كيرستين ويلش هي مديرة مدرسة C.V. Starr-Middlebury في الأردن، وهي حاصلة على درجة الدكتوراة في اللغة العربية والترجمة من جامعة لايبزغ في ألمانيا. شغلت كيرستين العديد من المناصب الأكاديمية في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا، فقبل أن تصبح مديرة كلية C.V. Starr-Middlebury في الأردن، كانت تعمل كمنسّقة قسم الترجمة ونائبة العميد في الجامعة الألمانية الأردنية في عمان. وقبل أن تنتقل للعيش في الأردن، عملت كيرستين في الجامعة الألمانية في القاهرة لمدة سنتين، كما عملت أيضاً كمنسّقة قسم اللغة الألمانية في مدرسة الملك فهد العليا للترجمة في جامعة عبد المالك السعدي في طنجة، المغرب من عام 1999 الى 2005. كما قامت كيرستين بتعليم اللغة العربية في جامعة أكسفورد لمدة ثلاث سنوات، وعملت في بداية مسيرتها المهنية في اليمن.
قامت كيرستين بترجمة العديد من الكتب الأدبية من اللغة العربية الى الألمانية، وعملت عدة سنوات في مجلة لسان. قامت مؤخراً بترجمة مجموعة من القصص القصيرة بعنوان قهوة الملائكة للكاتبة مريم ناصر (2009).
أخبرتنا كيرستين خلال هذه المقابلة مع بيت.كوم عن تجربتها بالعيش كمغتربة في منطقة الشرق الأوسط وعن أهم المهارات التي تجعل المرشح مناسباً لشغل وظيفة في منطقة الشرق الأوسط.
1. لقد سبق لك العمل في العديد من الدول العربية كالمغرب ومصر والأردن، أخبرينا عن تجربتك بالعمل في هذه الدول.
لدى كل دولة أمر يميّزها عن غيرها، على الرغم من أن جميعها دول عربية، الا أن تجربتي بالعيش في كافة الدول كانت متشابهة نوعاً ما. في الواقع، لقد علمتني هذه التجربة الكثير حول الثقافات والعقليات الأخرى وكيفية التعامل مع كل منها، وجعلتني أكثر حكمة وتسامحاً. لقد قابلت في حياتي المهنية والشخصية أشخاصاً متميزين من كل دولة، وأصبح لدي أصدقاء من جميع أنحاء العالم. أنا أحب التعرّف على دول وثقافات جديدة، وكل تجربة عشتها كانت مغامرة رائعة!
2. كونك تعملين كأستاذة جامعية ومديرة برنامج أكاديمي، هل تعتقدين أنه يوجد فجوة بين الأمور التي يتعلمها الطلاب في الجامعة وبيئة العمل الحالية؟ وما هي الحلول التي تقترحينها لحل هذه المشكلة؟
نعم، يوجد فجوة في المهارات، وأفضل حل لهذه المشكلة هو التفكير بشكل عكسي عند تصميم دورات أو برامج جديدة، أي النظر الى النتائج التي نرغب بتحقيقها عندما يتعلق الأمر باعداد الطلاب لسوق العمل، ومن ثم تصميم دورات وبرامج بناء على هذه المعرفة. فعلى سبيل المثال، عندما ترأست قسم الترجمة في الجامعة الألمانية الأردنية، كنت أعلم أن النجاح في مجال الترجمة يتطلب التمتع بخبرة في تقنيات الترجمة الحديثة، لذا كان من الضروري على الطلاب تكوين فكرة عما هو متاح وتلقي التدريب اللازم. أدرك جيداً أننا قد نواجه أحيانا بعض المعوقات المالية، الا أنه يمكننا دوماً العثور على حلول من خلال التفكير بشكل مبتكر. وكوني أستاذة جامعية، يتعين علي مواكبة آخر الأخبار خارج الجامعة، اذ يجب أن يتمتع أحدنا بمعرفة جيدة حول سوق العمل، ويتعين علي أيضاً مواكبة أحدث التطورات في مجال عملي وهو تدريس اللغات الأجنبية الذي شهد تغيّرات عديدة خلال العقدين الماضيين. لا يجب علينا أبداً التوقف عن التعلّم والتطوّر! لسوء الحظ، يبقى بعض الأشخاص لسنوات عديدة في نفس وظائفهم، وبخاصة أولئك الأشخاص الذي يشغلون مناصب لا يكونون فيها مهددين بالطرد، حتى وإن لم يؤدوا عملهم على أكمل وجه ولم يتعلموا أموراً جديدة.
3. ما هو برأيك أهم جانب للتطوير الذاتي يحتاجه الطلاب للعثور على وظيفة أحلامهم؟
عدم التوقف أبداً عن التعلّم، فلا تظن أنك تمتلك المعرفة الكاملة بعد التخرج من الجامعة، فمسيرتك بدأت للتو! وأنصحهم أيضاً بالتمتع بالفضول لاكتشاف العالم، وعدم الاكتفاء بالأمور التي تعلّموها خلال سنواتهم الجامعية، حيث يجب عليهم محاولة اكتساب المزيد من المعارف والخبرات. اكتسب مهارات جديدة، واقرأ باستمرار (الكتب الأدبية، والجرائد الخ)، وفكّر بشكل نقدي. تعلّم لغة جديدة (يوجد العديد من المواقع الإلكترونية وأشرطة فيديو مجانية على الانترنت تساعدك على تعلّم أي لغة تريد). قم ببعض الأعمال التطوعية وتعرّف جيداً على بلدك. فجميع هذه الأمور ستجعلك مرشحاً متميزاً وتعزّز فرص حصولك على وظيفة أحلامك!
4. ما هي الأمور التي تبحثين عنها لدى المرشحين؟
القدرة على الابتكار، والتفكير خارج الصندوق، والتمتع بالمرونة، والرغبة بالتعلّم، والتواضع، والعمل ضمن فريق، والتمتع بحس المسؤولية، والانفتاح الذهني، والتمتع بمعرفة عامة والالتزام. لقد قمت بتوظيف أشخاص يتمتعون بخبرة بسيطة تمكنوا من تحقيق نجاح باهر في عملهم كونهم لديهم رغبة بالتعلّم والتطوّر!
5. لقد سبق لك العيش في دول مختلفة، فما هي سلبيات وايجابيات العمل في دولة أجنبية؟
الايجابيات: لا أشعر بالملل على الاطلاق، فأنا أحب اللغة العربية للغاية وأنا سعيدة كوني استخدمها بشكل يومي! كما أحب الطقس المشمس والأمطار في الأردن. وأعتقد أنني أتمتع بخبرة متميزة، فأثناء عملي في الدول المختلفة، كنت مسؤولة عن اعداد برامج جديدة أو ابتكار مفاهيم جديدة، لذا أعتقد أن خبرتي ساعدت طلابي وساهمت في تطوير الجامعات التي عملت بها.
أما بالنسبة للسلبيات، فهي أنني لا أستطيع دائماً رؤية عائلتي وأولادي، وكنت أسافر كل عطلة صيفية الى المانيا لزيارتهم، وقد أصبح ذلك على مر السنين كروتين (والعطل الصيفية لا يجب أن ترتبط بالروتين..).
6. هل سبق لك استخدام المواقع الإلكترونية لتوظيف المرشحين؟ وما هو رأيك بها؟
في الواقع، ليس لدي خبرة كبيرة في هذا المجال، فلم يسبق لي الاعلان عن الكثير من الوظائف الشاغرة. وعندما كنت أضطر للتوظيف، كنت أقوم بالاعلان عن الوظائف الشاغرة على المنتديات الإلكترونية والنشرات الإخبارية، ولم يسبق لى استخدام مواقع التوظيف الإلكترونية. أصبح معظم الأشخاص اليوم يبحثون عن الوظائف على الانترنت، لذا أعتقد أن مواقع التوظيف هي خيار جيد عند البحث عن المرشحين.