تبيّن أنّ سكّان البحرين هم ضمن الأكثر تفاؤلاً في المنطقة تجاه الاقتصاد والسوق الوظيفي مقابل تراجع ملفت في ثقة المستهلكين في دول مجلس التعاون الخليجي بشكل عام، وذلك وفقاً لبحث حديث أجراه مؤخّراً بيت.كوم، أكبر موقع للتوظيف في الشرق الأوسط، بالتعاون مع خبراء YouGovSiraj. فلقد انخفضت ثقة المستهلك بمعدّل تسع نقاط في الإمارات العربيّة المتّحدة، و7 نقاط في قطر، و3 في كلّ من المملكة العربيّة السعوديّة والكويت، وذلك مقارنة بما كانت عليه هذه المعدّلات في يناير/كانون الثاني من العام الجاري. ومن بلدان شمال إفريقيا التي شملها هذا المسح، تبيّن أنّ معدّل الثقة انحدر بنسبة8 نقاط في مصر، في حين شهدت الجزائر تحسّناً ملحوظاً حيث ارتفع مؤشّر ثقة المستهلك نقطتين.
ويشمل مؤشّر ثقة المستهلك قياس توقّعات المستهلك ورضاه، ومختلف عناصر الاقتصاد بما في ذلك التضخّم، وفرص العمل ونفقة المعيشة.
ومن أبرز المظاهر التي تحدّد مؤشّر ثقة المستهلك هو تقييم ما إذا كانت الحالة الماديّة للأشخاص الذين شملتهم الدراسة موضع تحسّن عن العام السابق أو تراجع. كما ويشير البحث إلى أنّ34% من كافّة المشاركين يشعرون بأنّ وضعهم الحاليّ أفضل من العام السابق.
ويبدو أنّ كافّة المجيبين يحافظون على ثقتهم بأنّ اقتصاد بلادهم قد يشهد ازدهاراً خلال عام من الزمن، علماً أنّ نسبة المجيبين المتفائلين أيضاً قد بلغت48% في عُمان، و44% في البحرين. وأمّا الانحدار في المعدّلات التي سُجّلت مُسبقاً من حيث ثقة المستهلكين وتفاؤلهم حيال مستقبلهم فبلغ أقصاه في قطر، في حين انحدر في قطر والإمارات العربية المتّحدة ومصر بمعدّل11 و6 نقاط ونقطتين على التوالي.
وكجزء من البحث، طُلب إلى المشاركين أن يقيّموا المناخ الاقتصادي الحالي بحسب رأيهم الشخصيّ بين جيّد وعاديّ وسيّئ لشراء السلع الاستهلاكيّة. وقد أتت النتيجة الأخيرة سلبيّة بشكل كبير إذ أجاب19% من المشاركين بأنّه وقت مناسب للإنفاق، في حين اعتبره38% من المشاركين سيّئاً. وأمّا بالنسبة إلى البحرين، فقد تبيّن أنّ46% من المجيبين يعتبرون إنّها فترة عادية لشراء السلع، مقابل18% اعتبروا أنّها فترة جيّدة للشراء و29% ارتأوا بأنّها سيّئة. ومن الدول الخليجية، سجّلت قطر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتّحدة المعدّل تقريباً من الذين اعتبروا أنّها فتر ة مؤاتية للشراء.
إلى ذلك، إنّ تردّد البحرينيين في الشراء قد ينتج فرصة محتملة بالنسبة إلى الشركات التي تستثمر خلال موسم الصيف. وبما أنّ المستهلكين سيكونون في انتظار صفقات وعروض أفضل، لا شكّ في أنّ الأصناف والماركات التي تقدّم العروض والحسومات الأفضل ستكون هي الرابحة.
ويقول السيّد ربيع عطايا، الرئيس التنفيذي لبيت.كوم: "يشكّل رأي المستهلك إحدى أهمّ الأدوات التي تعكس السلوكيّات والمشاعر السائدة تجاه الظروف المهنيّة والاقتصادية الحالية في بلد معيّن. ومن خلال مراقبة هذه البيانات، يمكن لقطاعات الصناعة والموظّفين المحترفين كافّة معرفة حقيقة ما يجري من خلال التوقّعات الصحيحة والإفادة منها عن طريق استغلالها لتكهّن الاتّجاهات الأساسيّة وإدراكها وتطوير النشاطات المهنيّة في المستقبل استناداً إلى تلك البيانات وبما يناسبها."
كما ويسعى هذا البحث إلى قياس ثقة الموظفين في عملهم الحالي، والكشف عن مواقفهم الفرديّة تجاه عملهم وقياس نسبة رضاهم تجاه سوق الوظائف المحلّي بشكل عام. في البحرين، رأى46% من المجيبين أنّه وقت مناسب للقيام بالأعمال في حين اعتبر26% بأنّها فترة جيّدة بالنسبة إلى توافر فرص العمل. وقد سجّلت ثقة الموظّفين انحدارات بسيطة جدّاً في قطر والمملكة العربيّة السعوديّة. بينما حقّقت كلّ من الكويت والجزائر تحسّناً تُرجم بخمس نقاط، والجدير بالذكر هو أنّ قطر وعمان سجّلتا النسبة الأعلى من المواقف الإيجابيّة تجاه أحوال الأعمال الحاليّة.
وتناول البحث أيضاً مدى رضا المجيبين بالأجور والمكافآت التي يتقاضونها في عملهم حيث أشار إلى أنّ19% منهم قالوا إنّ أجورهم ارتفعت لتواكب غلاء نفقة المعيشة، في حين تبيّن أنّ الأغلبيّة الساحقة والتي بلغت63% لم تعد أجورها تناسب نفقة المعيشة، حيث كانت النسبة62% في البحرين، مقارنة مع66% في السعودية و59% في قطر. وفي هذا الإطار، بلغت نسب عدم الرضا ذروتها في بلدان المشرق في الأردن وسوريا ولبنان.
وعلى ذلك علّق السيّد نسيم غريّب، الرئيس التنفيذي لYouGovSiraj، قائلاً: "بشكل عامّ، قد لا تكون المؤشّرات المنحدرة دليلاً على الأداء الاقتصادي ولكنّها قد تكون بمثابة مرآة لآثار التضخّم واسعة الانتشار. ويمكن لذلك أن يتسبّب بالضغوط على أصناف الدرجة الأولى لاسيّما وأنّ الظروف تدفع بالمستهلك إلى البحث عن عروض ذ ات قيمة أفضل. وأحد الاتّجاهات المحتمل نشوؤها نتيجة لاستمرار معدّلات التضخّم العالية قد يكون نموّ أصناف (ماركات) الأسعار المخفّضة. والملفت هو أنّ معظم البلدان المتطوّرة تشهد هذه الظاهرة حيث يبحث المستهلكون عن الأصناف التي تقدّم القيمة الأفضل مقابل المال."
وأضاف السيّد غريّب قائلاً: "على الصعيد الوظيفي، كان الانحدار الأضخم من ناحية توافر الوظائف المُرتقبة في قطر والإمارات العربيّة المتّحدة، ما يشير إلى الأفكار السائدة في أنّ الحصول على وظائف في المنطقة قد ازداد صعوبة. غير أن البحرين أظهرت تفاؤلاً كبيرا تجاه توافر الوظائف خلال العام القادم مع نسبة تأييد46% مقابل36% في الكويت."
وأردف السيّد عطايا قائلاً: "إنّ المساهمين في قطاع الموارد البشريّة ومواقع التوظيف الإلكترونيّة مثل بيت.كوم يمكنهم الإفادة بشكل كبير من بيانات مماثلة إذ توفّر لهم توقّعات مفصّلة حول حقيقة ما يشعره سكّان المنطقة حول الوضع الراهن في بلادهم. وممّا لا شكّ فيه هو أنّ هذه البيانات المؤاتية والتي تعكس الفترة التي أُجريت فيها تساعد كافّة الأشخاص العاملين في قطاع التوظيف والمهتمّين به على فهم ما يشعره الموظفون تجاه عملهم، وإمكانيّات نموّهم المهنيّ ومعدّلات رواتبهم، بالإضافة إلى أنّه بمثابة محفّز قيّم يحثّ على التبدّل الإيجابي."
ونلفت إلى أنّ كافّة البيانات الخاصّة بالمسح الخاص بقياس ثقة المستهلك مايو2008 قد تمّ جمعها عبر الإنترنت بين7 أبريل و18 مايو2008. وقد بلغ عدد المشاركين في هذا المسح13026 مشاركاً من الرجال والنساء البالغين بين20 و62 عاماً من مختلف الجنسيّات التي تعيش في الإمارات العربيّة المتحدة والمملكة العربيّة السعودية وقطر وعمان والكويت والبحرين وسوريا والأردن ولبنان ومصر والمغرب وتونس والجزائر وباكستان، علماً أنّ التقرير الكامل إضافة إلى المعلومات الدقيقة والخاصّة بالبلدان كافّة وما إلى ذلك من أبحاث الموارد البشريّة متوافرة عبر الإنترنت على موقع www.bayt.com.