يقال ان غنى النفس خير من غنى المال. كيف تقوم انت بقياس ثروتك؟ هل تتمثل بما تملكه أم بما انت عليه؟ هل هي ممتلكاتك أو القيمة والرضا المستمدين منها؟ هل ثروتك هي ما تملكه في دفتر حساباتك أم هي صحتك، أوعافيتك، وقدراتك، وضميرك، ورضاك، وحريتك، وراحتك؟ هل ستكون غنياً بتعريفك الخاص حتى ولو فقدت فجأةً أموالك كافة؟ إن كانت هذه الأسئلة تجعلك تبتسم فقد تكون غنياً أكثر مما تظن. يقدم لك فريق بيت.كوم من الخبراء المهنيين في ما يلي خمس خطوات لمساعدتك على تحديد ثروتك الحقيقية وزيادتها وتعزيز راحتك
قم بقياس ثروتك الكليّة انظر الى ثروتك وكأنها مجموعة من الأشياء الملموسة وغير الملموسة وانت الذي يتحكم بها. قد تتضمن الأشياء الملموسة صافي أموالك التي تملكها في البنك وقيمة الأصول الثابتة والتي تتضمن الإستثمارات، والمنازل، والسيارات، والأثاثات، والتحف الفنية، والمجوهرات وغيرها. ويمكنك إضافة عدد كبير من الأشياء الغير ملموسة بالإستناد الى أهميتها وقيمتها بالنسبة اليك. وتتضمن هذه الأشياء الصحة، والعائلة، والأصدقاء، والمركز الإجتماعي، والمهارات الشخصية، والكفاءة، ووقت الفراغ، والضمير الحي، وثروة الروح، والإبداع والقدرة على متابعة نشاطاتك وهواياتك، وحرية السفر، والعيش والعمل في المكان الذي تختاره. وسيتبين لك كيف أن الأشياء الملموسة وغير الملموسة تكمّل بعضها الا ان متغيرات الثروة غير المالية تتمتع بوقع وتأثير أكبر وهي تمكنك من عيش حياة غنية ومُرضية
استثمر في ذاتك ما إن تقوم بتحديد ما هي ثروتك على مقاييس أوسع يمكنك الإطلاع على كيفية تأثير المتغيرات على بعضها البعض واختيار تلك التي تود الاستثما بها. لا تنسى أن الثروة الشخصية كناية عن هدف يمكنك التحكم به بالكامل ما إن تقوم بتحديد كيفية مقاربة خطتك. حدد الأمور المميزة التي تود التركيز عليها. فقد تجد على سبيل المثال أن معالجة مشكلة الوزن لديك تساعدك على تحسين صحتك وعافيتك ولياقتك البدنية وانتاجيتك في العمل وبالتالي تساهم في تعزيز مكافآتك المالية. أو قد تود التركيز على اكتساب مهارات إضافية. لذا قم بإعداد لائحة بالمهارات التي أنت بحاجة اليها في العمل الذي يستهويك واتخذ الإجراءات اللازمة من أجل تحسين نقاط الضعف لديك تدريجياً. ولا تنسى أن مهاراتك هي في الكثير من الأحيان مهارات متعددة الفوائد وإن قمت بتطويرها وتغذيتها كما يجب، ستساعدك على النمو أكثر فأكثر في مكان العمل وتساهم في زيادة انتاجيتك وتساعدك على تحقيق النجاح
انتهج مقاربة طويلة الأمد إزاء الإستثمارات الخاصة بك عندما تستثمر في ذاتك، ليكن ذلك على المدى البعيد، وتذكر أنه يتعين عليك التعامل مع التعلّم وكأنه اجتهاد لمدى الحياة وكذلك الأمر بالنسبة للسعي وراء المتغييرات الأخرى التي تؤثر على رفاهيتك وراحتك والروابط العائلة والإجتماعية والمركز الإجتماعي وغيرها. اختر اين تود ان تكون في خلال السنوات الثلاثة أو الخمسة أو العشرة القادمة، حدد المسار الذي تود سلوكه وتخيله واعمل جاهداً كي تتمكن من تحقيق هدفك مهما كلّف الأمر. وإن كان هدفك هو امتلاك قصر ضخم وثمين في المدينة التي تحلم بها فسيتعين عليك أن تبدأ بالتخطيط لكيفية تحقيق أهدافك المالية التي تحتاجها لعيش الحياة التي تريدها وللحصول على المهارات الجديدة المطلوبة واللازمة لتحقيق الأرباح المالية. خطط بشكل مسبق وبذكاء. وقد تكون تسعى للتمتع بالمزيد من وقت الفراغ من أجل ممارسة هواياتك كالرسم، أو كتابة الشعر وصناعة الفخار. وفي حال كان هدفك التمتع بصحة أفضل، فسيتوجب عليك الإلتزام بمهنة أقل توتراً أو انتهاج ممارسات معينة تؤدي الى حياة أفضل أو الإنتقال ال مكان يتمتع بمناخ أفضل. في الواقع، من المهم جدا ان تقيّم وضعك الحالي وان تقارنه بما تود تحقيقه في المستقبل وتذكر ان الوقت لا يفوت لكي تبدأ بالإستثمار في ذاتك من أجل تحقيق أهدافك
قللّ من الخسائر حيث تدعو الحاجة لذلك يعترف كل شخص ناجح بان سر النجاح يكمن في عدم الخوف من الفشل. لذا توقف للحظات وقيّم وضعك باستمرار. إن كان المسار الذي تسلكه لا يفيدك من ناحية تحقيق النمو على الصعيد الشخصي فلا تخف من تغييره بعد أن تقوم بتحديد السلبيات والإيجابيات وبتقييم الخسائر التي قد تتكبدها نتيجة هذا التغيير. قد يكون الوقت قد حان كي تترك الوظيفة التي شكلت عائقاً أمامك لسنوات، أو لإكتساب الثقة، والمعرفة والمهارات التي تحتاجها من أجل التفاوض على دور أو بيئة عمل أفضل. كما ان نمط الحياة الذي يجعلك منهكاً ومتعباً وغير سعيداً على الدوام قد يتطلب القليل من الإستراحة لإسترداد النشاط والحيوية من خلال التركيز على الأمور التي تجاهلتها في السابق وتقدير تلك التي لم تقدرها كما يجب
توقف لبرهة واستمتع بحياتك إن وقت الفراغ الذي تتمتع به وحرية قضاءه بالطريقة التي تناسبك هو نوع من الترف يطمح الجميع الوصول اليه والقليل منهم يتمتع به نظراً الى متطلبات الحياة اليومية الجسدية والفكرية. ابذل قصارى جهدك للتوقف والإستمتاع بالنعم التي قدمتها لك الحياة. استفد من تلك اللحظات الثمينة من أجل التأمل والتفكير بقيمك وأحلامك بالإضافة الى قضاء بعض الوقت مع العائلة ووالأصدقاء وفي الطبيعة وبتجانس مع العالم الذي يدور من حولك. لا تدع لحظات الرفاه هذه تمر دون أن تقدرها لما هي عليه فهذه اللحظات هي بحد ذاتها ثروة شخصية