هل تعاني في رحلة بحثك عن عمل؟ إليك الحل
هل تشعر أنّك تأخرت في إيجاد الوظيفة التي لطالما حلمت بها؟ هل تفكّر بالوقت الذي لا زال يلزمك للوصول إلى هذه الوظيفة؟ كم من الوقت تحتاج الشركات التي تتقدّم لها لكي تدرك أنّك الموظف المثالي لوظائفها؟ ما الذي ينقصك؟ ما الذي لم تفكر به من قبل؟ ما هي أخطاؤك؟
جميعنا نعلم كمية الضغوطات التي يتعرّض لها الباحثون عن عمل حتّى يتمكنوا من الحصول على وظائف مناسبة، وأن تضيف توترًا وقلقًا إضافيًا على نفسك لن يسهّل الأمر عليك. فمن المعروف أنّ ردة فعلك على التوتر والقلق تختلف عن ردة فعلي مثلًا، ولكي أكون أكثر صراحةً معك، فإنّ التوتر والقلق من الممكن أن يكون مفيدًا إلى حدٍ ما، ليس إلى حد الانهيار العصبي، بل إلى الحد الذي يجعلك دائمًا مندفعًا لأن تكون مستعدًا وجاهزًا. فمن الجيد أن تظهر اهتمامك ومواظبتك في عملية البحث، كما أنّ تركيزك في الأمر سيساعدك على الانتباه للتفاصيل أكثر، بدءًا بكتابة سيرتك الذاتية وانتهاءً بأي طلب وظيفي ستقدمه.
على أيّ حال، من الممكن أن يؤثر التوتر عليك بشكل سلبي، فمن الممكن أن يجعلك تتخذ قراراتٍ خاطئة، أو أن يجعلك تفقد اهتمامك في البحث عن عمل، كما أنّ التوتر يمكن أن يجعلك تتخاذل، فهذه متاهةٌ لا أنصح أي أحدٍ بالدخول فيها!
دعوني أخبركم قصة صغيرة، قبل عدة سنوات عندما كنت في أوج رحلتي في البحث عن عمل، قررت أخذ استراحة ثم الذهاب في رحلة مع أصدقائي إلى البتراء، لقد كنتُ عاطلاً عن العمل لمدة طويلة وبدأت أشعر بالملل من فكرة البحث عن وظيفة، إمكانية إيجاد وظيفة كان كل ما أفكر فيه، حتى أثناء رحلتي. ولقد لاحظ أصدقائي ذلك، ولم يكفّوا عن التساؤل عن سبب ذلك، وحاولوا قدر المستطاع مساعدتي على التفكير في أمور أخرى، إلا أنّني لم أستطع!
كنتُ بأمس الحاجة لهذه الإجازة، التي اعتبرتها فرصة للاسترخاء وقضاء بعض الوقت الممتع مع أصدقائي، ولحسن الحظ، أخبرني صديقي بأمرٍ ساعدني على الابتعاد عن هوس البحث عن وظيفة، بمجرد توضيح فكرة أنّ البحث عن وظيفة هو عبارة عن وظيفة بدوام كامل! وأنّه عليّ أن أقوم بتوزيع المهام بالتساوي ويجب أخذ استراحات أيضاً. ممّا ساعدني على إدراك المشكلة الرئيسية التي واجهتُها في طريقة بحثي عن عمل، وهي أنّني لم أقُم باتّباع استراتيجية معيّنة. إذ أنّ التقدّم إلى مليون وظيفة خلال فترة زمنية قصيرة للغاية جعلني أشعر أنني أقوم بما يتوجب عليّ وأنّ ذلك كافٍ، لكنّه كان يزيد الضغط عليّ، ولأكون صريحًا، لم يكن ذلك مفيدًا بما فيه الكفاية، لأنني بكل بساطة لم أتّبع استراتيجية للقيام بذلك.:
العبرة من القصة: عليك اتّباع استراتيجية! وإليك الطريقة:
من أهم الأمور التي يتوجب عليك القيام بها للتخفيف من توترك خلال البحث عن عمل، هو أن تقوم بتنظيم نفسك، وأن تحسّن مهاراتك التنظيمية، إذ يساعدك تنظيم نفسك على زيادة تركيزك في كل مهمة على حدى، ناهيك عن أنّك ستكون مستعدًا لأي مكالمة عمل من الممكن أن تتلقاها. يمكنك القيام بذلك من خلال استخدام روزنامة أو أجندة أعمال، وترتيب المهام التي يتعيّن عليك القيام بها خلال الأسبوع. فعلى سبيل المثال يمكنك وضع أيام الأحد والإثنين من كل أسبوع للبحث والتقديم للوظائف، وأيّام الثلاثاء لمتابعة حالة طلبات الوظائف التي تقدّمت إليها سابقًا، ولا تنسَ أن تضع أيامًا لأخذ استراحة، إذ أنّنا ذكرنا سابقًا أنّ البحث عن عمل يعتبر وظيفة بدوام كامل، وبصفتك "موظف بحث عن عمل" يحق لك أن تأخذ إجازة!
مع أكثر من 20,000 وظيفة متاحة للباحثين عن عمل على موقع بيت.كوم، من الممكن أن يشعر الباحثون عن عمل بالتشتُّت بين هذه الفرص العديدة، وقد يبدؤون بالتقديم لأي فرصة متاحة أمامهم، ظنًّا منهم أنهم سيزيدون فرصهم في الحصول على الوظيفة المناسبة. إلّا أنّ الأمر ليس كذلك، بل على العكس، من الممكن للتقدّم لوظائف غير ملائمة لخبراتك ومهاراتك، أن يقلل من فرصك في الحصول على وظيفة. لذلك، يمكنك وضع قائمة بالوظائف التي ترغب في الحصول عليها، وأن تحدّد أولوياتك والشركات والوظائف التي ترى نفسك فيها، إذ سيقلل ذلك من التوتر الذي تشعر به، كما سيوفر الوقت والجهد الذي ستبذله خلال العملية.
تذكّر أنّك لست رجلًا آليًا، وأنّك لن تتمكن من تحقيق جميع طموحاتك فور تخرجك من الجامعة، فالبحث عن عمل رحلة طويلة، ستتعلّم خلالها الكثير. كلّما بذلت جهدًا أكبر في البحث عن وظائف والتقديم لها، ازدادت خبرتُك، وقلّ توترك وقلقك خلال هذه الرحلة. كما أنّ البحث عن عمل يتكوّن من عدة مراحل، ولا يمكنك القيام بجميع هذه المراحل مرةً واحدةً، حيث تحتاج كل مرحلة منها إلى قدرٍ معيّن من الوقت والجهد.
انظر إلى نفسك، لقد قطعت كل هذه المسافة، وتخرجت من المدرسة، ثمّ من الجامعة، وها أنت تبذل قصارى جهدك في البحث عن عمل، وذلك بدليل أنّك تقرأ هذه المدوّنة! لذلك، عليك أن تكون فخورًا بنفسك، وأن تقدّر المجهود الذي تقوم ببذله، بالإضافة إلى المهارات والقدرات التي تمتلكها. سيساعدك ذلك على التقليل من التوتر الذي تشعر به، وسيجعلك متحفزًا ومستعدًا دائمًا.