يُوفر العمل عن بُعد العديد من المزايا للموظفين، منها تقليل التكاليف وزيادة المرونة، وغالبًا ما يتم الحديث عن تلك المزايا وتجاهل الحديث عن المزايا التي يوفرها لأصحاب العمل، على الرغم من كثرتها. لذا، دعنا نتعرّف على بعضٍ منها:
لقد بات العمل عن بُعد الخيار المُفضل للعديد من الباحثين عن عمل، مما يعني أنك ستحظى بعددٍ كبير من الكفاءات المُتميزة للاختيار من بينها في حال كنت تبحث عن موظفين للعمل عن بُعد. فمثلًا، قد تقوم إحدى الشركات بإجراء مقابلات مع بعض المرشّحين لوظيفةٍ ما ومن ثم اختيار المرشّح الأفضل من بينهم وتدريبه للعمل بالشركة، وبعد الانتهاء من جميع المراحل السابقة، قد يستغنى ذلك المرشّح عن العمل مقابل عرض عمل آخر مع شركة توفر خيار العمل عن بُعد. وبالتالي، ستخسر الشركة المزيد من التكاليف. وللأسف، يتكرر هذا السيناريو كثيرًا، حيث صرّحت العديد من الكفاءات عدة مرات بأنها تُفضل قبول عرضٍ للعمل عن بُعد بأجرٍ منخفض على عرضٍ للعمل من المكتب.
لذلك، تحد أساليب العمل التقليدية من عدد الكفاءات التي يُمكنك الوصول لها عند تعيين الموظفين. بينما إذا قمت بتوفير فرص للعمل عن بُعد،
ستتمكن من الوصول إلى مجموعة أكبر من الكفاءات واختيار المرشّح المثالي من بينها. كما ستتمكن أيضًا من الوصول إلى المرشحين الذين يمتلكون مهارات مميزة، مثل إتقان لغة معينة أو خبرة التعامل مع برامج حاسوب معينة.
يستطيع الموظفين توفير حوالي 3500 دولار سنويًا من خلال العمل عن بُعد، ولكن هل يُساهم العمل عن بُعد في تقليل تكاليف الشركات التي تُوظف هؤلاء الموظفين؟ الإجابة نعم بكل تأكيد! وذلك من خلال توفير نفقات المرافق، واللوازم المكتبية، وشراء أجهزة وأدوات للشركة، بالإضافة إلى نفقات فواتير الإنترنت الشهرية، واستئجار أو شراء مساحة مكتبية، وصيانة المكاتب وغير ذلك من النفقات. حيث أن العمل عن بُعد لا يتطلب سوى تزويد موظفيك بجهاز حاسوب محمول وبعض الأدوات الأساسية الأخرى. كما يُمكنك أن تطلب منهم العمل على أجهزتهم الشخصية، حيث لا يُشكل طلب كهذا مشكلةً بالنسبة لهم.
إن الرضا الوظيفي هو أحد أهم الأسباب التي تدفع موظفيك للتركيز على مهامهم ومواصلة العمل في شركتك، حيث يُعد العمل عن بُعد استراتيجية فعّالة للاحتفاظ بالكفاءات المُتميزة وتقليل معدل دوران الموظفين الذي يدفع شركتك لإهدار الوقت والمال.
إليك بعض النصائح للاحتفاظ بالموظفين العاملين عن بُعد:
إن أحد أهم الأسباب التي ساهمت في زيادة إنتاجية الموظفين عن بُعد هو قدرتهم على اختيار بيئة العمل التي تُناسبهم، حيث أظهرت العديد من الدراسات وجود علاقة واضحة بين بيئة العمل والإنتاجية. ومن أبرزها تلك الدراسة التي أجرتها مجلة فوربس، والتي خلصت إلى أن الموظفين الذين يتحكمون في تصميم وتنسيق مكاتبهم المنزلية هم أكثر إنتاجية بنسبة تصل إلى 32٪ من أولئك الذين يعملون في مكاتب الشركة التقليدية. فالعمل تحت أشعة الشمس وفي ظل درجة حرارة مثالية، بالإضافة إلى تشغيل الموسيقى والعمل المتواصل في مكتب خالٍ من المشتتات، يساعد الموظفين عن بُعد على التركيز وزيادة الإنتاجية.
وبعد أن ناقشنا مزايا العمل عن بُعد، إليك 4 نصائح لمساعدتك على الاستفادة منه إلى أقصى حد: