ما هي طبيعة العمل في الشركات الناشئة؟

تزايد عدد الباحثين عن عمل الذي يسعون للعمل في الشركات الناشئة في الآونة الأخيرة، فهذه الشركات تتميّز بأنها توفر فرصاً أكبر للنمو الوظيفي، ناهيك عن بيئة عملها المرحة والممتعة، فمن منا لا يحب العمل في بيئة ممتعة؟

قد يُطرح عليك في مقابلات العمل في الشركات الناشئة أسئلة لا تطرحها الشركات الكبيرة عادة، فهذه الشركات تبحث عن مرشحين يمتلكون مهارات معينة كالقدرة على التكيّف مع ثقافة العمل، والتواضع، والشغف، والرغبة في بذل مجهوداً كبيراً لتطوير الشركة، فالشركات الناشئة بحاجة لقدرات إبداعية غير محدودة.

وفي بعض الأحيان، تتمكّن هذه الشركات من تحقيق النجاح خلال فترة قصيرة، فهي تتطوّر بسرعة لتصبح كبيرة، لذلك فإن الابتكار والابداع هما عنصران أساسيان لنجاحها.

في الواقع، تتمتع الشركات الناشئة بمزايا غير موجودة في الشركات الأخرى كبيئة العمل المرنة وفرصة تعلّم مهارات جديدة خلال فترة قصيرة. ولكن من ناحية أخرى، يوجد بعض السلبيات التي يجب أخذها بعين الاعتبار قبل اتخاذ القرار بالعمل في شركة ناشئة، حيث يتعين عليك معرفة كل ما يتعلق بالشركة كي تتمكن من تحديد ما إن كانت ستساعدك على التطوّر والنجاح.

  1. التغيّر المستمر

دائماً ما تحدث أمور جديدة في الشركات الناشئة، فالأمور تتغير بسرعة وتحدث بشكل عفوي، لذلك تعد الشركات الناشئة مناسبة جداً للأشخاص الذين يبحثون عن مغامرات وتحديات مهنية جديدة بشكل يومي. أما إن كنت تفضل الروتين واتباع جدول يومي محدد مسبقاً، فعلى الأرجح لن يكون العمل في الشركات الناشئة خياراً مناسباً لك.

فكل يوم عمل في شركة ناشئة يختلف عن غيره، ففي بعض الأيام قد تضطر فجأة لحضور اجتماع حول أدوات ومعلومات جديدة قد تغير أسلوب عملك بالكامل. وعلى الأرجح سترى وجوهاً جديدة يومياً، فغالباً ما يغادر الموظفين الجدد الشركة بعد فترة قصيرة جداً. في الواقع، عادة ما تتبع الشركات الناشئة طرقاً مختلفة لتحقيق الأهداف، لذلك من المحتمل بأن تضطر للتعامل مع استراتيجيات مختلفة بين الحين والآخر، وأداء مهام مختلفة تماماً عمّا كنت تقوم به قبل أيام.

  1. العمل لساعات إضافية

إن العمل في شركة ناشئة قد يتطلب القيام بمهام تختلف عن تلك المذكورة في الوصف الوظيفي، لذلك ستضطر للخروج من منطقة الراحة الخاصة بك. وهذه الشركات تخصص عادة ميزانية صغيرة للموظفين، لذلك فقد لا تتمكّن أحياناً من إيجاد المرشح المناسب. وبما أن هذه الشركات تواجه صعوبة في عملية التوظيف، ستضطر لأداء مهام خارج مجال اختصاصك.

وعلى الأرجح ستضطر لبذل مجهوداً إضافياً والعمل لغاية 50 ساعة في الأسبوع. تذكر أن الشركة لا تزال في بداية طريقها ويجب على كل موظف العمل بجد لتحقيق أهدافها. قد يكون ذلك صعباً للبعض، ولكن إن كنت مستعداً لبذل أفضل ما بوسعك والعمل لساعات إضافية لتحقيق ما يطمح الجميع لتحقيقه، وابتكار منتجاً جديداً وفعّالاً، فالشركات الناشئة هي أفضل خيار لك.

  1. العمل ضمن فريق

تمتلك أغلبية الشركات الناشئة حوالي 30 موظف أو أقل، وقد يقل هذا العدد في بداية تأسيس الشركة ليصل إلى أقل من 10 موظفين. لذلك، قد تجد جميع الموظفين يجلسون على نفس الطاولة يعملون على مئات المهام ويقسموها بالتساوي بينهم. لذا تعد مهارة العمل ضمن فريق أساسية في الشركات الناشئة ولا يمكن التخلي عنها، فهي من أهم العناصر التي تساعد الشركة على النجاح. فالمهمة التي يمكن لشخص واحد إنجازها في فترة معينة، يستطيع الفريق إنجازها بفعالية أكبر خلال وقت أقل.

هناك أمر مهم آخر يجب أخذه بعين الاعتبار، وهو أن جميع موظفي الشركات الناشئة يتعلمون أموراً جديداً بشكل مستمر، فمهمتهم الأساسية هي التعلّم والسعي لتحقيق الهدف النهائي المشترك. لذلك فالعمل في شركة ناشئة يتيح لك العمل في مجالات مختلفة وتعلّم المصطلحات التقنية والعامة المعقدة والجديدة والتي قد تكون غير متعلقة بمجال خبرتك. فجميع الموظفين يواجهون نفس الظروف وتحقيق الهدف المشترك لن يكون بالأمر السهل، ولكن العمل في هذه البيئة سيساعدك على معرفة الكثير عن شخصيتك والأشخاص حولك.

  1. مزايا رائعة

إن العمل في شركة ناشئة ليس بالصعوبة التي يتخيّلها بعض الأشخاص، وهي تقدم خبرة فريدة إلى جانب البيئة المريحة والممتعة. وغالباً ما تكون هذه البيئة محفّزة وتساهم في تعزيز الابداع والابتكار الضروريان لتطوير الشركة، هذا بالإضافة إلى المزايا التي تزيد من سعادة الموظفين. تذكر أن المال ليس كل شيء، فالشعور بالراحة في مكان العمل هو ما يهم، إلى جانب ساعات العمل المرنة، وإمكانية العمل من المنزل، وفرص التعلم والنمو والتطوير، وغيرها من المزايا.

في الواقع، يساهم الموظفون في الشركات الناشئة في تأسيس الشركة ودفعها نحو النجاح والتقدم، وذلك ما يجعلهم يشعرون بالرضا الوظيفي. فعند تحقيق الشركة لأي إنجاز، كل موظف فيها يشعر بالسعادة والفخر وبأنه جزء من هذا النجاح. هذا بالإضافة إلى معاملة كل شخص في الشركة بعدل ومساواة، إذ أن كل موظف يتحمّل نفس المسؤولية لجميع المهام والإنجازات والفشل.

ومن المزايا الأخرى للشركات الناشئة هي توفيرها للتدريب الذي يلزمك كي تصبح رائد أعمال ناجح. ولكن العمل في هذه الشركات ليس مناسباً للجميع، فبعض الأشخاص يعملون بإنتاجية أكبر عند العمل مع فريق صغير، في حين يعمل غيرهم بكفاءة أكبر عند أداء مهام روتينية ومتكررة في شركة كبيرة. فشخصيتك تؤثر على خياراتك المهنية! شاهد هذه الحلقة لمعرفة المزيد حول ذلك.

في الواقع، لا تتناسب جميع الشركات الناشئة مع كافة الأشخاص، فهي تختلف في حجمها، وقبل اتخاذ قرار بالعمل بها، عليك معرفة ما إن كنت قادراً على مساعدة هذه الشركة على النجاح، وما إن كانت مناسبة لبدء مسيرتك المهنية فيها. تذكر أن بعض الشركات قد تفشل، في حين أن غيرها قد يحقق نجاحاً باهراً وبالتالي تكون أنت جزءاً من هذا النجاح. وفي حال فشلت الشركة، حاول النظر إلى الجانب الإيجابي وهو أنك اكتسبت خبرة رائعة وتعلّمت من أخطاء غيرك، فذلك سيساعدك على أن تكون رائد أعمال أفضل.

هل تفضل العمل في شركة ناشئة أم كبيرة؟ شارك رأيك في صندوق التعليقات أدناه!

Zeina
  • قام بإعلانها Zeina - ‏29/05/2018
  • آخر تحديث: 14/02/2020
  • قام بإعلانها Zeina - ‏29/05/2018
  • آخر تحديث: 14/02/2020
تعليقات
(0)