سؤال الباحث عن عمل: قد يبدو سؤالي غريباً بعض الشيء ولكني أشعر على الدوام بالتوتر حيال عملي. فكثيراً ما اسمع أن إيجاد الوظيفة التي أحبها هي الطريقة الأنسب لتحقيق السعادة الأبدية. أنا لا أعني بذلك انني لا أحب عملي ولكنني كثيراً ما أعاني من تقلبات على هذا الصعيد. في البداية، كان ذلك شيئاً طبيعياً ولكن عندما بدأت أسمع تعليقات على هذا الموضوع، بدأت أشكك في الأمر. هل يمكن للمرء ان يحب عمله؟ وكيف أعلم ما إذا كنت قد وجدت الوظيفة التي تناسبني؟
جواب خبير الموارد البشرية من بيت.كوم: إن السعي الى تحقيق الكمال والسعادة الأبدية هو المسار المؤكد للبؤس الأبدي. وللأسف نحن في مجتمعنا نتطلع دائما الى الكمال أو "عالم الخيال المثالي". يميل معظم الأشخاص الى الخلط ما بين عالم الخيال المثالي والطموح. في الواقع، الطموح هو الذي يحفزك على القيام بأفضل ما لديك والإجتهاد في العمل من أجل تحقيق هدف واضح ومحدد، أما المثالية فقد تشعرك بعدم الرضا تجاه وضعك الحالي وتدفعك الى البحث عن شيء أفضل ولكن مجهول الى حد ما.
نقدم لك في ما يلي النصائح التي ستساعدك على تقييم وظيفتك بشكل أفضل وتقبلها:
لا يتعين عليك ان تحب وظيفتك في كافة الأوقات – يكفي أن تحبها في معظم الأيام: خصص بعض الدقائق للتفكير في كافة الأمور التي تحب ان تقوم بها في الحياة. قد تحب الرقص، أو لعب التنس، ومشاهدة التلفاز، والقيام بنزهات طويلة سيراً على الأقدام أو الطيران المظلي ولكنك لن تفكر في جعل أي من تلك الهوايات وظيفتك الأساسية. لماذا؟ لأنه من المفضل ان تبقى بعض الأشياء في الحياة هوايات تلجأ اليها في أوقات فراغك أو للهروب من الروتين اليومي وبخاصة بعد أيام العمل الشاقة. تخيّل للحظة أن هوايتك المفضلة أو أكثر ما تحبه هو وظيفتك الحالية وتفرض عليك التزامات معينة وجدول عمل محدد والتعامل مع مدير؛ سيكون ذلك محبطاً ومخيباً للآمال من دون أدنى شك.
وكي تتمكن من مواجهة الضغط الإجتماعي:
كن ممتناً: اعلم اننا جميعنا نعاني من التقلبات في ما يتعلق بالعمل. فبعض الأيام تكون مشرقة وسعيدة وبعض الأيام الأخرى حزينة ومليئة باليأس. ولكن كل ذلك طبيعي. انظر الى عدد الأشخاص العاطلين عن العمل الذين يعانون يومياً من أجل الاضطلاع بالتزاماتهم تجاه عائلاتهم وأنفسهم. كن ممتناً لعائلتك، وصحتك، ومديرك المتفهم، وزملائك الذين يدعمونك وفرص التطور على الصعيد الشخصي والعملي المتاحة أمامك.
فكّر بإيجابية: كن ايجابياً وستتمكن من التألق. فبدلاً من السماح لمن حولك بإثباط عزيمتك في أصعب الأوقات وبعد يوم عمل شاق، قم بإلهامهم من خلال نشر ايجابيتك. ابتسم وفكر بأن غداً سيكون يوماً أفضل. فكل يوم هو بمثابة فرصة للبدء من جديد.
تمتع بالطموح: اطمح للأفضل. تمتع بالبصيرة وتخيّل المكانة التي ستصل اليها في خلال 5 أو 10 سنوات واعمل على تحقيق أهدافك. لا تضلّ طريقك، اعرف ما الذي تريده وتمتع بثقة بالنفس واعمل على تحقيق أهدافك من خلال العمل الشاق، والمثابرة والعزيمة.
حظاً سعيداً!