ليس من السهل التوفيق بين العمل والدراسة، حيث يجب عليك الاستعداد دوماً للتكيّف مع الفروض الجديدة، والمهام غير المتوقعة ومشاكل العمل المفاجئة التي يجب حلها فوراً. اتخذت قبل 6 سنوات قرار بالحصول على شهادة الماجستير والاستمرار بشغل وظيفة بدوام كامل. كانت السنوات الثلاث التي قضيتها في الجامعة صعبة للغاية، الا أنني سعيدة جداً كوني اتخذت قرار بمواصلة دراستي، فقد بدأت ألاحظ تحسّن أدائي في العمل وأصبحت قادرة على مشاركة معارفي وخبراتي الجديدة مع زملائي في العمل.
نقدم لك في ما يلي بعض النصائح لمساعدتك في ادارة وقتك بفعالية والتوفيق بين العمل والدراسة في حال كنت تفكر في مواصلة دراستك أو التحقت فعلاً الى كلية الدراسات العليا:
1. العمل بأسلوب ذكي
لا يكتفي الطلاب المتميزين بالعمل بجد فحسب، بل يعملون أيضاً بأسلوب ذكي. فإن كان لديك مثلاً مشروع أو بحث جامعي، لمَ لا تقوم بربط هذا المشروع بمهمة تقوم بها يومياً في وظيفتك؟ فمثلاً، إن كنت تعمل كمصمم جرافيك، يمكنك تجديد الموقع الإلكتروني الخاص بشركتك وكتابة بحث جامعي عن هذا الموضوع. ستتمكن بهذه الطريقة من قضاء ساعات عمل مدفوعة الأجر على انجاز واجبك الدراسي، وستنال هذه الفكرة أيضاً اعجاب مديرك.
2. أخذ اجازات عمل في الوقت المناسب
كوننا نتحدث عن العمل بأسلوب ذكي، دعنا نتطرق الى موضوع إجازات العمل. قد تفضل حتماً قضاء إجازتك السنوية كاملة للراحة والاستجمام خارج البلد بعد انتهاء فصلك الدراسي، ولكنه من الأفضل لك تقسيم إجازتك السنوية وأخذ يوم أو يومين إجازة بين الحين والآخر. ننصحك بتنظيم أمورك بفعالية وأخذ يوم أو يومين إجازة للتركيز على دراستك والاستعداد جيداً لامتحانك نصف السنوي، سيساعدك ذلك على تجنب الشعور بالتوتر والقلق قبل يوم الامتحان. لن يمانع مديرك منحك إجازة من العمل للدراسة إن أخبرته بذلك مسبقاً، ولكنه سيمانع على الأرجح في حال قررت فجأة أخذ إجازة لليوم التالي للتحضير لامتحان ما.
3. طلب مساعدة الأخرين
لا بأس إن طلبت مساعدة الآخرين عند الحاجة لذلك، فكافة أصدقائك وزملائك سيوافقون حتماً على مساعدتك. لذا لا تترد في طلب مساعدة زميل في العمل تثق بكفائته ومهاراته، لأداء مهمة عنك، ولا بأس إن طلبت مساعدة زميلك في الجامعة للقيام بواجب معين أو التحضير لامتحان ما. فمعظم الأشخاص يحبون مساعدة غيرهم.
4. أخذ قسط وافر من النوم
أشار استبيان بيت.كوم حول "مصادر اللهو في الشرق الأوسط وشمال افريقيا"، نوفمبر 2013، الى أن 33% من المهنيين في المنطقة يشعرون بالتعب أو النعاس في العمل. في الواقع، إن أخذ قسط وافر من النوم ضروري للغاية، فهو يساعد على تعزيز قدراتك العقلية والجسدية. قد يساعدك شرب القهوة على تعزيز نشاطك لمدة ساعتين، الا أنك ستشعر حتماً بتعب وارهاق شديد بعد انتهاء مفعولها. وتذكر أنك تحتاج الى النوم لمدة 7 ساعات على الأقل للحفاظ على مستويات عالية من الانتاجية والنشاط.
5. القلق سيزيد الأمور سوءاً فحسب
القلق هو أسوأ ما يمكنك فعله، فلا فائدة من طرح الأسئلة التالية على نفسك طوال الوقت: "هل قمت بإنجاز هذا المشروع بفعالية؟"، "هل أنجزت واجبي الدراسي بشكل صحيح؟" "هل نسيت القيام بأمر ما؟". فقد أشار استبيان بيت.كوم حول "الرضا الوظيفي في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا"، نوفمبر 2012، الى أن 74% من المهنيين في المنطقة يشعرون بالتوتر في عملهم. في الواقع، يتعين عليك حصر تركيزك في المهمة الموكلة اليك، فإن كنت تعمل على مشروع معين، يجب عليك التفكير في ذلك المشروع فحسب، والأمر عينه ينطبق على البحث الجامعي. واحرص أيضاً على اغلاق كافة الأجهزة الالكترونية كي تتمكن من التركيز على الأمر الذي تقوم به فحسب.
6. تخصيص وقت لنفسك
إن الاستيقاظ في الصباح الباكر للذهاب الى العمل، والسهر لساعات متأخرة من الليل لإنجاز فروضك الدراسية، وعدم تناول طعاماً صحياً وشرب كميات كبيرة من الكافيين سيؤثر حتماً سلباً على صحتك. فقد أشار استبيان بيت.كوم حول "العادات الصحية والغذائية لدى المهنيين في الشرق الأوسط وشمال افريقيا"، ابريل 2012، الى أن 31,7% من المهنيين يعتبرون أن عاداتهم الغذائية غير صحية، في حين صرّح 48,1% منهم بأن عاداتهم الغذائية صحية الى حد ما. لذا احرص على تناول طعاماً صحياً، وخذ قسطاً وافراً من النوم ومارس التمارين الرياضية بانتظام، حتى ولو كان ذلك يؤثر على التزاماتك الاجتماعية ودراستك. فالشعور بالتعب والارهاق سيؤثر سلباً على مستوى تركيزك وانتاجيتك في كل من العمل والجامعة.
ليس من السهل ادارة وقتك بفعالية والتوفيق بين العمل والدراسة، الا أن أعداد الطلاب الذين يواصلون دراستهم ويشغلون وظيفة بدوام كامل في تزايد مستمر. في الواقع، يمكنك الاستعانة ببعض أساليب ادارة الوقت لتعلّم كيفية الموازنة بين مختلف التزاماتك اليومية وتعزيز مستويات سعادتك ورفاهيتك وتحقيق النجاح المهني. فقد أشار استبيان بيت.كوم حول "الإنجازات الشخصية في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا"، أغسطس 2015، الى أن33% من المهنيين صرّحوا بأن تحقيق توازن أفضل بين حياتهم المهنية والشخصية سيجعلهم يشعرون بالمزيد من الرضا في حياتهم.