ما هو التحصين الوظيفي؟

 

في هذا العصر الرقمي، أصبحت المصطلحات مثل "الاستقالة الصامتة" و"الاستقالة العظمى" شائعة على منصات التواصل الاجتماعي. ولكن هناك مصطلح آخر يكتسب شهرة واسعة: ألا وهو "التحصين الوظيفي" (Career cushioning). قد يكون فهم هذا المفهوم سبيلك للتعامل مع حياتك المهنية بأمان وثقة، سواءً كنت باحثًا عن عمل أو موظفًا. لكن ما هو التحصين الوظيفي بالضبط، وكيف يمكن أن يفيدك؟

لنكتشف ما يعنيه التحصين الوظيفي، وما أهميته، وكيف يمكنك تطبيقه لحماية مستقبلك المهني.

ما هو التحصين الوظيفي؟

يشير التحصين الوظيفي إلى الخطوات الاستباقية التي تتخذها للتحضير للتغيرات أو الاضطرابات المحتملة في وظيفتك. فهي مثل شبكة الأمان التي تحميك مهنيًا. وتتضمن هذه الخطوات تطوير مهاراتك، وتوسيع شبكة معارفك، والحفاظ على خياراتك مفتوحة حتى تكون مستعدًا في حال حدوث أي تغييرات غير متوقعة – مثل الاستغناء عن الموظفين، أو إعادة هيكلة الشركة، أو بيئة العمل السامة.

على عكس البحث التقليدي عن عمل، لا يتعلق التحصين الوظيفي بالبحث المستعجل عن وظيفة جديدة. بل هي عملية مستمرة ومنهجية لضمان جاهزيتك لما قد يأتي بعد ذلك. إنها وسيلة للحفاظ على مرونتك وقدرتك على التكيف بغض النظر عن تقلبات سوق العمل.

 لماذا التحصين الوظيفي مهم؟

سوق العمل غير مستقر. في السنوات الأخيرة، شهدنا كيف يمكن أن تتغير القطاعات سريعًا بسبب التغيرات الاقتصادية والتطورات التكنولوجية والأحداث العالمية. عن طريق التحصين الوظيفي ستحرص على استباق الأحداث بدلًا من إبداء مجرد رد فعل.

إليك لماذا يعتبر التحصين الوظيفي مهمًا:

  • لا توجد ضمانات للأمان الوظيفي: حتى لو كنت في وظيفة مستقرة حاليًا، يمكن أن تتغير الظروف. تقوم الشركات بتقليص عدد الموظفين أو إعادة الهيكلة، وقد يجد الموظفون أنفسهم بدون عمل بشكل مفاجئ.
  • ابقَ مواكبًا لتوجهات السوق: من خلال تحديث مهاراتك باستمرار وتوسيع شبكتك، ستبقى على اطّلاع باحتياجات السوق وقادرًا على التكيف مع التغيرات. يضعك ذلك في المقدمة ويجعلك أكثر جاذبية لأصحاب العمل المحتملين.
  • تقليل القلق والتوتر: حين تضع خطة احتياطية فإنك تقلل بشكل كبير من القلق والتوتر المرتبط بعدم الأمان الوظيفي. عندما تكون مستعدًا لغير المتوقع، تشعر بمزيد من التحكم في حياتك المهنية.
  • انتهاز الفرص الجديدة: يفتح التحصين الوظيفي أيضًا أبوابًا لفرص جديدة. من خلال التواصل، والبقاء على اطلاع، وتطوير مهاراتك، قد تكتشف أدوارًا أو مجالات لم تكن تفكر فيها من قبل.

 كيف تقوم بالتحصين الوظيفي؟

الآن بعد أن فهمت أهمية التحصين الوظيفي، دعنا نتحدث عن كيفية تطبيقه. إليك بعض الخطوات العملية لمساعدتك على البدء:

 حدّث مهاراتك بانتظام

مهاراتك هي أهم ميّزة تملكها. قم بتقييم وتحديث مهاراتك بانتظام للبقاء على ارتباط بمجالك. شارك في الدورات التدريبية عبر الإنترنت، وورش العمل، أو احصل على شهادات تعزز سيرتك الذاتية.

 وسّع شبكتك المهنية

التواصل ليس مجرّد حضور الفعاليات أو جمع بطاقات الأعمال؛ بل يتعلق ببناء علاقات عميقة. ابقَ على اتصال مع زملائك، والمتخصصين في المجال، والموجّهين. قد يؤدي التواصل الصحيح إلى فرص عمل مستقبلية.

ابقَ مطّلعًا على مجالك

تابع أحدث الأخبار والتوجهات والتطورات في مجالك. ابقَ مواكبًا من خلال متابعة القادة الفكريين، والاشتراك في النشرات الإخبارية في المجال، والمشاركة في الندوات عبر الإنترنت.

قم ببناء علامتك الشخصية

علامتك الشخصية هي طريقة تقديمك لنفسك في هذا العالم، سواء عبر الإنترنت أو خارجه. قم ببناء علامة شخصية قوية من خلال مشاركة خبراتك على وسائل التواصل الاجتماعي، أو المساهمة في المدونات، أو التحدث في الفعاليات.

حدّث سيرتك الذاتية وحسابك على بيت.كوم

اجعل من تحديث سيرتك الذاتية وحسابك على بيت.كوم عادة، لتكون جاهزًا دومًا في حال ظهور فرصة غير متوقعة.

استكشف فرص العمل الحر أو المشاريع الجانبية

تعدد مصادر الدخل يمكن أن يوفر لك طبقة حماية إضافية. فكر في العمل الحر أو الاستشارات أو العمل بدوام جزئي بجانب وظيفتك.

خصّص مبلغًا للطوارئ

بالإضافة إلى الاستعداد المهني، الأمان المالي ضروري. قم بإنشاء صندوق طوارئ يغطي نفقاتك لمدة تتراوح بين 3 إلى 6 أشهر.

 طريقة ذكية لتأمين مستقبلك المهني

التحصين الوظيفي لا يجب أن ينجم عن الخوف من فقدان وظيفتك، بل هو موجود لاتخاذ خطوات ذكية واستراتيجية في إدارة حياتك المهنية. فيساعدك على تحصين نفسك بالمهارات والعلاقات والموارد التي تحتاجها للازدهار بغض النظر عمّا قد يحمله المستقبل.

باتخاذ هذه الخطوات الاستباقية، لا تكتفي بتحضير نفسك للانتكاسات المحتملة، بل تقوم بوضع نفسك في موقف للاستفادة من الفرص الجديدة فور ظهورها.

استمر في التقدم واستكشف أحدث الوظائف على بيت.كوم لتحقيق فرصتك الكبيرة القادمة!

 

Natalie Mahmoud Fawzi Al Saad
تعليقات
(0)