يصعب اليوم على أصحاب العمل الاحتفاظ بالموظفين العاملين لديهم وبخاصة الموظفين المتميزين والموهوبين، وهذا ما أشار اليه إستبيان بيت.كوم حول "الإحتفاظ بالموظفين في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا" (فبراير 2013). في الواقع، إن 60.2% من المشاركين في الإستبيان أشاروا الى أن الاحتفاظ بالموظفين اليوم هو أقل مقارنة بالأجيال السابقة. بالإضافة الى أن 76% من المشاركين أفادوا بأن معدل تغيير الموظفين في شركاتهم هو مرتفع مع تصريح 44.7% بانه "مرتفع جداً".
إن الأرقام المذكورة سابقاً تثير قلق العاملين في مجال التوظيف وبخاصة إذا أخذنا في عين الإعتبار أن 54.7% من المهنيين في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا الشمالية يودون ترك وظائفهم على الفور. وإن كنت تتساءل لماذا فالجواب هو ان 45.2% من الموظفين في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا الشمالية يشعرون بعدم الرضا عن رواتبهم.
ويصعب عادة على صاحب العمل تقبل إستقالة العاملين لديه خاصة ان كانوا من أفضل المواهب. وعلى الرغم من صعوبة الموقف، إلا انه يتعين علي الشركات مواجهته في مرحلة ما. لذا كيف يمكنك ضمان عدم خسارة أفضل الموظفين؟ يقدم لك بيت.كوم في ما يلي خمس وسائل من شأنها مساعدتك على الإحتفاظ بأفضل الموظفين لأطول فترة ممكنة:
1- العمل مهم ولكنه ليس الأهم
لا يمكن للشركات تجاهل ضرورة توفير التوازن بين الحياة والعمل للموظفين العاملين لديها. وفي ما يتعلق بالإندفاع، فقد أظهر استبيان بيت.كوم حول "إندفاع الموظفين في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا" (يناير 2013) ان التوازن بين العمل والحياة هو العامل الأهم لتحفيز الموظفين في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا الشمالية.
ان تأمين هذا التوازن للموظفين لديك ليس بالأمر الصعب فهو يتطلب إجراء تغييرات بسيطة وسهلة كاعتماد ساعات عمل مرنة، ودوام جزئي والسماح لهم بالعمل عن بعد، بالإضافة الى تقديم إجازة مطولة للذين يعملون في الشركة منذ مدة طويلة جداً وللآباء والأمهات الجدد. في الواقع، أشار 22.7% من المشاركين في إستبيان بيت.كوم حول "التوازن بين العمل والحياة في الشرق الأوسط" (سبتمبر 2012) الى أن التمتع بجدول أعمال مرن بنفس عدد ساعات العمل سيحل مشاكلهم الوظيفية في حين يفضل 10.4% العمل من المنزل.
لذا قم بكل ما يتطلبه الأمر من أجل إحترام إحتياجات الموظفين وتلبيتها وذلك ضمن إطار ممارسات الاعمال السليمة.
2- تقديم رواتب تنافسية
أفاد إستبيان بيت.كوم حول "الإحتفاظ بالموظفين في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا" بأن 26.6% من الموظفين في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا الشمالية يعتبرون تقديم رواتب وفوائد أكثر تنافسية العامل الأهم للاحتفاظ بالموظفين. وعلى نحو مماثل، وبحسب إستبيان بيت.كوم حول "الرضا الوظيفي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا" (نوفمبر2012) أشار 31.6% من المهنيين الى أن راتبهم الشهري هو أكثر ما يرغبون في تغييره في وظائفهم في حين أفاد 16.1% من المشاركين في إستبيان بيت.كوم حول "التوازن بين العمل والحياة في الشرق الأوسط" بأن الراتب المنخفض هو المصدر الأساسي للتوتر في العمل.
لذا إن كنت تود الاحتفاظ بأصحاب المواهب لديك، يتعين عليك التفكير باستراتيجية مكافآت مختلفة. ويمكنك القيام بذلك من خلال تقديم لهم الرواتب التنافسية في مجال عملهم. فزيادة الراتب تعني المزيد من الإنتاجية وتحقيق نتائج متميزة.
3- الإصغاء الى الموظفين
يعد الإصغاء الى آراء الموظفين وتعليقاتهم الوسيلة الأفضل لضمان اكتساب احترامهم وثقتهم. استمع لم يودون تقديمه من أجل تطوير الأعمال والى آرائهم ورؤيتهم حول تحسين العمل وأين يرون أنفسهم في كل هذه التطورات والتغييرات. فإتاحة الفرصة أمامهم لمشاركة أفكارهم وآرائهم واتخاذ القرارات المرتبطة بأدوارهم الوظيفية تعد من أهم العوامل لتحفيزهم وزيادة ثقتهم بأنفسهم وتعزيز ولائهم تجاه عملهم.
4- الإعتراف بجهود الموظفين
يعتبر الإثناء المستمر على جهود الموظفين وإنجازاتهم من العوامل الأساسية التي من شأنها رفع معنوياتهم. في الواقع، أشار 17.7% من المشاركين في إستبيان بيت.كوم حول "الإحتفاظ بالموظفين في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا" الى أن تقدير الأداء الجيد هو من أهم عوامل الإحتفاظ بالموظفين، في حين أفاد 47% من المشاركين في إستبيان بيت.كوم حول "إندفاع الموظفين في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا" بأن تقدير الجهود والإنجازات هي من المحفزات الأهم للموظفين.
لذا من المهم جداً تقديم التعليقات البناءة والإيجابية وذلك بشكل مستمر بهدف تحفيز الموظفين وتشجيعهم وإرشادهم. فكلمة تقدير للعمل الجيد قد ترفع معنويات الموظف الى حد كبير.
والشركات التي تعترف بمساهمات الموظفين وتقدرها على الدوام وبانتظام تمكنت من التخلص من الأسباب الرئيسية لتبدل الموظفين.
5- التدريب
يميل الموظفون عادة الى بذل المزيد من الجهود في عملهم حين يشعرون بتقدير الشركة لعملهم. لذا إن أقدمت على الاستثمار في الموظفين (من خلال الدورات التدريبية، والحلقات الدراسية، وتطوير المهارت وغيرها) وقمت بتلبية إحتياجاتهم المهنية، فسيقدرون ذلك وسيستثمرون بدورهم في عملهم مما سيرفع من إنتاجيتهم وسيعزز إلتزامهم بوظيفتهم أكثر فأكثر.
أتمنى أن تساعدك هذه المدونة في إعادة النظر في وسائل الإحتفاظ بأفضل المواهب لديك، من خلال تعزيز ولاء الموظفين تجاه الشركة ورفع معنوياتهم وتحفيزهم والتخلي عن تكاليف الإعلانات عن الوظائف وإجراء الأبحاث ومقابلات العمل وتدريب الموظفين الجدد التي تنتج عن نسبة تبدل عالية للموظفين.
إن كانت لديك أية نصائح أخرى حول الإحتفاظ بأفضل المواهب لديك، لا تتردد في إضافتها الى فقرة التعليقات أدناه!