستتمكن من التميّز حتى في سوق عمل تنافسي للغاية والحصول على وظيفة أحلامك!

Zeina
  • Posted by Zeina - ‏21/04/2021
  • Last updated: 23/06/2021
  • Posted by Zeina - ‏21/04/2021
  • Last updated: 23/06/2021
Comments
(9)