المحبة في مكان العمل

لقد حصلت على شهاداتك، وجمعت وثائقك، واكتسبت كافة المهارات التقنية اللازمة واطلعت على المهارات الشخصية اللازمة من أجل التألق في مسيرتك المهنية. لقد تمكنت من السير جيداً في حياتك المهنية ولكنك لا تزال تتساءل هل من الممكن التقدم أكثر؟ ما هو السر الكامن وراء النجاح المستدام؟ هل هناك خلطة سحرية أو مكون سري يمكنك الحصول عليه؟ قد تكون الإجابة الصحيحة على هذا السؤال هي "المحبة". نعم فالمحبة مهمة إلى حد كبير سواء كان ذلك في مكان العمل أو خارجه، فمن المهم جداً أن تختار مشاعرك تجاه مسيرتك المهنية. وبشكل عام إن مشاعرك وتصرفاتك تجاه شيء ما هو خيار يومي. خيار قد يلخص مسيرتك المهنية الخاصة.

حين سألنا المهنيين في استبيان بيت.كوم حول "تغيير المسار المهني وأماكن العمل في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا" عن أكثر ما يشعرون بالشغف تجاهه في مسيرتهم المهنية، أجاب 21,4% منهم الى أنه عملهم، في حين صرح 21,4% الى انه مجال العمل. في الواقع، يشعر 15,6% من المهنيين أن فريق العمل وبيئة العمل عاملان أساسيان في ما يتعلق بالمسيرة المهنية و8,3% قالوا أن الشركة التي يعملون بها هي التي شجعتهم على البقاء فيها، وأشار 5,1% الى انهم لم يودوا ترك عملهم لأنهم يحبون العمل مع مديرهم.

يقدم لك بيت.كوم في مايلي بعض النصائح كي تتمكن من تعزيز قوة المحبة في مكان العمل:

الدور الوظيفي

غالباً ما تسمع أقاويل حول ان الدور الوظيفي هو ما تقوم به انت شخصياً ونحن نشدد على ذلك. استخدم مخيلتك، وابداعك ومبادراتك كي تجد حلول جديدة ومبتكرة للمشاكل القديمة إن كنت ترى أن وظيفتك مملة وروتينية الى حد ما. مهما كان دورك الوظيفي محصوراً يوجد على الدوام فرصة للمناورة، والتحسين والإبتكار. تذكر ان الوصف الوظيفي، والعمليات والإجراءات موجودة لإرشادك وليس لتقييد تطورك المهني ونموك. حدد الطريقة الأفضل التي يمكنك من خلالها استخدام مهاراتك لتعزيز أدائك وصقل مهاراتك كي تتمتع بالمزيد من الثقة والتحكم. فبحسب استبيان بيت.كوم، أشار 83% من المهنيين الى انهم يشعرون بالحدي في وظيفتهم. فالتحدي قد يساعدك على تعزيز مستوى التزامك بالوظيفة. وغالباً ما يعيق الخوف من الفشل أو نقص المهارات القيادية، تقدم المهنيين وحبهم للعمل، لذا لا تخف من الفشل وركز على هدفك وقم بالمخاطرات المدروسة كي تتمكن من تحقيق ما تريده وكي تجعل مسيرتك أكثر تشويقاً واهتماماً وخاصة بك الى حد كبير.

الشركة

إن كنت لا تحب الشركة التي تعمل بها فأنت على الأرجح تضر الشركة وتضر نفسك على حد سواء. اسأل نفسك من هو المهني الذي كنت لتود توظيفه إن كنت تملك شركة خاصة بك. لا بد من أن الوفاء والمحبة تجاه الشركة أمران أساسيان على لائحة متطلباتك. فبدلاً من أن تمتنع عن حب الشركة، حاول أن تفهم ما الذي يحول دون حصول ذلك وأن تعالج كافة المشاكل العالقة. كن المهني الذي تود العمل معه وابدأ باستيعاب جدول الشركة، ودورك الوظيفي والأمور التي من شأنها تعزيز محبتك للشركة وافتخارك بالعمل فيها.

فريق العمل

قبل أن تبدأ باتهام فريق العمل بالإفتقار الى المهنية، اسأل نفسك إن كان عدم شعورك بالأمان والتنافسية هو الذي يتسبب بانزعاجك. فقدرتك على التأقلم مع زملائك في العمل والأشخاص بشكل عام ستكون أهم عاملاً لنجاحك لذا إن كانت تصرفاتك سلبية على الدوام، عليك أن تغيرها في أسرع وقت ممكن. تعلم كيف تحب مديرك وزملائك في العمل من خلال تفهم خلفيتهم ومحيطهم. إن كان زملاؤك في العمل غير مهنيين أو يفتقرون للأخلاق فسيكون من الصعب عليك البقاء في عملك، ولكن إن تمعنت في الموضوع، واكتشفت أنك أنت شخصياً سبب عدم الراحة عليك أن تعمل على تحسين نفسك وتصرفاتك. فالعلاقة الجيدة في مكان العمل تخفف من حدة التوتر، وتحسن صحتك العقلية وتعزز إنتاجيتك ونجاحك. فبحسب استبيان بيت.كوم، 73,2% من المهنيين في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا على علاقة جيدة مع زملائهم في العمل. وفي استبيان آخر صرح 18% من المهنيين بأن أكثر ما يحبونه في وظيفتهم الحالية هو الإدارة أو فريق العمل، في حين أشار 13,5% منهم الى أن ثقافة العمل هي المفضلة لديهم.

بيئة العمل

غالباً ما يلوم المهني السيء أدوات العمل ويكون هذا المهني عائقاً في أي بيئة عمل كانت. اقترح انت بنفسك بعض التغييرات على مكان العمل. اكتشف الأمور التي ستجعلك أكثر سعادة في مكان العمل واقترح على زملائك التغييرات التي تساعد على تحسين بيئة العمل إن كان ذلك من خلال إعادة التدوير، أو النشاطات الرياضية لفريق العمل، أو تحسين الإضاءة في المكتب، أو تجهيز المخزن بشكل أفضل، أو إدارة أفضل، أو المزيد من التواصل في الشركة. تذكر أن البيئة السليمة هي عامل أساسي لنجاح فريق العمل، لذا خذ على عاتقك مهمة تحسين بيئة العمل لتنال رضا الجميع.

المنتجات والخدمات

قد لا تكون مهنياً لامعاً أو من الطراز الأول ولكن أهم أصول الشركة هي الأشخاص العاملون فيها؛ فالشركة تعتمد على فريق العمل من أجل التسويق منتج ما والمحافظة على صورة علامتها التجارية. إن كنت لا تحب منتجات شركتك وخدماتها، عليك أن تتواصل مع فريق المنتجات وتحاول أن تشرح لهم كيف يمكنهم تحسين تلك المنتجات. إن كنت غير قادر على تقبل المنتجات على الإطلاق، سيؤدي ذلك إلى تراجع إنتاجيتك وتصرفات سلبية تلفت انتباه كافة العاملين في الشركة والعملاء على حد سواء. فليس هناك أسوأ من المواقف والتصرفات السيئة للتسبب بعدم بيع المنتجات. إن لم تتمكن من رؤية جمال المنتجات التي تبيعها الشركة والشعور بالشغف تجاه قيمة تلك المنتجات وخصائصها وفوائدها عليك أن تقوم ببعض التدريبات وتحاول إعادة ترتيب قيمك مع قيم الشركة بأقصى سرعة ممكنة. فإن كنت غير مقتنع بالمنتج فتأكد من أن العملاء لن يتمكنوا من تقبله بدورهم ايضاً.

نفسك

متى كانت آخر مرة تساءلت فيها عن قيمك وما الذي يتعين عليك القيام به كي تنعكس تلك القيم وتنال احترام الجميع في مكان العمل؟ إن كنت متصالحاً مع نفسك، ستكون السعادة في متناول يديك. قيّم اليوم الأمور التي من شأنها تعزيز مصالحتك مع نفسك وابدأ باتخاذ التدابير لتحقيق ذلك. قد يكون ذلك من خلال المزيد من التمارين، والمزيد من القراءة، وتوازن أفضل بين الحياة والعمل، وعلاقات اجتماعية أفضل مع أصدقائك وعائلتك. فقد أشارت دراسة بيت.كوم حول "إندفاع الموظفين في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا" الى انه وعلى الرغم من أن التقدير هو من أهم المحفزات بالنسبة للموظفين، ففرص التدريب والتطور وفرص التقدم المهني هي عوامل أساسية أيضاً. تأكد من انك تستثمر في نفسك باستمرار واجعل السلام الداخلي الذي تتمتع به يظهر في المزيد من المحبة في مختلف علاقاتك وحياتك، بما في ذلك مكان العمل.

Zeina Issa
  • قام بإعلانها Zeina Issa - ‏06/06/2016
  • آخر تحديث: 06/06/2016
  • قام بإعلانها Zeina Issa - ‏06/06/2016
  • آخر تحديث: 06/06/2016
تعليقات
(0)