مع اقتراب موعد التخرج، يشعر جميع الخريجين بالحماس والاندفاع للالتحاق بسوق العمل وبدء مسيرتهم المهنية، وتطبيق المهارات والمعارف التي اكتسبوها في وظائفهم الجديدة، بالإضافة إلى امتلائهم بالحماس والدافعية لرؤية كيفية انعكاس ما تعلموه في الواقع. وبالطبع جميع الخريجين يمرون بنفس التجربة حالياً، ولكن لابد أن نواجه الحقيقة، فقد تكون مهمة الحصول على عمل بعد التخرج فوراً ليست بالسهولة التي تعتقدها.
قد يكون البعض محظوظاً بشكل كافٍ للحصول على وظيفتهم الأولى خلال فترة قصيرة من الوقت بعد التخرج، بينما يواجه الآخرون بعض التأخير في حصولهم على عمل، وهي ما تُسمّى بالفجوة بين التخرج والعمل الأول. ولمساعدتك على تخطّي هذه الفجوة بشكل فعال، تذكر أننا جميعنا مررنا بهذه المرحلة، وجميعنا ارتكبنا أخطاء وتعلمنا منها، لذا نود تقديم بعض النصائح لك.
نصيحتنا الأولى لك هي البدء بالبحث عن معلومات وحقائق متعلقة بسوق العمل لمعرفة الأنماط الرائجة والأمور التي تحدث في الشركات التي تُوظّف حالياً. كما عليك إجراء بحث حول مجال العمل، وقراءة معلومات أكثر فيما يتعلّق بالوظائف الشاغرة، والرواتب، ومعدّل الدوران، وملاحظات حولها من قِبَل زملائك والموظفين القدماء.
ولكن لا تأخذ النتائج التي تحصل عليها كنتيجة مسلمة؛ فعليك العمل باجتهاد لأننا جميعنا نعلم بأن الشهادة الجامعية وحدها لا تكفي، مهما بذلت من مجهود في الحصول عليها. ويكمن جزء الشهادة الجامعية في تزويدك بالجزء النظري الذي عليك معرفته، بينما لن تحصل على مهارات وخبرات من الشهادة وحدها. وننصحك باستغلال الفترة ما بين التخرج والالتحاق بعملك الأول لتعلّم الخبرات والمهارات اللازمة التي قد تحتاجها في وظيفتك تبعاً لمجال عملك.
وقبل البدء في عملك الأول، هناك مجموعة من المهارات التي عليك اكتسابها، والاستراتيجيات التي عليك اتباعها. وهذه الأمور تشمل مجالات لم تقرأ عنها من قبل، أو لم تتطرق إليها خلال دراستك، والتي تشمل:
قبل أن تتخرج أو إذا كنت على وشك التخرج، عليك تعلّم الأدوات الفعالة لبناء شبكة من العلاقات الفعالة، وتذكر أن بناء العلاقات له أهمية كبيرة. عليك تعلّم طريقة التحدث بشكل مهني، وكيفية مصافحة الآخرين بشكل واثق، وحضور الفعاليات المهنية، والاستعداد لمقابلة أشخاص جدد. ومن إيجابيات بناء العلاقات هي ميزتها في تزويدك بفرص عمل غير مُعلنة، وعن طريقها يمكنك الحصول على فرصة عمل مثالية! يمكنك الاطلاع على سلسة الأحاديث المهنية من بيت.كوم لمعرفة طريقة التواصل الصحيحة مع شبكة علاقاتك.
قد تكون شغلت وظيفة ذات دوام جزئي في مطعم أو محل ما أثناء فترة دراستك. ونصيحتنا لك هي الاستمرار في العمل في هذه الوظيفة، وحاول أن تحولها كوظيفة ذات دوام كامل لتتمكن من تغطية مصاريفك حتى حصولك على وظيفة أحلامك. ستتمكن في النهاية من الوصول إلى الهدف الذي تسعى لتحقيقه والاستقلال بشكل كامل من والديك، وهو أمر بحد ذاته رائع في حال قمت بتحقيقه. ومن الأمور الأُخرى التي يمكنك فعلها في حال قمت بتوفير المال هي شراء سيارة مثلاً، أو تحقيق أمر كنت تحلم به منذ مدة.
كخريج جديد، فأنت تبذل قصارى مجهودك للحصول على عمل بدوام كامل، ونصيحتنا لك هي البدء بالبحث عن فرصة تدريب؛ فهي فرصة رائعة لتطوير مهاراتك وتنميتها في مجالات التواصل، وبناء العلاقات، والعلاقات الشخصية، وإدارة الوقت، وغيرها. هذه المهارات هامة لكل وظيفة ستعمل بها حتى تتقاعد أو حتى بعد ذلك. ولا ترفض الفرص التدريبية، وفي كثير من الأحيان قد ينتهي بك الأمر بالحصول على وظيفة في حال أثبت نفسك ومهاراتك، وعندها تبدأ بالعمل مع تلك الشركة بدوام كامل.
قد تضطر أحياناً لشرح الفجوة الزمنية بين تاريخ تخرجك وتاريخ انضمامك لعملك الأول. وأكبر خطأ ممكن أن ترتكبه في هذه الحالة هو إخفاء الحقيقة أو إعطاء أسباب غير حقيقية. وللخروج من هذه المعضلة، عليك إنشاء سيرة ذاتية متميزة، وفي حال كان هناك فجوات زمنية كبيرة، عليك البدء في البحث عن حلول لاكتساب المهارات والخبرات. يمكنك فعل ذلك من خلال الانضمام للعمل التطوعي، أو الالتحاق بدورة ما حول موضوع مُعيّن، وتذكر أن خياراتك كبيرة.
قد يحصر البعض أنفسهم في البحث عن عمل في مدينة محددة أو مجال عمل محدد، وفي حال عدم حصولك على عمل بعد التخرج، عليك التحلّي بالمرونة فيما يتعلّق بخياراتك المهنية. جرّب البحث عن عمل في مدن أُخرى، قد تكون مدن قريبة من مكان سكنك، أو حتى في بلدان قريبة من بلد اقامتك. وقد تجد في نفسك شغفاً لمجال عمل آخر، وليس المجال الذي لطالما حلمت بالعمل به. ومن الفرص الجديدة التي يمكنك اكتشافها هي التطوّع في مجال خيري أو مع منظمة غير ربحية.
لا تدع الرفض يُخيفك أو يقلل من اندفاعك، بل عليك المحافظة على نشاطك، ومواكبة الأحداث والتوجهات التي تجري في مجال عملك. التغيير يحدث يومياً، وفي حال غفلت عن متابعة التطورات ليوم أو يومين، سيمر الوقت بسرعة، وستجد نفسك لا تعلم أي شيء عن توجهات السوق. عليك قراءة أحدث الأخبار في مجال عملك باستمرار، وابحث عن الأمور التي تهم المهنيين في مجالك، وما هي مواصفات المرشحين التي يبحثون عنها، وما هي الأمور التي تنقصك لتصبح المرشح المثالي للانضمام لمجال العمل هذا.
وفي نهاية المطاف، لا تهمل العمل على تطوير نفسك خلال الفترة ما بين تخرجك وحصولك على عملك الأول، وربما يساعدك ذلك على تعلّم أشياء جديدة حول نفسك لم تكن تعرفها من قبل. وتذكر أنك "تتعلم شيء جديد من جميع الأشخاص الذين تقابلهم" لذا لا تتوقف عن بناء العلاقات لتتمكن من اكتساب المهارات الجديدة، وتطوير تلك التي تمتلكها، لكي تحقق هدفك النهائي والذي يتمثل في الحصول على وظيفة أحلامك. ومن عائلة بيت.كوم، نتمنى لك التوفيق في رحلتك للحصول على عمل، ولا تنسَ الاطلاع على مقالة بيت.كوم بعنوان "البحث عن الوظيفة الأولى في الشرق الأوسط وشمال افريقيا".