هل حصلت على مقابلة عمل في شركة لا تعرف عنها شيئًا؟ أو لديك بعض المعلومات السطحية عنها؟ في كلتي الحالتين، لا أنصحك بالذهاب للمقابلة دون القيام بأمرٍ ما حيال ذلك!
إذا كنت ترغب حقًا في التميّز عن المرشحين الآخرين للوظيفة، فستحتاج إلى التحوّل إلى رجل مباحث والقيام ببعض الأبحاث عن جميع أعمال الشركة، لمعرفة جميع التفاصيل التي تحتاجها للنجاح في المقابلة والحصول على الوظيفة. إذ أنّ معرفتك بالشركة ومنتجاتها وخدماتها، سيحسّن فرصك أمام صاحب العمل، بل إنّه أيضًا سيساعدك على أخذ فكرة أوسع عن الوظيفة وطبيعة العمل لدى الشركة، ومساعدتك على تقييم ما إذا كان العمل مناسبًا لك أم لا. يمكنك اكتشاف الكثير من المفاجآت خلال القيام بذلك، حيثُ يمكنك بالفعل اكتشاف أمور من الممكن ألّا تتماشى مع أهدافك المهنية مثل عدم وجود برامج فعّالة لتطوير وتحسين أداء الموظفين.
عادةً ما يوصي خبراء التوظيف الباحثين عن عمل بإجراء الأبحاث عن الشركة قبل الذهاب لمقابلة عمل فيها. قد يبدو الأمرُ سهلًا، أليس كذلك؟ من الضروري أن تعلم أنّ الأمرَ ليس دائمًا ما يكون سهلًا. من المؤكد أنّ معرفة حقائق بسيطة عن الشركة، مثل تاريخ تأسيسها والمؤسس والمدير التنفيذي وما يقدمونه من خدمات ومنتجات وما إلى ذلك، أمرٌ مهمٌ للغاية. إلّا أنّ ذلك مجرد قطرة في بحرٍ من المعلومات التي عليك معرفتُها، إذ ستحتاج أيضًا إلى إظهار معرفتك بتفاصيل الشركة ومجال عملها والتحديات والفرص التي تواجهها. للقيام بذلك، عليك إجراءُ المزيد من البحث المتقدّم، والذي قد يكون أيضًا فرصةً لتظهر لصاحب العمل طريقة تفكيرك وكيف يمكن لمهاراتك ومعرفتك التأثير على الشركة.
ولكن انتظر قليلًا، قبل البدء في عملية البحث، يجب عليك أن تعرف جيدًا ما الذي ستبحث عنه، وما هي الأشياء التي تحتاج إلى معرفتها عن الشركة قبل الدخول إلى المقابلة.
سنخبركم في هذه المقالة ما الذي عليكم البحثُ عنه بالضبط. هناك ثلاثة أشياء أساسية يجب التركيز عليها، والتي ستثير معرفتُك بها إعجابَ صاحب العمل.
من البديهي أنّه يجب عليك معرفة ما هي الوظيفة التي ستذهب في مقابلة عمل إليها، ولكن هل لديك علمٌ بما يتطلَبه دورك الوظيفي بالتفاصيل؟ إذ يجب أن تكونَ بالتأكيد على دراية كاملة بالوظيفة وتفاصيلها والمهام التي تتطلّبُها. لتتمكّن في المقام الأوّل من تعديل سيرتك الذاتية لتتناسب مع الوصف الوظيفي وطبيعة الدور الوظيفي الذي ستقوم به.
قد تكون المعرفة الجيدة بالوصف الوظيفي بمثابة حجر الأساس لمقابلتك. كما هو الحال في بعض الأحيان، فإنّ أهمّ جزءٍ من مقابلة العمل هو أن تُظهر إمكانياتك وقدراتك التي تتناسب مع الوظيفة وأنّك تملك ما يلزم من المهارات لتحصل على المنصب. هل هناك طريقةٌ أفضل لإظهار مدى ملاءمتك للوظيفة من معرفة المهارات التي تتطلّبها الوظيفة ومن ثمّ التركيز على هذه المهارات لإظهار كيف تتوافق خبراتك مع المهارات المطلوبة؟ تأكّد من التفكير في أمثلة حول كيفية ووقت استخدامك لهذه المهارات خلال خبراتك السابقة، وكيف أثّر ذلك على القيمة التي أضفتَها للشركة أو العمل.
الميّزة الأخرى التي ستستفيد منها هي أنّ قيامَك بهذا النوع من البحث والتعمُّق في الوصف الوظيفي يمكن أن يساعدك على التفكير في الأسئلة المحتملة التي من الممكن أن يطرحها عليك صاحبُ العمل. إذا شعرتَ أنّ هناك بعض الأمور غير الواضحة، أو أنّك ترغبُ في معرفة المزيد من التفاصيل، يمكنك ببساطة طرح بعض الأسئلة على مدير التوظيف. يمكن أن يُظهر ذلك أيضًا لصاحب العمل أنّك مهتمٌ بالوظيفة، وهي إحدى أهم السمات التي يبحث عنها أصحاب العمل في المرشحين.
بمجرد فهمك لما تفعله الشركة وما قد يبدو عليه العمل هناك، يجب أن تبدأ في التفكير في التحديات التي قد تواجهها الشركة أو واجهتها في الماضي. يمكنك القيام بذلك عن طريق مراجعة الصفحات الخاصة بهم على الإنترنت بما في ذلك حسابات وسائل التواصل الاجتماعي، وكذلك الأخبار التي انتشرت عنهم. يمكنك أيضًا البحث عن التحديات التي يواجهها قطاع العمل ككل، والتي يمكن أن تعطيك فكرة أوسع عن التحديات العامة التي قد تواجهها الشركة.
من خلال فهمك للتحديات التي تواجه الشركة، يمكنك مشاركة الأمور التي يمكنك القيام بها من اقتراحات أو استراتيجيات قد تساعد في حل المشكلات، بالإضافة إلى التعبير عن اهتمامك وقدرتك على المساهمة في مواجهة هذه التحديات. يساعدك ذلك على أن تبدو أكثر استعدادًا للمقابلة، بالإضافة إلى إعطاء فكرة عنك أنّك مفكر ناقد وذكي.
إذا كنتَ لا تعرفُ اسم مدير المقابلة، فقد يكون ذلك الجزءُ صعبًا قليلًا. ولكن لا تقلق، يمكنُك القيام به بكل تأكيد. عادةً ما يتم ذكر اسمه في البريد الإلكتروني. إذا لم يكن كذلك، فيمكنك إرسال بريد إلكتروني لطيف لتسأل عنه. لا يوجد أيّ عيبٍ في ذلك.
الآن، بمجرد حصولك على اسم مدير المقابلة، يجب عليك البحث عنه على المنصات المختلفة عبر الإنترنت مثل منصة أشخاص بيت.كوم، أحد أكبر منصات الشبكات المهنية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. من خلال القيام بذلك، يمكنك الحصول على نظرة أوسع عن خلفية مدير المقابلة وخصائصه الشخصية والمهنية. فلا أحد يعلم، قد ينتهي الأمر إلى اكتشاف أنّك تملك الكثير من القواسم المشتركة معه.
