هل تساءلت يوماً كيف تقوم الشركات بتحديد رواتب موظفيها؟ يوجد العديد من العوامل التي تلعب دوراً في ذلك منها مجال العمل والدور الوظيفي وربحية الشركة ووجود الكفاءات وقوانين العمل والظروف الاقتصادية (مثل التضخم والضرائب) وغيرها.
وعلى الرغم من هذه الاختلافات، يوجد بعض الأدوات والاستراتيجيات التي يمكن للشركات استخدامها لتحديد رواتبها وهيكل أجورها، نقدم لك في ما يلي بعضاً منها:
سلم الرواتب
تمتلك معظم الشركات الرائدة سلم رواتب محدد تلتزم به بشكل عام، حيث يحدد هذا السلم عادة مستويات الرواتب للمناصب المختلفة في كل قسم، كما يحدد مستوى الزيادة على الراتب كلما زادت عدد سنوات خبرة الموظف وبقاءه في نفس الشركة.
ويعد سلم الرواتب من مهام الموارد البشرية، ولكن يتم تحديده بناء على متطلبات الإدارة، ويجب على هذا السلم الأخذ بعين الاعتبار مستوى المعرفة والمهارات والتعليم وسنوات الخبرة وأية مهارات أخرى ضرورية للوظيفة، حيث يتم جمع هذه العناصر معاً لتحديد الراتب الذي يتناسب مع كل مستوى مهني.
معايير السوق
لا يقوم المدراء وخبراء الموارد البشرية باختيار مستويات رواتبهم وهياكل الأجور بشكل عشوائي، وحتى عند تحديدهم لسلم الرواتب، يقومون بالنظر إلى قوانين العمل ومعدلات الرواتب في السوق ومعايير مجال العمل، وذلك لضمان تقديم رواتب عادلة للموظفين تتناسب مع مهامهم اليومية.
ويقدم بيت.كوم، أكبر موقع للوظائف في الشرق الأوسط، أداة فعّالة للبحث عن الرواتب، حيث يمكن لأصحاب العمل من خلال هذه الأداة الرائدة البحث عن الرواتب بحسب منطقة العمل والمجالات والمناصب وغيرها، فبهذه الطريقة سيتمكنون من تحديد مستويات الرواتب بناء على بيانات دقيقة وواقعية والمقارنة بين الموظفين أو المناصب أو هياكل الأجور بأكملها، وبالتالي اتخاذ قرارات مدروسة ومنطقية بخصوص الرواتب.
الرواتب السابقة
يعتمد أصحاب العمل أيضاً على أداة أخرى لتحديد مستويات رواتب موظفيهم، ألا وهي رواتب الموظفين السابقة، فقد يسأل صاحب العمل خلال مقابلة العمل أو مرحلة التوظيف عن الراتب الذي كان يتلقاه المرشح في وظائفه السابقة، إذ يستخدم الرقم الذي يعطيه الباحث عن عمل كمعيار ويساعد صاحب العمل على تحديد الراتب الذي سيعرضه على المرشح.
التفاوض
يجب أن تعلم أن الراتب ليس ثابتاً، فغالباً ما يقوم المرشحون وأصحاب العمل بالتفاوض عليه خلال مقابلة العمل، وغالباً ما يسأل أصحاب العمل عن توقعات المرشحين تجاه الراتب كي يضمنوا تناسب المرشح مع الميزانية المحددة للوظيفة. وأحياناً يتطرق المرشح نفسه لمسألة الراتب خلال مقابلة العمل، إلا أنه يُفضل عدم قيامه بذلك.
وبعد أن يتم تقديم عرض العمل، تبدأ عملية التفاوض على الراتب بين المرشح وصاحب العمل للتوّصل إلى قرار مشترك. ولكن قد تتصرف بعض الشركات بطريقة غير مرنة ولا تتيح فرصة التفاوض على الراتب.
حزمة التعويضات
يجب أن تتذكر أيضاً أن حزمة التعويضات لا تشمل الراتب فقط، فهي قد تختلف بشكل كبير من شركة لأخرى، فبعض الشركات تقدم هيكل أجور ثابت، وبعضها الآخر يقدم عمولات، في حين تجمع شركات أخرى بين الأمرين معاً.
ومع ذلك، تشمل العديد من حزم التعويضات مزايا مختلفة كتأمين صحي أو بدل سكن أو نقل أو تعليم، والتي يجب أخذها بعين الاعتبار عند التفاوض على الراتب.
وتفضل بعض الشركات تقديم مزايا مربحة بدلاً من الرواتب العالية، في حين يفضل بعضها الآخر رواتب عالية ولكن دون مزايا. لذلك من الضروري أخذ حزمة التعويضات بعين الاعتبار عند التفاوض على الراتب.
القيمة المضافة
وأخيراً، تذكر أن اتخاذ قرار الراتب يعتمد على الظروف، فإن قابل صاحب العمل مرشحاً متميزاً يمتلك خبرة ومهارات رائعة، ولكنه طلب راتباً عالياً، فلا بأس إن تم تعديل الراتب قليلاً.
فعندما يكون صاحب العمل مهتماً للغاية بتوظيف أفضل مرشح، قد يضطر لتقديم المزيد في المقابل.
لذلك، يجب على خبراء التوظيف تقييم “القيمة المضافة” لمرشح جديد لتحديد الراتب الذي يجب عرضه عليه. اطرح على نفسك الأسئلة التالية: “ما هي قيمة سنوات خبرتهم؟”، “هل مهاراتهم مطلوبة؟”، ماذا عن مستوى تعليمهم وكفاءتهم؟ تختلف إجابات هذه الأسئلة من مرشح لآخر وتساعد على تحديد حزمة التعويضات المناسبة لكل مرشح.