التوطين في السعودية: ما يجب أن يعرفه أصحاب العمل في المملكة العربية السعودية

إذا كنت صاحب عمل في المملكة العربية السعودية، فقد تكون على دراية بالتحدي السائد الذي يواجه المؤسسات في المملكة وهو تحقيق التوازن بين متطلبات التوطين واحتياجات العمل. لذا فإن إيجاد هذه الكفاءات المناسبة والالتزام بالحصص التي حددتها الحكومة، وفي الوقت ذاته الحفاظ على الكفاءة التشغيلية، قد تبدو مهمة شاقة. وعليه، سنتطرق في هذا المقال إلى تبسيط عملية التوطين للمؤسسات من خلال تقديم دليلٍ استراتيجي صُمّم خصيصاً لتلبية جميع الاحتياجات.

إن التوطين مُبادرة استراتيجية أطلقتها الحكومة السعودية لتعزيز فُرص توظيف المواطنين السعوديين في القطاع الخاص. وبالرغم من أن هذه السياسة تهدف إلى التنويع الاقتصادي، إلا أنها فرضت تعقيداتٍ جديدة على أصحاب العمل من حيث مستوى الامتثال وإدارة القوى العاملة.

سنعرض في هذه المقال أهداف برنامج التوطين والحصص الإلزامية وبرنامج التوطين “نطاقات”، مع تسليط الضوء على متطلبات الامتثال والحوافز التي تقدّمها الحكومة للشركات. تابع القراءة لمعرفة المزيد!

المحاور الرئيسة

فيما يلي بعض الأمور المهمة حول التوطين كجزء من مستقبل العمل في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

١.  تاريخ التوطين وبرنامج “نطاقات”

٢.  قواعد برنامج “نطاقات” لعام ٢٠٢٣

٣.  تعزيز مهارات السعوديين

٤.  ما هي القطاعات التي يؤثر عليها التوطين؟

١. تاريخ التوطين وبرنامج “نطاقات”

من منظور صاحب العمل، فإن تاريخ التوطين وبرنامج “نطاقات” هو عبارة عن محاولات مُبتكرة للحكومة تهدف إلى تغيير سوق العمل السعودي. وقد جاءت السياسة الرسمية لوزارة العمل والتنمية الاجتماعية، المعروفة باسم “نطاقات”، كمحاولة لتقليل اعتماد المملكة منذ فترة طويلة على العمالة الأجنبية في القطاع الخاص.

  • أُطلق المشروع في عام ٢٠١١، وأدى إلى مغادرة العديد من الموظفين الأجانب للمملكة أو تغيير كفالة أصحاب العمل أو تغيير المسميات الوظيفية كخطوة للامتثال للقواعد الجديدة.
  • من الآثار العميقة لهذا البرنامج أن أكثر من ٢٠٠ ألف شركة خاصة اضطرت إلى إغلاق أبوابها في عام ٢٠١٤ بسبب فشلها في تلبية شروط “نطاقات” الدقيقة لخفض البطالة بين المواطنين السعوديين.
  • تحرص الحكومة السعودية على تحديث برنامج “نطاقات” بانتظام وذلك نظراً لأن أكثر من ثلثي السكان هم مواطنون سعوديون بينما يُمثّل الثلث المتبقي فئة المغتربين.

وعلى مر السنوات الماضية، قامت الحكومة السعودية بتعيين مواطنين سعوديين فقط في مناصب محددة لمكافحة معدلات البطالة المرتفعة في المملكة. كما أدت التحديثات المنتظمة على نطاق المهن المتاحة للمواطنين السعوديين إلى تعديل النسبة المحدّدة للعمالة السعودية المطلوبة، مما يضمن بيئة ديناميكية ومتطورة لأصحاب العمل السعوديين.

٢.قواعد برنامج “نطاقات” لعام ٢٠٢٣

يجب على أصحاب العمل تطبيق قواعد برنامج “نطاقات” بموجب قانون التوطين.

  • يهدف هذا البرنامج إلى تصنيف الشركات ضمن ستة نطاقات بناءً على عدد الموظفين السعوديين لديها، وهي: البلاتيني والأخضر المرتفع والأخضر المتوسط والأخضر المنخفض والأصفر والأحمر.
  • إن النطاق البلاتيني هو النطاق الأعلى لأنه يضم أكبر عدد من الموظفين السعوديين، في حين يعتبر النطاق الأحمر هو الأقل.

تنطبق قواعد التوطين على جميع الشركات، حتى تلك التي يعمل لديها أقل من عشرة موظفين وما زال عليها توظيف مواطن سعودي واحد على الأقل. وتستخدم الحكومة هذا التصنيف لمراقبة الشركات والتأكُّد من اتباعها لقواعد التوطين وفرض الحوافز أو العقوبات وفقاً لذلك. علاوةً على ذلك، قدّمت الحكومة امتيازاتٍ حصرية للشركات المدرجة ضمن المجال البلاتيني مثل خدمة التأشيرة السريعة المخصصة. وبالتالي، فإن توضيح قواعد التوطين والامتثال هو أمرٌ بالغ الأهمية لأصحاب العمل حتى يتمكّنوا من النجاح في هذا النظام الجديد.

٣. تعزيز مهارات السعوديين

بالرغم من أن الحكومة السعودية قد خصّصت أكثر من ٩٠ مهنة حصرية للمواطنين السعوديين، إلا أن العديد من هذه المناصب والأدوار هي لذوي الكفاءات البسيطة أو الموظفين المبتدئين. ومع ذلك، هناك بعض الفرص الرائعة للسعوديين في مجالات مثل الموارد البشرية وشؤون العمل وتخصصات محدّدة في مجال المبيعات، فضلاً عن بعض المناصب المالية.

  • يكمن التحدي الحقيقي للتوطين في الأدوار المتخصّصة؛ مثل المهندسين والمهندسين المعماريين والمتخصصين في تقنيات المعلومات وكوادر الرعاية الصحية.
  • بالرغم من الطلب الكبير على هذه المهارات، إلا أن هناك فجوة في السوق السعودي. وعليه، قامت الحكومة السعودية بخطواتٍ جوهرية لمعالجة هذه المشكلة من خلال إعادة تشكيل برنامج المنح الدراسية للشباب السعوديين الذين يرغبون في الدراسة في الخارج.
  • تحرص الحكومة السعودية على حصول هؤلاء الشباب من المهنيين على الخلفية المناسبة جيداً لشغل هذه المناصب المتخصّصة.

إذا تم ترشيح أحد المرشحين الأجانب لتولي منصب يُحتمل أن يكون مخصّصاً للمواطنين السعوديين، يمكن لصاحب العمل التعامل مع أي مخاوف مرتبطة بهذا الشأن من خلال دراسة حالة تأشيرة المرشح (الإقامة). وتعكس هذه الحالة الطبيعة الديناميكية لبيئة التوظيف السعودية، ومدى استعداد صاحب العمل للتكيُّف مع الفرص واللوائح المتطوّرة والمتوافقة مع مستهدفات رؤية المملكة ٢٠٣٠.

٤. ما هي القطاعات التي يؤثر عليها التوطين؟

لنبدأ بالتعمق في دراسة أثر التوطين على مختلف القطاعات من وجهة نظرنا كأصحاب عمل.

في الآونة الأخيرة، بذلت وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية السعودية قُصارى جهدها لتنفيذ استراتيجية رؤية ٢٠٣٠، حتى في ظل التحديات التي فرضتها جائحة كوفيد-١٩. لكن، ما الهدف من ذلك؟ ببساطة يتمحور الهدف حول إيجاد المزيد من فرص العمل للمواطنين السعوديين في القطاع الخاص من خلال التركيز على أدوار ومهن وقطاعات اقتصادية معينة لتطبيق برنامج التوطين.

ومع توسّع مبادرة التوطين سيزداد أثرها بشكلٍ تدريجي على القطاعات والمهن التي تتطلب مؤهلات متقدمة. وبالتالي، فإن زيادة المستوى التعليمي وخبرات القوى العاملة السعودية سيؤدي إلى استمرار هذا التوسّع وتحقيق النمو المستمر.

القطاععدد الموظفينمتطلبات نسبة التوطينالموعد النهائي للامتثال
إدارة المشاريع ٣ أو أكثر ٣٥٪ ٢٤ ديسمبر ٢٠٢٣
المُشتريات ٥ أو أكثر ٥٠٪ ٢٤ ديسمبر ٢٠٢٣
المبيعات ٥ أو أكثر ١٥٪ ٢٤ ديسمبر ٢٠٢٣
بيع الأجهزة والمستلزمات الطبية، والإعلانات والترويج ٨٠٪
المهن الهندسية والفنية المتعلقة بالأجهزة الطبية ٥٠٪

يجب أن تُخطط، كصاحب عمل، بشكلٍ استراتيجي للقوى العاملة التي ستعمل معك في المستقبل. كما يجب أن تتأكّد بعناية من النسبة المناسبة للمواطنين السعوديين التي يجب تلبيتها في أدوارٍ معينة. لذلك، فهذه المنهجية الاستباقية ستضمن لصاحب العمل القدرة على تقييم وتعديل القوى العاملة بدقة بناءً على المشهد المتطور للتوطين ومستهدفات رؤية ٢٠٣٠.

الخلاصة

على الرغم من هذه التحديات، فإن لتوظيف المواطنين السعوديين فوائد عديدة، على رأسها أن هذه الخطوة من شأنها أن تساهم في الاستثمار في الاقتصاد المحلي ومواءمة عمل المؤسسات مع أهداف التنمية الوطنية. وهنا يأتي دور قاعدة البيانات التي طوّرتها بيت.كوم وتضم أكثر من ٢.٥ مليون متخصص سعودي، لمساعدتكم على تحقيق أهداف التوطين بشكلٍ فعّال. وعليه، تحرص بيت.كوم على تبسيط إجراءات التوظيف، مما يُسهّل العثور على أفضل الكفاءات مع الالتزام بالقوانين والقواعد الحكومية.

باختصار، لا تقتصر فوائد تبني التوطين فقط على تلبية الحصص المحدّدة، بل إن الالتزام بالتوطين يُساهم في تحقيق الرؤية الأوسع للمملكة. ومن خلال استخدام المنهجية الصحيحة والموارد المناسبة، يمكن أن يصبح التوطين محركاً رئيساً لنجاح المشاريع في المملكة العربية السعودية.

  • تاريخ الإعلان: 19/12/2023
  • آخر تحديث: 19/12/2023
  • تاريخ الإعلان: 19/12/2023
  • آخر تحديث: 19/12/2023
تعليقات
(0)