خلال "منتدى البحرنة" الذي نظّمه بيت.كوم مؤخراً، دعا روّاد عالم الإعمال في البحرين إلى اتخاذ خطوةٍ جماعية تهدف إلى زيادة المشاركة المحلية عبر إتباع إستراتيجية محددة تشمل تدريب و تطوير الموظفين بشكل يخدم السوق البحرينة. كما توصل المجتمعون إلى أن تشجيع البحرنين على التنويع في طبيعة الوظائف التي يعملون بها بحيث تكون خارجة عن إطار الوظائف "الآمنة" في القطاع العام و الوظائف في القطاعات التقليدية كالنفط و الغاز في وقت يتم فيه إتباع سياسات جازمة تقلل من نسبة ترك الموظفين لعملهم سيكون من المحاور الأساسية في الحفاظ على الأفضلية التنافسية في الأقتصاد البحريني النشط.
كما شكّل منتدى "البحرنة" الذي نظّمه موقع بيت.كوم منفذاً للمجتمعين للتعبير عن آرائهم وتبادل المعلومات حول العوامل الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي تؤثّر على الثروة البشرية وتحدّد الاستراتيجيات المتعلّقة بالموارد البشرية في المؤسسات الإقليمية.
إلى ذلك، وجد المنتدى أنّه ثمّة تحدّيات عديدة تواجه حركة "البحرنة" فنسبة معدل إبدال الموظفين لوظائفهم المرتفعة للغاية تؤثّر على جميع المؤسسات إلى جانب تدني نسبة وفاء الموظفين لعملهم. وما يضاعف تأثير نسب مغادرة الموظفين لعملهم على الشركات، هو النقص العام في عدد المواطنين البحرينيين المتعلّمين والمدرّبين بشكلٍ مناسب. فقد بدا أنّ المعاهد والجامعات لا تفعل ما بوسعها لتزويد القوى العاملة المحتملة بتنشئة تشجّع على بناء حياةٍ مهنية.
و وضح السيّد دان ستيوارت من بيت.كوم الموضوع قائلاً: "إنّ احد التحديات الأساسية التي تواجهها المؤسسات الخاصة في سوق العمل البحريني هو مشكلة الاحتفاظ بأهمّ ما تملك أي موظّفيها وتحفيزهم وتطويرهم." وأردف: "يُعتبر هذا واقعاً في البحرين حيث يبقى التدريب والإعداد للحياة المهنية غير كافيين ولا يلبّيان حاجات ومتطلّبات سوق الوظائف البحريني. وبالتالي، يجب معالجة هذا المسألة بغية دفع أعدادٍ أكبر من المواطنين البحرينيين إلى سوق العمل."
انعكست أهمية تدريب الموظفين وتطويرهم في بحثٍ مستقلّ أجراه موقع بيت.كوم وYouGovSiraj مؤخراً حول ثقة المستهلك في المنطقة حيث بيّن التقرير (المتوفر على موقع www.Bayt.com) الذي أُعدّ في شهر مايو حول مؤشر ثقة المستهلك2008، تدنّي مستويات الرضى تجاه فرص العمل في البحرين. إذ أن21% فقط من المجيبين أعربوا عن رضاهم بعملهم الحاليّ وبمستقبلهم المهنيّ، في حين عبّر25% عن عدم رضاهم وأبدى39% الحياد بالنسبة إلى الموضوع.
وبخلاف ذلك، أبدى المجيبون في البحرين تفاؤلاً كبيراً بالنسبة إلى مستقبلهم المهني فاعتبر46% انّ عدد الوظائف سيرتفع العام المقبل في حين اعتقد20% أنّ عدد الوظائف سينخفض.
وقد أظهرت الإحصاءات المتكررة التي أجراها موقع بيت.كوم على الإنترنت أنّ فرص تطوير الحياة المهنية وتنميها تتمتّع بأهمية أكبر بالنسبة إلى المهنيّين الذين يفكّرون بالقيام بخطوة مهنيّة جديدة عوضاً عن الاكتفاء بالمكافآت الفورية قصيرة المدى. وفي مايو2008، أظهر إحصاء لبيت.كوم أنّ أكثر من36% ممن شملهم الإحصاء أفادوا أنّ فرص النمو والتطور هي أهمّ ما يبحثون عنه في الوظيفة مقابل31% اختاروا الأجر المرتفع.
و أشار السيّد دان ستيوارت قائلا: "إنّ تشجيع وفاء الموظّف لعمله وجدولة استراتيجيات التدريب والتطوير المتماسكة هما العاملان الأساسيان الذان يسمحان للمواطنين البحرينيين بالدخول إلى سوق العمل البحريني والنجاح فيه. في حين يُعتبر اعتماد "البحرنة" في مصلحة كلّ من يقوم بالأعمال في البحرين، يبقى المردود الأفضل بالنسبة إلى المؤسسات هو التركيز على "جودة البحرنة" واختيار مواطنين محترفين ومدرّبين."
وأشار المجتمعون انّه من الممكن تحقيق ذلك من خلال اتّباع مقاربةٍ محفّزة تجاه استبقاء الموظّفين، وتقديم مكافآتٍ جيّدة مقابل الخدمة على المدى الطويل، وتوليد الحماس وحسّ التملّك لدى الموظّفين بغية تخفيض نسبة مغادرة العمل المرتفعة، بالإضافة إلى تدريب المتخرّجين الجدد على برامج الحياة المهنية النهائية على مدى خمس سنوات أو على المدى الطويل. كما لوحظ أنّ استخدام الإنترنت للتوظيف و التدريب قد يساعد على إنجاح هذا النوع من المبادرات.
يلتزم موقع بيت.كوم بإحداث نقلة نوعية في مجالي الموارد البشرية والتوظيف وذلك عبر منظورٍ خاضعٍ للبحث والتدقيق والتعزيز. وقد وفّر المنتدى البيئة المثالية لتبادل البيانات والمعلومات القيمة التي تقدّمها أبحاث بيت.كوم، واستخدامها كحافز لإيجاد الإجابات على أهم المسائل في هذا المجال اليوم.