1. لا تقل: "لا تدع مشاعرك تسيطر عليك"
عندما يشعر دماغنا بأنه يتم تهديدنا بكلمة، أو اشارة أو حتى تعبير بسيط على وجه شخص ما، يحصل أمر معين خارج عن سيطرتنا حيث يتم كبت النشاط في الأجزاء الأمامية من الدماغ الخاص بالتفكير العقلاني. الأمر الذي يفسر سبب ندمنا على الأمور التي نقولها أو تلك التي كان يجب علينا قولها، فالتكيّف المعرفي الخاص بنا يعمل ضدنا.
كما يزيد تدفق الدم الى الأجزاء العاطفية في الجسم والجزء الخلفي من الدماغ، الأمر الذي يجعلنا نفقد قدرتنا على التفكير بوضوح وبالتالي نصبح كمحاربين. في الواقع، يصعب علينا تجنب اختبار شعور الغضب في خلال هذه المرحلة، الا أنه يمكننا السيطرة على هذه المشاعر، فتقبل هذا الأمر هو أفضل وسيلة للحفاظ على هدوئنا.
في الواقع، يوجد في جسمنا مؤشرات تنبهنا عند حدوث هذا الأمر حيث ترتفع درجة حرارة جسمنا وبخاصة الوجه والرقبة، كما يقل معدل ضربات القلب أو يزداد، وقد تبدأ اليدين بالتعرّق وتزداد نسبة إفراز الأدرينالين حيث تشعر بأمر غريب يتدفق داخل جسمك.
لقد أخبرني مدرّب ذات يوم بأنه يصعب ايقاف هذه الأعراض ما ان تبدأ بالظهور في خلال حوار ما. فالأمر المهم في هذه الحالة هو تسوية الحوار وجعل الأمور تسير لصالحنا.
2. لا تقل: "سأشعر بالغضب أيضاً لو قال لي ذلك الأمر"
هل سبق بأن ألقيت اللوم على شخص ما جعلك تشعر بالغضب؟ هل صدم شخص متهور سيارتك هذا الصباح؟ هل تحدثت الى مندوب مبيعات يفتقر الى الكفاءة؟ أو هل لديك طفل مراهق يقوم بأمور طائشة أو مدير يصعب التعامل معه؟
في الواقع، يشعر معظم الأشخاص بالراحة عند افصاحهم عن مشاعر الغضب، فهرمون الغضب الذي تفرزه أجسامنا يجعلنا نشعر بالقوة، حيث يجذب صراخنا انتباه الآخرين (باستثناء أولئك الاشخاص الذين يصرخون في كافة الأوقات!). كما تعزّز هرمونات التوتر من درجة تحملنا للمخاطر، الأمر الذي يدفعنا الى القيام بأمور طائشة أو التلفظ بكلمات جارحة نندم عليها لاحقا.
في الواقع، تستمر النوبة الأولى الذي يسببها هرمون التوتر (مادة كيمائية) لمدة 90 ثانية. الا أنه يمكنك بعد ذلك السيطرة على مشاعر الغضب، فالاستمرار في التفكير بطريقة سلبية يحفز دماغنا على الشعور بالغضب، وبالتالي افراز المزيد من هرمون التوتر. يمكنك القاء اللوم على الأشخاص عند شعورك بالغضب في خلال أول 90 ثانية فحسب، وبعد انقضاء هذه المدة، يصبح بامكانك السيطرة على مشاعرك.
لا تسئ فهمي، فالأمر في غاية السهولة. تنفس بعمق وحضر مسبقاً جملة يمكن قولها في مواقف عدة كالقول مثلا: "هذه وجهة نظر مهمة، أو أشكرك على مشاركة رأيك الشخصي، ولكن هل تعتقد حقاً أن ذلك سلوك مناسب؟" فذلك سيخبر دماغك بأنك غير خاضع للتهديد ويمنحك بضع دقائق للتفكير في الطريقة التي يجب التصرف بها الى أن يختفي تأثير هرمون التوتر. يطلق المدربين على ذلك مصطلح زيادة الفجوة بين التحفيز والاستجابة، فذلك أمر جيد.
3. لا تقل: "فكّر كما يفكر مفاوضو الرهائن وستربح الجدال حتماً"
هذه نصيحة مقدمة من أصحاب المدونات والمدربين في الشركات. في الواقع، لا يعد تقديم دورة تدريبية حول التفاوض لمدة 8 ساعات أمراً كافياً لتعزيز مهارات الأشخاص. حيث يتم تقديم دورات تدريبية حول علم النفوذ، والبراعة العقلية والقتال التكتيكي لمفاوضي الرهائن لسنوات عدة، الا أنه على الرغم من ذلك يفشلون في بعض المواقف.
يوجد أمرين يقوم بهما مفاوضو الرهائن نستطيع تنفيذها بسهولة. الأمر الأول هو عدم الطلب من شخص غاضب تهدئه أعصابه، فذلك سيعزّز شعوره بالغضب. بل دعه يعبر عن غضبه، فالغضب أمراً مرهقاً للغاية ويتطلب بذل طاقة كبيرة. فلن تستغرق عملية التعبير عن غضبه سوى بضع دقائق، وعندها يتعين عليك تنفيذ الاستراتيجية الخاصة بك؟ ما هي هذه الاستراتيجية؟
اطرح عليه أسئلة عامة كالقول مثلاً: "ما هو برأيك سبب حدوث هذا الأمر؟" فذلك سيجعله يفكر بالأمر. في الواقع، يعمل التفكير على دفع الدم الى الجزء الأمامي من الدماغ (الجزء الخاص بالتفكير)، وبالتالي سيساعده على التغلب على الخوف والتفكير بشكل منطقي.
4. لا تقل: "لا أحد سيربح الجدال"
يوجد دوماً في كل جدال شخص رابح وخاسر، وكل جدال تشارك به يعمل على تغييرك بطريقة أو بأخرى. يمكنك النظر الى المشكلة بشكل سلبي، أو تعلّم أمور جديدة من هذه التجربة.
وأوكد لك بأن الرابح هو الشخص الذي يفكر جيداً في الأمر الذي سبب الجدال، والأمور التي جعلته يشعر بالغضب، وطريقة تعامله مع المشكلة وكيفية التصرف بشكل ايجابي. سأراهن حتماً على الشخص الذي يفكر بهذه الطريقة!