هل تعبت وسئمت من العمل في وظائف لا تحفزك؟ هل تشعر بالتوتر بسبب الاستيقاظ للعمل كل يوم لأنك تشعر بأنك لا تحصل على التقدير، أو بسبب التقليل من قيمتك الحقيقية، أو بسبب الشعور بالملل؟
لا تقلق، لست وحدك في هذا.
يتردد صدى هذا الشعور نفسه في أرجاء العالم، بما فيه دولة الإمارات العربية المتحدة. علينا جميعًا أن نعمل، لكن لا يعني أن الوظيفة الأولى أو الثانية أو حتى الثالثة هي التي سنستمر فيها.
وهنا السؤال، كيف تعثر على وظيفة تحبها؟ هل هي موجودة بالفعل؟
دعنا نلقي نظرة على معنى أن تحب وظيفتك، وكيف تجد مهنة الأحلام في أقرب وقت:
لمَ يوجد العديد من الأشخاص غير السعداء في وظائفهم؟
يوجد الكثير من الأسباب المختلفة التي تجعلك تشعر بأنك غير سعيد في وظيفتك، وسيساعد فهم أسبابك الخاصة في تحديد مسارك الوظيفي الأمثل. هنا مجموعة من الأسباب المألوفة التي تؤدي لظهور الشعور بالتعاسة في العمل:
عدم معرفة نفسك
في بعض الأحيان، نتعلم ونلتحق بالعمل بدون التفكير للحظة فقط بشأن ما نريده حقًا. قد يدفعنا الضغط من الزملاء، والحيرة، وكذلك الضغط الذي يمارسه الأهل إلى دراسة مساقات والعمل في وظائف لا تعجبنا في الحقيقة. إن قمت ببعض التأمل الذاتي، من الممكن أن تجد بأن ما يحفزك لا يتواءم مع ما تقوم به من عمل، وهذا يساعدك في معرفة سبب تعاستك في وظيفتك الحالية.
وجهة النظر السلبية
من السهل النظر بسلبية إلى الأمور واعتبار أن وظيفتنا أقل من المهارات التي نتمتع بها، أو أنها مملة أو لا تقدم أي تحفيز. وهنا يجب طرح السؤال التالي: هل جربت كل ما في وسعك في هذه الوظيفة؟ أو هل ناقشت مديرك بشأن ما يمكنك تعلمه في هذه الوظيفة؟ أو هل يمكنك الالتحاق ببرامج تعليمية ضمن الشركة؟ جرب الانطلاق إلى عملك وأنت تتمتع بنظرة جديدة كي ترى شعورك وقتها، إنها خطوة غير مؤذية وفي أفضل الأحوال من الممكن أن تمنحك الشعور بالرضا في وظيفتك.
عدم محبة مديرك أو زملائك
لا شك أنك ستقابل أشخاصًا لا تحبهم في مسيرتك المهنية، لكن الحقيقة أنك إن كنت تشعر بالقلق المطلق بسبب الأشخاص الذين تعمل معهم، فقد حان الوقت لأن تنتقل. يجب ألا يقضي شخص ما وقته كل يوم مع أشخاص يشعر بالكره تجاههم، خاصة إن كانت لديهم سلطة أعلى منه.
الوظيفة غير محفزة
من الممكن أن تكون الوظيفة لا تمنحك أي نوع من الحماسة أو الإثارة، مع العلم أن كل وظيفة لا تقدم الشعور بالحماسة كل يوم. إن شعرت بالملل والخدر الذهني، فقد حان الوقت لترك هذه الوظيفة.
الطريق إلى العمل سيئ للغاية
إن الذهاب يوميًا في نفس الطريق إلى العمل أمر صعب، وهو أمر نقوم به بمعدل 408 ساعات من حياتنا. وهو أسوأ في الكثير من المدن بسبب ساعات الازدحام، وأنظمة الطرقات السيئة ولأن معظم الوظائف تتركز في نفس المنطقة. بعض الطرق باتجاه العمل لا بأس بها إن لم يكن لديك مانع تجاه وظيفتك، والطريق الطويل كذلك لا بأس به إن كنت تحب عملك. أما الطريق الطويل إلى وظيفة لا تحبها بالفعل؟ لا داعي للتفكير هنا.
شح الأهداف
تخبرنا الدراسات أنه ضمن تركيبة حمضنا النووي توجد الحاجة لوجود هدف من العمل الذي نقوم به. مهما كان عملك، سواء أكنت نادلًا يقدم البطاطس المقلية أو تقدم الرعاية والعلاج لمرضى السرطان، فهذا يعني أن لديك شعور بوجود غاية تعود لك. أما إن لم يكن لديك هذا الحس بوجود هدف معين، فمن المرجح أن تشعر بعدم السعادة في وظيفتك.
هذه بعض الأسباب المؤدية لأن يكره الأشخاص وظائفهم. ولكن إن كان يراودك هذا الشعور، تذكر بأنك لست الوحيد الذي يمر بذلك ولا توجد وظيفة تدوم إلى الأبد. يوجد دومًاسبيل للتغيير والمضي قدمًا للعمل فيما تحب حقًا.
كيف تعثر على وظيفة تحبها؟
هنا يمكن القول أنك إن بذلت ما بوسعك في وظيفتك الحالية ولكنك تستمر بالشعور بالملل وبأنك غير مقدّر أو أن لديك اشتياق عميق للإبداع أكثر، فقد حان الوقت للعثور على وظيفة تحبها بالفعل. توجد عدة أساليب للقيام بذلك، ولدينا أفضل خمسة مقترحات لذلك:
تأمل بالذي جذبك بالفطرة وأنت طفل صغير
وهنا الإجابة ليست بالضرورة الأمر الذي برعت فيه، بل الذي أحببت القيام به.هل أحببت العلوم؟ أم كان لديك شغف تجاه الشِّعر؟ هل أحببت لعب دور الطبيب؟ هذه هي الفطرة الطبيعية، ولا تزال الفرص تقبع في تلك الرغبات والمهارات الطبيعية.
تأمل بهواياتك
ما الذي تقوم به في وقت فراغك ويشبع شغفك؟ ليست كل الهوايات عبارة عن أعمال مضجرة، لكن بعض الهوايات تتضمن الأشياء التي نحب القيام بها وتلك التي نبرع فيها. هل تعمل كمتطوع في ملجأ حيوانات في وقت فراغك؟ هل أنت رسام؟ هل تمارس الكثير من التدريبات في النادي الرياضي؟ تشكل هذه المجموعة من الاهتمامات والهوايات طريقة رائعة لمعرفة ما الذي سيسعدك أداؤه مع تلقي المال مقابل القيام به.
ماذا لو لم يكن لديك أية التزامات؟
فكر فيما يمكنك القيام به إن لم يكن لديك فواتير لسدادها وقضاء حياتك في القيام بأي أمر تريده. بغض النظر عن تفكيرك في تلك الاحتفالات والتبذير، كيف سيكون شكل حياتك؟ هل ستسافر كثيرًا؟ أو ستقوم بأعمال خيرية؟ أو ستقضي وقتًا أكثر مع العائلة؟ لا يمكن إنكار أهمية المال عند الحديث عن العمل، إضافة إلى الأمان والأشياء اللطيفة في الحياة، لن يكون المال العامل الرئيسي في اختيار الوظيفة، لأن المال لن يجلب السعادة في آخر المطاف.
ما هي وظيفة أحلامك؟
يبدو السؤال مفاجئًا، بعض الأشخاص يعرفون ما هي وظيفة أحلامهم بالضبط، لكنهم لا يعرفون كيفية الوصول إليها، إن كان الأمر كذلك بالنسبة لك، عليك أن تكون صادقًا مع نفسك بشأنها.
من الممكن أن تكون الفرص بأموال سخية قد اعترضت طريقك، أو أن تدخلات الحياة كانت قوية.
في الحقيقة، إنك تعرف ما الذي تريد أن تقوم به في الحياة، تعتقد في نفسك أن حلمك مستحيل، لكن لا شيء مستحيل. قد يعني الأمر أن تحصل على المزيد من التعليم أو التدريب أو التضحية، والحصول على وظيفة مشابهة تقدم لك نفس التحفيز والأجر، ولكن توجد طريقة ما للوصول إلى مرادك.
اتخاذ الخطوة التالية..
سيتضح أمامك ما الذي ترغب القيام به عند القيام بمراجعة ذاتية. ومن هنا يمكنك اتخاذ الخطوات الضرورية التي تشمل:
عادةً ما تكون الخطوة التالية للقيام بما سبق ذكره هي أن تتجرأ ببساطة وتحلم. يمكنك تحقيق أهدافك إن تأملت الفكرة القائلة بأن لديك المزيد فيما يتعلق بمسارك المهني.
حان الوقت كي تصبح أكثر جرأة وأن تتخذ الخطوة القادمة في مجال التطور الوظيفي، فأنت تستحق ذلك.