قد تجد نفسك من فترة إلى أخرى تتأمل باب المكتب متمنياً الخروج دون عودة، ولكنك لست بمستسلم -- لم تكن ولن تكون كذلك يوماً! نقدم لك في ما يلي ستة أسباب للأخذ بعين الإعتبار إن كنت تفكر جدياً بالإستقالة من عملك من دون أن يكون لديك خطة مهنية بديلة:
1. المدراء يتغيرون. أظهرت مختلف الإستبيانات أن السبب الرئيس الذي يدفع المهنيين إلى الإستقالة من عملهم هي العلاقة السيئة مع المدير. في الواقع، وفياستبيان لبيت.كوم صرح 8,5% من المهنيين أن العلاقة الجيدة مع المدير هي أكثر ما يحتاجونه للشعور بالمزيد من الإلتزام تجاه عملهم وشركتهم. وفي استبيان آخر، أشار 7,2%من المهنيين إلى أنهم بحاجة ماسة الى مدير أفضل ليتمكنوا من النجاح في حياتهم المهنية. إن كنت تعمل في شركة تحترمها وتقدر قيمة العمل الذي تقوم به وأنت راض عن المكافأة التي تحصل عليها، فلا بد من أن تقوم بمجهود إضافي من أجل معالجة الأمر وإنقاذ هذه العلاقة عبر الحوار المتكافئ والبنّاء والصريح ومن خلال التواصل المستمر. لا تنسى أن المدراء أيضاً يغيّرون عملهم وأدوارهم الوظيفية ويحصلون على الترقيات. لذا إن كانت العلاقة مع مديرك جيدة الى حدٍ ما، والصورة تبدو ايجابية على المدى البعيد فقد تود التأقلم مع أسلوب إدارة غير مثالي. وأظهر استبيان بيت.كومأن معظم المهنيين في الشرق الأوسط وشمال افريقيا (63,2%) يعتقدون أن العلاقة مع المدراء أكثر استقراراً من العلاقة ما بينهم وبين زملائهم. ولكن أشارت دراسة بيت.كوم للرواتب في الشرق الأوسط وشمال افريقيا 2013 الى أن ربع المهنيين في المنطقة قالوا بأنهم لم يبقوا أكثر من ثلاث سنوات في وظيفتهم الحالية.
2. أسلوب حياتك ليس صحياً بما فيه الكفاية. في بعض الأحيان، تغض النظر عن المشكلة الحقيقية التي تواجهك. هل وظيفتك هي حقاً مصدر تعاستك؟ قد يكون المصدر الحقيقي لسلبيتك هو سوء التغذية أو عدم ممارستك للرياضة أو اسلوب حياتك غير الصحي. قد تحتاج الى إعادة النظر في نمط حياتك بشكل عام وإعادة التوازن لحالتك البدنية والعقلية ولعاداتك ونشاطاتك قبل إلقاء اللوم على وظيفتك. فقد أظهر استبيان بيت.كوم حول‘التوازن بين العمل والحياة في الشرق الأوسط‘ (سبتمبر 2012) أن 57% من المهنيين صرحوا بأنهم لا يجدون الوقت لممارسة الرياضة. وفي استبيانٍ آخر أجراه بيت.كوم حول ‘العادات الصحية والغذائية لدى المهنيين في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا‘ (أبريل 2012)، أشار 31,7% من المهنيين الى أنهم يعتبرون عاداتهم الغذائية غير صحية في العمل.
3. ما زال أمامك الكثير لتتعلمه. هل تعلمت كل ما يتعين عليك معرفته في عملك؟ إن كانت إجابتك ‘نعم‘ فقد يعود السبب للحدود التي وضعتها لنفسك على صعيد مبادراتك الشخصية. إن كانت إجابتك بأنه لا يزال هناك الكثير من الأمور لتعلمها فقد تود إعادة تقييم قيمة الأمور التي تتعلمها قبل اتخاذك قرار الإستقالة. فالكثير من الباحثين عن عمل -- المبتدئين بشكل خاص أو الذين يفكرون في تغيير مسيرتهم المهنية -- يرغبون في الحصول على تعليم جيد وبخاصة إن كان من قبل قدامى في مجال العمل وأهم ممارسي الأعمال في السوق، كما أنهم سيعملون مجاناً إن كان مسار التعليم جاد وفرص النمو والظهور كثيرة. وفي استبيان أجراه بيت.كوم، أشار 30% من المهنيين المشاركين الى أن أهم عنصر للنجاح في المسيرة المهنية هو ‘إرادة التعلم‘ و21% من المهنيينأشاروا الى أن أكثر ما يسعون الى تحقيقه في مسيرتهم المهنية هو ‘الشهرة والإحترام كخبراء في مجال عملهم‘.
4. أنت سيّد وظيفتك. قد يكون لديك مدير، انما هذا هو حال مديرك أيضا، فلكل مدير تقريبا مديره الخاص، ولكن ما من احد يتحكم فعلاً بالدور الوظيفي الخاص بك أو بأدائك ونموّك على المدى البعيد بقدر ما تفعل أنت. إن كنت متصالحاً مع فكرة أنك أنت سيّد مصيرك وبإمكانك تعديل آدائك وتوقعاتك، فبالقليل من الصبر والتخطيط والتواصل المهني والاداء المتميز يمكنك جعل وظيفتك ومسيرتك المهنية الطويلة الأمد المسيرة التي تريدها والتي لطالما حلمت بها.
5. التغيير ليس دائماً للأفضل. إن كنت تستقيل من وظيفتك من دون فهم الأسباب الحقيقية التي تقف وراء هذا القرار ومن دون خطة فعالة لتحسين مسيرتك المهنية المستقبلية، فقد تواجه المشاكل عينها في وظيفتك التالية. افهم ما هي الأمور التي تزعجك واكتشف كيفية تجنبها في المستقبل قبل أن تسعى الى البدء من جديد. ابحث جيداً، ففي بعض الأحيان لا تبدو الأمور واضحة والظاهر لا يكشف ما هو أساس المشكلة، وقد تكون أنت السبب بقدر ما هو تأثير العوامل الخارجية. اخضع لاختبارات التقييم الذاتي من أجل إعادة تقييم خطتك المهنية والنظر الى المسائل من منظور جديد.
6. دائماً ما تشرق الشمس من جديد. هل دائما ما تعمل لوقت إضافي؟ قد تكون المسألة متعلقة بالإنتاجية أو بالمعنويات أو سوء إدارة الوقت والتخطيط من قبل مديرك ولكن هذا لا يعني أنك غير قادر على تسوية المشاكل المماثلة التي تواجهك. أشارت نتائج استبيان بيت.كوم حول‘التوازن بين العمل والحياة في الشرق الأوسط‘ إلى أن 35,4% من المهنيين يعملون لوقت إضافي باختيارهم الشخصي، وأن 27,8% منهم يعملون ساعات عمل إضافية بحكم الضرورة، وليس باختيارهم. وفي حال كنت تعمل لساعات إضافية بانتظام، لا تتردد في التكلم مع مديرك وتقدم حل بديل يرضيك. وإن كانت المسألة موسمية أو مؤقتة فابتسم وتحمل الوضع وتأكد من أن مجهودك لن يمر من دون مردود إضافي أو مكافأة أو تقدير. وفي خلال أسوأ أيام العمل التي تمر عليك تذكر كافة الأسباب الرائعة التي دفعتك الى قبول هذا العمل في المقام الأول وفكر في مختلف الأمور التي تلهمك للحصول على حياة أفضل.