طفل صغير بحلم كبير

طفل صغير بحلم كبير

خالد الكيلاني، 10 أعوام، يسكن في مدينة غزة في منزل متواضع جزء كبير من سقفه من الصفيح. تحاول الأسرة التأقلم مع ظروفها الصعبة التي تعيشها مع كثرة الاحتياجات اليومية، خاصةً بعد وفاة والدهم في العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة عام 2008-2009.

خالد لا يكترث كثيراً لضيق المساحة التي ينام بها في بيته أو لحر الجو في فصل الصيف وهو ينام بجوار أشقائه الأكبر منه تحت السقف المعدني المهترئ. فكعادته ينظر خالد لأحد ثقوب ألواح الصفيح من فوقه متأملاً جزءاً من السماء امتزج بمشاهد كثيرة من ذاكرته عاشها في يومه المفعم بالنشاط والحيوية، فخالد صاحب الإبتسامة والضحكة التي تصاحبه أينما وجد، كل يوم يعيش قصة وتجارب مختلفة يقولها لإخوته وأمه وهم لا يتوقفون من الضحك من طريقة حديثه لهم عن الأنشطة والمواقف التي يعيشها في برنامج مستقبلي.

أصبح خالد في الصف الرابع الابتدائي وهو ملتحق في أنشطة مشروع التعليم المساند – برنامج مستقبلي منذ أربع سنوات حيث يتلقى جلسات أسبوعية في المواد الأساسية وهي اللغة العربية، واللغة الإنجليزية، والرياضيات ومادة العلوم.

يقول خالد عن الجلسات التعليمية: “مشروع التعليم المساند مشروع كتير ممتاز أنا بحب آجي عليه وما بغيب لأني بستفيد منه ومعدلي ممتاز وأنا بستنى الباص على الموعد وصار الي أصدقاء كتير بحب أدرس معهم.”

وعلى مدار سنوات البرنامج زادت قدرة خالد على التعلم والكتابة والقراءة وهو ما زال في المراحل الابتدائية من تعليمه ولكن حلمه الذي يصبو إليه في أن يصبح محامياً في المستقبل زاد عزيمته وإيمانه بقدراته وبثقته بنفسه، وهذا ما ساهم برنامج مستقبلي في تعزيزه من خلال دعمه ومساندته لمواصلة نجاحه وتفوقه وحصوله على تقدير ممتاز.

لم يكتفِ خالد في تفوقه في دراسته بل كان يشبه فراشة حرة تتنقل بين الأنشطة اللامنهجية ينثر أثره الذي زاد بفعل ثقته بنفسه حيث شارك في العديد من الورش التي تم تنفيذها ضمن أنشطة الفنون والكتابة الإبداعية والحكواتي وقراءة القصص، وشارك أيضاً في حضور دوري كرة القدم، والمشاركة في رحلات ترفيهية وتعليمية. ويقول: “كنت سعيداً جداً بحضور دوري كرة القدم، فأنا من هواياتي لعب ومشاهدة كرة القدم!”

في كل عام يساهم برنامج مستقبلي في توفير المستلزمات المدرسية من زي مدرسي وأحذية وقرطاسية وحقيبة مدرسية، سعياً في دعم خالد لمواصلة تعليمه والوصول إلى تعليم أفضل في ظل الظروف الصعبة التي تعيشها أسرته، تقول والدة خالد: “برنامج مستقبلي شكل لنا المظلة التي حلقت بنا بعيدا عن همومنا وجراحنا وجعلنا نرسو إلى بر الأمان، فخالد وجميع أولادي الحمد الله الآن بوضع أفضل والخدمات التي يقدمها البرنامج خففت من الضغوطات النفسية والاحتياجات المطلوبة مني أوفرها لأولادي، شكراً لكل من ساهم في دعمنا”.

تم إطلاق برنامج مستقبلي في عام 2009 من قبل مجموعة أبراج ومؤسسة التعاون. يهدف البرنامج الى مساعدة الأطفال الأيتام والأقل حظاً في غزة بعد فترة الحروب، وتزويدهم بالأمور اللازمة لعيش حياة كريمة، حيث نجح البرنامج في نشر الأمل والتفاؤل بين الأطفال وتطوير مدينة غزة. بدأ بيت.كوم بدعم هذا البرنامج منذ عام 2012، فهو يقوم برعاية 25 طفل كل سنة.

Zeina
  • قام بإعلانها Zeina - ‏06/06/2017
  • آخر تحديث: 14/09/2017
  • قام بإعلانها Zeina - ‏06/06/2017
  • آخر تحديث: 14/09/2017
تعليقات
(0)