للمرّة الأولى هذه السنة، شهد مؤشّر ثقة المستهلك في الكويت تحسّناً ملموساً مع ارتفاع مؤشّر ثقة المستهلك ثلاث نقاط عمّا كان عليه خلال المسح السابق، بعد ما يُعتبر عاماً سيّئاً بشكل عام على صعيد ثقة المستهلك في دول مجلس التعاون الخليجي، وذلك وفقاً لبحث حديث أجراه مؤخّراً بيت.كوم، أكبر موقع للتوظيف في الشرق الأوسط، بالتعاون مع خبراء YouGovSiraj.
من ناحية أخرى، نالت البلدان المجاورة لدول مجلس التعاون الخليجي نتائج أسوأ نسبياً مع تسجيل قطر انخفاضاً خجولاً بلغ0.3 نقطة، وتلتها المملكة العربية السعودية حيث تراجع مؤشّر ثقة المستهلك2.1، في حين سجّلت البحرين تراجعاً بلغ4.9 نقطة. إلى ذلك، سجّلت الإمارات العربية المتّحدة المعدّل الأسوأ بين البلدان الأخرى بحيث تراجع مؤشّر الثقة8.2 نقطة منذ المسح الأخير الذي أُجري في أبريل2008. وأمّا بالنسبة لبلدان شمال إفريقيا فقد تراجع مؤشر ثقة المستهلك7.6 نقاط في المغرب،2.7 نقاط في الجزائر، و1.9 نقطة في مصر، في حين تبيّن أنّ بلدان شرق المتوسّط قد حقّقت تحسّناً في كلّ من سوريا ولبنان مع11.4 و7.9 نقطة على التوالي.
إن مؤشّر ثقة المستهلك يعمل على قياس توقّعات المستهلك ورضاه، على مختلف عناصر الاقتصاد بما في ذلك التضخّم، وفرص العمل ونفقة المعيشة.
وقال السيّد ربيع عطايا، الرئيس التنفيذي لبيت.كوم: "إنّ السبيل الوحيد لمعرفة ما يشعره الناس حيال عملهم الحالي والحالة الاقتصادية هو من خلال الحصول على رأي المستهلكين. وبفضل إجراء مسوحات من هذا النوع بشكل دوري، نتمكّن من المقارنة ما بين السلوكيات الراهنة وكيفية تبدّلها خلال فترة معيّنة ممّا يوفّر قاعدة موثوقة بالنسبة لقطاع الموارد البشرية من أجل اكتشاف أبرز التوجّهات الاقتصادية، وتطوير استراتيجيات الأعمال بما يتماشى مع بيئة الأعمال المتبدّلة."
وبفضل هذا المسح، يتمكّن بيت.كوم نوعاً ما من التحقّق من مشاعر المجيبين تجاه ﺃوضاعهم المالية الراهنة وما إذا كانت أفضل من العام السابق أم أسوأ. وتشير نتائج المسح الذي أُجري في يوليو إلى إجابات سلبية إجمالاً مع تصريح31% فقط من المجيبين أنّهم يشعرون بأنّ أحوالهم باتت أفضل من العام السابق وذلك مقابل الرقم عينه من المجيبين الذين أعربوا عن أنّهم يشعرون بأنّهم الآن في حال أسوأ.
ومن حيث ثقة المستهلكين وتفاؤلهم حيال م ستقبلهم فقد سجّل المؤشّر في الكويت تراجعاً طفيفاً بنسبة0.3 نقطة مقارنة مع الإمارات العربية المتّحدة حيث برز تراجع المؤشّر بشكل لافت بلغ9.8 نقطة، في حين أنّ المملكة العربية السعودية والبحرين سجّلتا تراجعاً بلغ1.9 و4 نقاط على التوالي، علماً أنّ قطر بقيت البلد الخليجي الوحيد الذي شهد تحسّناً بلغ2.3 نقطة بحسب مؤشر ثقة المستهلك.
إلى ذلك، بقي التفاؤل حيال الوضع الاقتصادي متدنياً في البلدان التي شملها المسح حيث تبيّن أنّ35% من المشاركين يؤمنون بأنّ الاقتصاد في بلادهم سيشهد مزيداً من التدهور. ومع ذلك، برزت بعض مشاعر التفاؤل من حيث تقييم الناس لأحوالهم المالية خلال سنة من الزمن مع46% ممّن يشعرون بأنّ أحوالهم ستتحسّن. وأمّا التفاؤل فبرز بشكل أفضل لدى المقيمين في الكويت وقطر مع55% و52% ممّن يتوقّعون أحوالاً مالية أفضل في غضون سنة وذلك بالإضافة إلى55% من المجيبين في باكستان.
وبالنسبة إلى نزعة الشراء، يقيّم المجيبون المناخ الاقتصادي الحالي، وبحسب رأيهم الشخصيّ، بين جيّد وعاديّ وسيّئ. فقد اعتبر40% من المجيبين إنّه وقت سيّئ للإنفاق ممّا يشير إلى زيادة خفيفة مقارنة مع النتائج الأخيرة التي بلغت38%. وبالإجمال، رأى المجيبون في الكويت أنّها فترة مناسبة للإنفاق بحيث ارتفع مؤشّر النزعة للإنفاق إلى أعلى مستوياته مقارنة بكافّة البلدان الخليجية مع6.8 نقطة منذ المسح الأوّل هذا العام. ومن بين البلدان التي شملها المسح، سجّل المغرب ومن بعده الإمارات العربيّة المتّحدة التراجع الأبرز مع11.6 و5.8 على التوالي من حيث النزعة للإنفاق. وأمّا سوريا ولبنان فقد أشارا إلى تحسّن ملحوظ بحيث ارتفع المؤشّر17.4 نقطة و13.2 نقطة على التوالي مقارنة بالمسح السابق، وقد يكون ذلك ترجمة للاستقرار السياسي، الاقتصادي والاجتماعي الذي يشهده البلدان حالياً.
ويقول السيّد نسيم غريّب الرئيس التنفيذي لـYouGovSiraj قائلاً: "على الرغم من أنّ مؤشر ثقة المستهلك عبارة عن "مؤشّر متأخّر"، إنّه لا يترجم بالضرورة الأداء الاقتصادي بل يعكس صورة عن مزاج المستهلك وسلوكه في السوق. ولا شكّ في أنّ لهذا الأمر تأثير في الخيارات التي يتّخذها المستهلكون بالنسبة للسلع التي يشترونها والأماكن التي يتسوّقون فيها، ويسلّط الضوء على السلع التي يعتبرونها ثانوية. وفي حين لم تتراجع النوايا للشراء بشكل كبير، نلا حظ أنّ المستهلكين باتوا يتّخذون قراراتهم استناداً إلى مفهوم القيمة مقابل المال، ولا شكّ في أنّ الأصناف والماركات التي تقدّم العروض والحسومات الأفضل ستكون هي الفائزة."
كما ويسعى هذا البحث إلى قياس ثقة الموظفين حيال عملهم الحالي وسوق العمل المحلي. فقد سجّلت ثقة الموظفين انحدارات بسيطة في معظم البلدان التي شملها المسح فانخفضت بشكل طفيف في الكويت بمعدّل0.8 نقطة على الرغم من انحدار عدد المجيبين في الكويت بنسبة1% حيال ما إذا كان الظرف مناسباً للإنفاق منذ الربع الأوّل من العام حيث بلغت النسبة36%. وبالمقابل، انحدر المؤشّر في المغرب بنسبة7.3 نقطة، في حين سجّل كلّ من الجزائر ولبنان تراجعاً في مؤشراتهما بلغ6.4 نقطة، وبلغ التراجع في ثقة المستهلك في البحرين5.8 نقطة. وأمّا الإمارات العربية المتّحدة فلم تكن أفضل حالاً على هذا الصعيد بل تراجع مؤشّرها بمعدّل5.1 نقطة ممّا قد يُعزى إلى تضاؤل إمكانيات العمل والفرص المحدودة من حيث النموّ الوظيفي. في حين كانت سوريا البلد الوحيد الذي يختبر ارتفاعاً لمؤشّر الثقة بلغ5.6 نقطة.
ويقول السيّد ربيع عطايا، الرئيس التنفيذي لبيت.كوم: "يخوّلنا هذا المسح من التعرّف إلى رأي الموظّفين برواتبهم الحالية ممّا يزوّدنا بمؤشّرات معبّرة جدّاً: فالغالبية الساحقة أي68% من المشاركين في المسح من المنطقة قالوا إنّ رواتبهم لم تعد متناسبة مع نفقة المعيشة مقابل20% ممّن قالوا إنّ أجورهم قد زادت لتواكب غلاء كلفة المعيشة. وفي الكويت، صرح65% من المجيبين أن أجورهم لم ترتفع لتواكب غلاء المعيشة، ما يشير إلى تحسّن في هذا الإطار مقارنة بنتيجة المسح الذي أُجري في أبريل/نيسان من العام الحالي حيث بلغت النسبة70%. وتجدر الملاحظةً بأنّ الرواتب لم ترتفع الزيادة بما يناسب غلاء المعيشة في كل من لبنان والأردن وسوريا."
على الصعيد الوظيفي، وبشأن ما إذا كان المجيبون يشعرون بأنّ فرص العمل ستتحسّن أم تسوء، قال36% من المجيبين بشكل إجمالي إنّهم يشعرون بأنّها ستتحسّن في غضون سنة من الزمن. وبرزت النتائج الإيجابية في قطر والإمارات العربية المتّحدة حيث بلغت النسبتان57% و49% على التوالي مقارنة مع21% من المجيبين في مصر الذين يشعرون بإمكانية توافر المزيد من فرص العمل. وكانت دول مجلس التعاون الخليجي بين أكثر البلدان تفاؤلاً من حيث تحسّن حال الأعمال لعا م2008 مع56% من المشاركين من عمان وقطر، و51% من المشاركين من المملكة العربية السعودية، و49% من الإمارات العربية المتّحدة والكويت ممّن يتوقّعون أنّ الأحوال ستشهد تحسّناً.
وأضاف السيّد عطايا قائلاً: "يمكن للأشخاص المهتمّين بقطاع الموارد البشريّة ومواقع التوظيف الإلكترونيّة مثل بيت.كوم الإستفادة بشكل كبير من بيانات مماثلة إذ توفّر لهم توقّعات مفصّلة حول حقيقة ما يشعره سكّان المنطقة حول الوضع الاقتصادي الراهن في بلاد إقامتهم. وممّا لا شكّ فيه هو أنّ هذه البيانات المؤاتية تعكس احتمالات النموّ المهنيّ، وواقع الأجور والمكافآت والمشاعر العامّة تجاه الوضع الشائد، كما ويسمح هذا المسح للمؤثّرين في هذا القطاع برؤية ما يجب تغييره وكيف، وذلك من أجل مستقبل أفضل لاسيّما خلال الأوقات الاقتصادية الصعبة."
ونلفت إلى أنّ بيانات مؤشر ثقة المستهلك لشهر يونيو/يوليو2008 قد تمّ تجميعها عبر الإنترنت في الفترة ما بين19 يونيو و7 يوليو2008. وقد بلغ عدد المشاركين في هذا المسح13792 مشاركاً من الرجال والنساء من الإمارات العربيّة المتحدة والمملكة العربيّة السعودية وقطر وعمان والكويت والبحرين وسوريا والأردن ولبنان ومصر والمغرب وتونس والجزائر وباكستان، وتراوحت ﺃعمارهم ما بين20 و62 عاما״. ويتوفر التقرير الكامل مع المعلومات الدقيقة والخاصّة بالبلدان كافّة وما الى ذلك من ﺃبحاث الموارد عبر الإنترنت على موقع www.bayt.com