تتمتع منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بالتعدد والاختلاف الكبيرين، وهو ما يُميزها عن باقي مناطق العالم. ونتيجة لذلك، تحتد المنافسة بين الكفاءات على الفرص المتاحة، مما يجعل فكرة التميز والاختلاف عن الجميع ضرورة لا بدّ منها. وكباحث عن عمل، قد يراودك شعور أنك أتممت جميع ما عليك فعله بعد أن تكتب سيرة ذاتية بشكل كامل، إلى جانب إعداد رسالة تعريفية مخصصة لكل وظيفة تتقدم إليها. ولكن قد يكون هناك بعض الأمور الأُخرى التي عليك فعلها أولاً.
تشمل الأمور الأُخرى التي نقصدها أمور وأدوات تساعدك في رحلتك في البحث عن وظيفة، وقد تكون هذه الأمور غير مُلزِمة، ولكنها ستُعطيك دافع كبير للحصول على وظيفة. ولنفكر في الأمر من وجهة نظر صاحب العمل أو خبير التوظيف، الذين يقرأون مئات الطلبات يومياً. وللتميُّز بين هذا الكم الهائل من الطلبات، عليك تقديم طلب جريء، ولكن دون مبالغة، لتضمن جذب انتباه صاحب العمل أو خبير التوظيف.
احرص على جذب انتباه صاحب العمل بطريقة ايجابية من خلال تقديم طلب وظيفي لافت للنظر، وإعداده بأفضل صورة ممكنة.
يمكنك جذب انتباه صاحب العمل من خلال إنشاء ملف شخصي مُلفت. وبالرغم من الاعتقاد الشائع بأن الملفات الشخصية مخصصة فقط للمصممين لعرض نماذج من عملهم، إلا أن الحقيقة أن أي شخص مهني بإمكانه إنشاء ملف شخصي، بغض النظر عن نوع العمل الذي يُنجزه. وفكرة الملف الشخصي هي مكان يجمع نماذج من عملك ويعرضه للآخرين بطريقة مُرتّبة.
فعلى سبيل المثال، في حال كنت تعمل شيف مطبخ، يمكنك إضافة صور من الطعام الذي تُعدّه في قائمة طعامك، وكتابة وصفات خاصة بك، ورأيك بالمطاعم التي جربتها مسبقاً، وشهادات الخبرة التي تمتلكها، وأي آراء أو نقد ايجابي تلقيّته، إلى جانب تقارير التفتيش الممتازة. وفي حال كنت كاتباً، يجب أن يضُم ملفك الشخصي مجموعة من أعمالك وكتاباتك، متضمناً أنواعاً مختلفة من أساليب الكتابة التي تبرع بها.
يكمن الهدف وراء إنشاء ملف شخصي خاص بك في عرض مهاراتك وخبراتك المختلفة، والقدرات التي تمتلكها. كما أن ملفك الشخصي هو مكان ممتاز لجمع شهاداتك التدريبية وأي جوائز أُخرى حصلت عليها.
وتذكر أن إعداد ملف شخصي يتطلب بعضاً من الجهد والوقت، ولكن يعود بفائدة عظيمة عليك. فما هي فوائد إنشاء ملف شخصي خاص بك؟
كيفية إنشاء ملف شخصي
يقرأ خبراء التوظيف وأصحاب العمل نفس المعلومات حول جميع المتقدمين للوظائف الشاغرة في شركتهم، وعادةً ما يكرر الباحثون عن عمل الكلام ذاته حول مدى ملاءمتهم للمنصب الشاغر. وعادةً ما يُميز بين المرشحين اختلاف بسيط في المهارات والطموح الوظيفية. وقد يبدو موضوع إعادة الكلام مكرراً ومملاً بالنسبة لأصحاب العمل، وقد يجعل عملية تقييم المرشحين المختلفين صعبة بعض الشيء.
إحدى الطرق التي تساعدك على إظهار مدى شغفك لشغل المنصب أمام صاحب العمل والشركة التي تطمح العمل بها هي من خلال استثمار بعض الوقت في القراءة حول الشركة نفسها، وكتابة سيرة ذاتية مخصصة لها وتتلاءم مع ثقافتها. عليك الحرص على أن تكون سيرتك الذاتية ملائمة للمنصب الشاغر والشركة كذلك، ولكن هذا وحده ليس كافٍ؛ فهناك المئات أو الآلاف من المرشحين الذين يتبعون نفس هذه الاستراتيجية، مما يجعلها غير فعالة بنسبة 100%. فكيف يمكنك التميُّز عن الآخرين؟
الإجابة بسيطة: من خلال إظهار مهاراتك وخبراتك الحقيقية لصاحب العمل عبر ملفك الشخصي، حيث سيتمكنون من معرفة قدراتك الحقيقية، والحصول على إجابات لجميع استفساراتهم، ومعرفة مدى صحة ادعاءاتك حول مهاراتك ومؤهلاتك. ومن خلال ملفك الشخصي، ستتمكن من عرض مهاراتك وخبراتك بطريقة صريحة ومليئة بالثقة، دون الخوف من الكشف عن مستواك الحقيقي أو مستوى مهاراتك، وهو أمر رائع حقاً.
باختصار، إن امتلاك ملف شخصي سيُمكنك من:
الأدوات التي تحتاجها لبناء ملفك الشخصي
لتتمكن من إنشاء ملف شخصي، ستحتاج إلى:
بعد امتلاك جميع ما ذُكِرَ سابقاً، يمكنك إنشاء ملف رائع. أما فيما يتعلّق بتصميم الملف الشخصي وطريقة عرضه، فبإمكانك الاستعانة بالملفات الشخصية الرقمية، التي تختلف قليلاً. والفرق البسيط هنا أن عليك التأكد أن ملفك الشخصي الرقمي مُرتب بطريقة لائقة، وسهل الاستخدام للجميع. وفي حال كان الموقع الذي تُنشئ عليه ملفك الشخصي مزدحم وغير مُرتب فقد يُؤثر ذلك سلباً على مظهر ملفك الشخصي.
ما الخطوة التالية؟
لا شك بأن الجميع يتساءل الآن "ما الذي يجب عليّ أن أفعله بعد أن أعددت ملفاً شخصياً؟ كيف يمكنني إرساله لأصحاب العمل والشركات؟" الإجابة تكمن في أن عليك إرسالها لأصحاب العمل عبر البريد الإلكتروني أو إضافة الرابط إلى سيرتك الذاتية، أو إضافته إلى البريد الإلكتروني الذي تُرفق به سيرتك الذاتية في حال كان ذلك ممكناً. كما يمكنك ذكره خلال المقابلات الشخصية، ولكن لا تفتح رابط ملفك الشخصي وتعرضه لصاحب العمل في حال شعرت أن ذلك غير مُحبب. ففي حال شعرت أن الوظيفة غير مناسبة، أو أن الشخص الذي يُجري معك المقابلة الشخصية لم يُعجب بعملك عند ذكره، قد لا يكون من المناسب إظهار ملفك الشخصي.
وفي حال كنت تشعر بالثقة الكبيرة حول ملفك الشخصي، عليك ذكر امتلاكك لملف شخصي للشخص الذي يُجري معك المقابلة الشخصية في حال كان يرغب في الاطلاع عليه. وفي حال رغبته، سيقوم الشخص في الاطلاع على جميع صفحات الملف الخاص بك، لذا عليك التحضير جيداً لهذه اللحظة، حيث يُعطيك ذلك متسعاً كبيراً من الوقت للتحدث عن خبراتك ومهاراتك. وتذكر أن ملف شخصي رائع بإمكانه تغيير اتجاه المقابلة الشخصية لمصلحتك، حيث سيُحوّل انتباه صاحب العمل إلى ملفك والمحتوى الموجود داخله. ولكن من الجانب السلبي لذلك أنه قد لا يُتيح لك مجالاً كافياً لطرح الأسئلة التي تمتلكها، لذا احرص على طرح جميع الأسئلة التي تمتلكها قبل أن تذكُر ملفك الشخصي.
نرجو أن تكون المعلومات السابقة وضعتك على الطريق الصحيح لإنشاء ملفك الشخصي، الذي يساعدك بدوره على التميز بين مئات الطلبات والمرشحين، ويُعطي صاحب العمل فكرة أفضل حول عملك ومؤهلاتك وقدراتك.
هل تفكر في إنشاء ملف شخصي خاص بك؟ هل تعتقد أن الملف الشخصي سيعود عليك بفوائد كبيرة؟ هل تعرف أحداً يمتلك ملفاً شخصياً؟ وهل تعتقد أن أحداً ما قد يريد معرفة تفاصيل أكثر حول الملف الشخصي، مما قد يدفعه بشكل كبير؟ شارك هذه المقالة مع أصدقائك ومعارفك لنشر المعلومات.
حظاً موفقاً!