حنا سلامة هو مؤسس شركة حنا سلامة للتصميم حيث يعمل مدير تصميم، وهو حاصل على شهادتي البكالويوس والماجستير في هندسة العمارة من جامعة ماكغيل في كندا. يبدي حنا اهتماماً كبيراً بنشر التوعية حول استهلاك الطاقة وتصميم أبنية صديقة للبيئة، ويقدم حالياً برنامج تلفزيوني واقعي بعنوان "مي وطاقة وفراطة" على Aramram.com. يتحدث حنا حول كافة القضايا التي تهمه، كما شارك في مسابقات تصميم عدة في الشرق الأوسط اذ كان أحد أعضاء هيئة المحلفين فيها. يعشق حنا هندسة العمارة، والرسم والعزف على البيانو، كما يتمتع بشغف تجاه الاخراج والتمثيل في أفلام مستقلة.
1. كونك مهندس معماري وتتمتع بشغف تجاه الاستدامة، ما هو السبب الذي دفعك الى تبني ممارسات صديقة للبيئة في تصاميمك الخاصة، وما مدى أهمية تصميم أبنية صديقة للبيئة بالنسبة اليك؟
تندرج الاستدامة، والتصاميم الصديقة للبيئة والاستخدام الفعّال للطاقة تحت مفهوم "التصاميم الذكية". لقد دفعتني أسباب عدة لتصميم أبنية صديقة للبيئة، فنحن مسؤولون عن المحافظة على البيئة التي نعيش فيها. في الواقع، تأثرت الى حد كبير بطريقة تصميم القلاع القديمة في الأردن، فهي مصصمة بطريقة متميزة ساهمت في مواجهتها لكافة الظروف التي تعرضت لها على مر الزمان دون استخدام التكنولوجيا المتقدمة، فبفضل استخدام التهوية الطبيعية (استراتيجية متميزة يمكن استخدامها بسهولة في عصرنا الحالي)، تمكنت هذه الأبنية من تحمّل درجات الحرارة المرتفعة التي قد تصل الى 40 درجة مئوية في الصحراء. وأدركت بعدها أن الأبنية الصديقة للبيئة مصممة بطريقة مبتكرة وهي أكثر فعالية من غيرها من الأبنية. كما أشارت الأبحاث الى أن الأبنية الصديقة للبيئة تعود بفائدة أكبر على الاشخاص المقيمين فيها، اذ يتمثل الهدف الرئيسي لهندسة العمارة في توفير ملجأ آمن للبشر. وبالتالي أصبح مفهوما هندسة العمارة والتصاميم الصديقة للبيئة مرتبطان الى حد كبير ببعضهما البعض بالنسبة الي، فمن المستحيل أن أقوم بتصميم أي بناء بطريقة أخرى.
2. هل يمكنك تقديم بعض الاستخدامات الخاطئة للأبنية وهندسة العمارة الصديقة للبيئة؟
أكثر الأخطاء الشائعة التي يرتكبها معظم مهندسي العمارة في منطقة الشرق الأوسط عندما يتعلق الأمر بهندسة العمارة الصديقة للبيئة هو التفكير في تقنيات استهلاك الطاقة في مرحلة متأخرة، اذ يتم عادة تنفيذ استراتيجيات استهلاك الطاقة بعد انجاز التصاميم عبر اللجوء إلى الأنظمة الفعالة باهظة الثمن. في الواقع، يجب تبني تقنيات استهلاك الطاقة السلبية كالعزل، والتهوية الطبيعية والإضاءة بهدف خفض إجمالي استهلاك الطاقة في الأبنية. ويمكن التفكير بعدها بالأنظمة الفعّالة كالخلايا الضوئية أو وحدات تكييف الهواء الفعّالة، سيساعد ذلك بشكل كبير على تعزيز كفاءة الأبنية وتقليل التكاليف الأولية وتكاليف التشغيل.
3. ما هو أكبر تحدٍ واجهته في الربط بين الاستدامة والهندسة المعمارية؟
ان الهدف من التصاميم الصديقة للبيئة هو العيش براحة، لذا تجنب تصميم أبنية مضرة بالطبيعة، وقم بتصميم مساحات مثالية تتناسب معها، وساهم في خلق بيئة صحية ذات كفاءة عالية، واحرص على التركيز على الاستدامة وعدم السعي لتصميم أبنية حسنة المظهر فحسب.
4. ما هي توقعاتك بشأن مستقبل هندسة العمارة في الشرق الأوسط؟
أعتقد أنه سيكون مستقبل واعد، اذ أصبح هناك تزايد كبير على تبني تقنيات الاستدامة واستهلاك الطاقة في خلال السنوات الاخيرة في الشرق الأوسط، الا أن المنطقة لا تزال بحاجة الى المزيد من التعليم والوعي بهذا الموضوع، اذ يجب توعية الأشخاص بأهمية التصاميم الصديقة للبيئة وفوائدها وبخاصة في منطقة المشرق العربي. سنحقق حتماً نجاحاً باهراً في حال وجهنا نظرنا نحو تصميم أبنية صديقة للبيئة بدلاً من التركيز على بناء تصاميم جميلة وملفتة للنظر فحسب.
5. ما هي أعظم الانجازت التي حققتها في خلال مسيرتك المهنية؟
فريق عملي. يعد فريق العمل في شركة حنا سلامة للتصميم متميز وطموح للغاية، فهو يتميز بقدرته على أداء المهام بطريقة مبتكرة. في الواقع، نحن نصمم أبنية مختلفة ومتنوعة فقد نصمم منازل صغيرة، وكبيرة ومستشفيات كبيرة في أماكن مختلفة من العالم. عمر، وسهام، ومحمد، ومايا، ودينا وفرح يشكلون فريق عمل متميزة.
6. ينظر معظم الأشخاص الى المصممين والمهندسين المعماريين على أنهم صانعي الجمال. ما هي المهارت التي يتعين على مدراء التوظيف البحث عنها لدى المهندسين المعماريين؟
بالطبع نحن كذلك! يتطلب توظيف المهندسين المعماريين اجراء عملية خاصة على عكس مجالات العمل الأخرى. حيث يتعين على المرشحين الذين يرغبون بالعمل في هذا المجال التمتع بالشغف، بالاضافة الى الفطنة، والتفاني والمهارات التقنية الجيدة. في الواقع، يتطلب هذا المجال التعلم المستمر، لذا يتعين على المرشحين اظهار شغف كبير تجاه مجال التصميم وهندسة العمارة، وذلك ينعكس في فضول المرشح، ورغبته في التعلم وتجربة أمور جديدة.
7. ما هي أفضل نصيحة تقدمها للمصممين والمهندسين المعماريين الشباب؟
يتعين عليك السعي للعمل ضمن فريق يسمح لك بالتطور وتعزيز مهارات التصميم الخاصة بك، فلا تسعَ في بداية مسيرتك المهنية لشغل وظيفة تمنحك راتب مرتفع فحسب. في الواقع، تجمع هندسة العمارة بين الفنون والعلوم، لذا يعد هذا المجال ممتع وصعب في الوقت عينه. احرص على العمل بجد وواجه كافة التحديات بطريقة ايجابية، اذ ستواجه حتماً صعوبات عدة في خلال عملك في هذا المجال.
وختاماً، تذكر أنك تصمم من أجل تعزيز رفاهية الأشخاص وسعادتهم. فهندسة العمارة هي عبارة عن انشاء مساحات مريحة، وليس تصميم طوابق، وأرضيات واعداد رسومات ثلاثية الأبعاد. احرص على التركيز على المساحات ومدى تأثيرها على الأشخاص، وقم باجراء أبحاث حول السلوك البشري وعلم النفس، وابقَ على اطلاع على كافة الأمور التي تلهمك. تعرّف على الطرق التي تساعدك على تجسيد ملاحظاتك وتقييمها. تعد الفنون، والموسيقى، والعلوم والطبيعة عناصر مهمة الى حد كبير، لذا احرص على الاطلاع على كافة الأخبار المتعلقة بها بانتظام.