أساسيات البحث عن وظيفة للمدراء والمسؤولين التنفيذيين (الجزء الأول)

لنفرض أنك قررت تغيير وظيفتك الحالية بعد عدة سنوات، ما هو الأسلوب الذي ستتبعه للبحث عن وظيفة جديدة؟ كيف ستتعامل مع سوق العمل الذي يشهد تغيّرات مستمرة؟ وكيف ستضمن التفوّق عن غيرك من المتقدمين للوظيفة، بخاصة إن كنت تبحث عن منصب إداري؟

في الواقع، يبدأ الموظفون ذوي الخبرة بالبحث عن وظيفة جديدة إما رغبة بالتغيير أو نتيجة لفصلهم من العمل أو لأسباب أخرى خارجة عن سيطرتهم. ونظراً لاحتمالية مشاركة هؤلاء الموظفين في عملية توظيف الأشخاص في شركتهم، فقد يعلمون جيداً المهارات التي يبحثون عنها لدى المرشحين. ولكن ماذا إن انعكست الأدوار، هل هم مستعدون للبحث عن وظيفة مجدداً؟

وكونك مدير، قد تجد صعوبة في إيجاد وظيفة جديدة مشابهة لتلك التي تشغلها حالياً أو شغلتها سابقاً، حيث يوجد العديد من العوامل التي تؤثر عليك كمدير، منها فريق عملك والإدارة العليا وعملية التوظيف والفصل، واعداد الميزانية وغيرها. فلم يعد يكفي اليوم شغل وظيفة ذات وصف ومسمى وظيفي متميزان وتلقي راتباً جيداً.

سيقدم لك خبراء بيت.كوم في هذه المدونة المكوّنة من جزأين بعض التحديات التي يواجهها معظم المهنيين ذوي الخبرة عند تغيير وظائفهم، وبعض النصائح للتغلّب عليها.

1. مكانتك ورأي الآخرين بك

التحدي: قد تشعر بأنك فقدت احترامك لذاتك أو هويتك أو قيمتك الشخصية، وأنك في وضع حرج وأن صورتك المهنية أصبحت الآن مشوهة، فمن الصعب جداً الانتقال من وضع تكون فيه شخصاً يتخذ القرارات المهمة ويمتلك السلطة والنفوذ إلى باحث عن عمل يحاول لفت انتباه الغير.

كيف تتغلب على هذا التحدي؟ حافظ على نمط حياتك المعتاد وشارك في الأنشطة العائلية والتطوعية ومارس التمارين الرياضية وهواياتك المختلفة الخ، إذ يجب عليك معرفة قيمتك خارج حياتك المهنية. ومن المهم جداً في هذه المرحلة المباشرة في تعلّم أموراً جديدة واتخاذ المخاطر البسيطة، والأهم من ذلك تعلّم كيفية اتقان أمر ما من خلال تكراره عدة مرات. ولا تنسَ طلب المساعدة من الآخرين عند الحاجة.

2. عمرك وخبرتك

التحدي: قد تخشى بأن يعتبرك أصحاب العمل كبير بالسن وبأن تُرفض للوظيفة أو ربما تظن بأنك لن تستمر مع الشركة لوقت طويل نتيجة لعدم رغبة هذه الشركة بالاستثمار في مهاراتك كونك تمتلك مؤهلات أكثر من اللزوم. فأنت تدرك جيداً، بصفتك مدير سابق، أن الفجوة الثقافية قد تسبب الكثير من المشاكل، وبالتالي تخشى عدم تناسبك مع الشركة.

كيف تتغلب على هذا التحدي؟ سلّط الضوء على مهاراتك الاستثنائية وإنجازاتك وشبكة معارفك وخبرتك أمام صاحب العمل بدلاً من عمرك، وتعرّف على ثقافة شركتك (فإن لم تجد موظفين تزيد أعمارهم عن 35، لا تحاول أن تتوظف في الشركة وأنت في عمر الـ 64!). تحدث عن صحتك وحيويتك وطاقتك وحماسك أمام صاحب العمل وتجنب التطرق لموضوع التقاعد. وأخيراً، واكب آخر أخبار مجال عملك والأدوات التقنية التي يستخدمها أصحاب العمل والشركات.

3. المنافسة الشديدة

التحدي: غالباً ما تحظى المناصب ذات المستويات العالية بنسبة مشاهدات عالية في مجال عملك. فكلما زادت جاذبية المنصب، زاد عدد الأشخاص الذين يتنافسون عليه.

كيف تتغلب على هذا التحدي؟ قم بإجراء أبحاث حول ثقافة الشركة ونقاط ضعفها، وأظهر لصاحب العمل أنك الشخص الذي سيحوّل نقاط الضعف هذه إلى نقاط قوة. إذ يجب عليك، عند التحدث مع صانعي القرارات، إظهار قدرتك على تحقيق نتائج ملموسة من خلال ذكر أهم إنجازاتك.

4. يتم عادة توظيف موظفين من داخل الشركة في المناصب الإدارية العليا

التحدي: لقد عمل موظفو الشركة ليلاً ونهاراً لسنوات عديدة وهم يستحقون الأفضل، فهم مؤهلون لشغل أفضل المناصب، بخاصة إن كانت الشركة تملك سلماً مهنياً واضحاً. فبعض الشركات تفضل عدم المجازفة بتوظيف شخصاً من خارج الشركة في مثل هذا المنصب المهم، لذا تقوم بتوظيف موظفاً سابقاً.

كيف تتغلب على هذا التحدي؟ وضّح لصاحب العمل إيجابيات توظيف شخصاً من خارج الشركة وما يصاحبه من تطبيق أفكار جديدة ومبتكرة، ولكن يجب عليك التركيز على الشركات التي سبق لها توظيف مدراء من الخارج بنجاح. كما يمكنك أيضاً البحث عن الشركات التي تواجه المشاكل وقد تحتاج لأفكارك الجديدة.

5. التواصل مع الأشخاص المناسبين

التحدي: لا يلعب خبراء الموارد البشرية دوراً كبيراً في توظيف المهنيين ذوي الخبرة، مما يجعل الأمر أكثر صعوبة. لذا لن يفيد هنا سوى التحدث إلى المسؤولين التنفيذيين (كالرئيس التنفيذي، ورئيس قسم العمليات، ورئيس القسم المالي، ورئيس قسم التسويق، ورئيس القسم التقني، الخ.) الذين قد يشعرون بالتهديد أو ينظرون إليك كمنافس.

كيف تتغلب على هذا التحدي؟ إن نجحت في التواصل مع المدراء، أخبرهم كيف ستساعدهم على تحقيق أهدافهم، فمن المحتمل بأن يتم خلق شواغر للكفاءات أمثالك حتى وإن لم يتوفر أي شاغر في المنصب الذي تستهدفه. وقد يفيدك أيضاً الانضمام إلى مجموعات المسؤولين التنفيذيين ومجالس الإدارة ومجموعات رأس المال الاستثماري، فقد تساعدك هذه العلاقات في التواصل مع المهنيين والشركات التي تهمك. والأهم من ذلك، ركز على الحلول والقيم التي ستقدمها للشركة.

6. طلب راتب مرتفع

التحدي: قد تجد صعوبة في طلب راتب مرتفع في ظل الأوضاع الاقتصادية غير المستقرة، فقد تتردد الشركات أحياناً في توظيفك عندما تقوم بطلب راتب مرتفع. وإلى جانب ذلك، يتطلب توظيف شخصاً في المناصب العليا براتب مرتفع، موافقة من عدة أشخاص (كمجلس الإدارة)، لذلك قد تأخذ هذه العملية بعض الوقت وقد لا تكون دوماً ناجحة.

كيف تتغلب على هذا التحدي؟ كن متأكداً أنك تتحدث إلى الشخص المناسب، فصانعو القرارات هم وحدهم من سيساعدونك في هذا الشأن. وعندما تتحدث معهم، ركز على النتائج التي يمكنك تقديمها من الناحية المالية، فبهذه الطريقة ستتمكن من شرح سبب طلبك راتب مرتفع. وقبل أن تدخل في مرحلة التفاوض على الراتب، احرص على التعرّف على متوسط الرواتب التي تقدمها الشركات للأشخاص الذين يعلمون في منصبك المستهدف، يمكنك الاستعانة هنا بأداة البحث عن الرواتب من بيت.كوم. وحاول التفاوض على المزايا المالية الأخرى، كالحصول على نسبة من الأسهم أو مكافأة مالية تعتمد على الإيرادات أو عقد يشمل شروط يمكن أن تعوض عن انخفاض الراتب. يمكنك دائما التوصل إلى حل يرضي كلا الطرفين، وإن فشلت في إيجاد الحل، فهذه الوظيفة لا تناسبك.

نصيحة إضافية: قد يؤثر المظهر الخارجي للشخص سلباً عليه في بعض الأحيان، لذا حاول ارتداء ملابس وساعات ذات تكلفة متوسطة، وأظهر لصاحب العمل بأن المال ليس محور اهتمامك.

ترقبوا الجزء الثاني: طرق إيجاد المزيد من الوظائف في المناصب التنفيذية والإدارية العليا.

Zeina
  • قام بإعلانها Zeina - ‏04/07/2017
  • آخر تحديث: 06/09/2022
  • قام بإعلانها Zeina - ‏04/07/2017
  • آخر تحديث: 06/09/2022
تعليقات
(3)