يفضّل الأردنيون بغالبيتهم – أي بنسبة28%- العمل في القطاع المصرفي والمالي، بالرغم من المشاكل التي يواجهها حالياً بسبب تداعيات الأزمة المصرفية العالمية على الشرق الأوسط. هذا ما نشره الموقع المهني الأول في المنطقة Bayt.com ، نتيجة إحصاءات قام بها بمساعدة باحثين اختصاصين من YouGovSiraj.
أمّا المركز الثاني على لائحة المهن الأكثر شعبية في الأردن فكان من نصيب قطاعي الاتصالات والمعلوماتية، بنسبة25% من الأصوات. وفي المقابل، نالت كلّ من القطاعات التالية العدد الأقلّ من الأصوات: النشر، علم الفضاء، الجيش والدفاع والشرطة، الطاقة وخدمات النقل والسفر.
واللافت في هذه الدراسة التي كشفت شعبية قطاع النفط والغاز والبيتروكيماويات، أنّ10% من الذين تمّ استجوابهم أشاروا إلى أنّهم انتقلوا حديثاً إلى هذا القطاع أو هم يخطّطون لذلك، وهي أعلى نسبة بين كلّ القطاعات. كما أنّ الأكثرية (بنسبة35%) تجد أنّ القطاع المالي والمصرفي هو الأفضل لجذب المواهب في الأردن والاحتفاظ بها، كما يشدّد نحو45% من الذين شاركوا في الاستطلاع اعتقادهم بأنّ هذا القطاع يؤمّن أحسن الفرص للموظّفين التابعين له، منها المكافآت المالية والعلاوات ومجموعة من الفوائد الأخرى.
على غرار الأردن، تمّ التصويت للقطاع المصرفي والمالي على أنّه أفضل مجال للعمل في دولة الإمارات المتحدة أيضاً (بنسبة30%) والكويت (بنسبة33%) . في المقابل، يفضّل السعوديون العمل في قطاع النفط والغاز والبيتروكيماويات، ويرى49% منهم أنّ هذا هو القطاع الذي يكسب الموظفين الكمية الأكبر من الفوائد. ربما يعود ذلك إلى الاعتقاد الشائع بأنّ القطاعات المربحة تغدق بأرباحها مباشرة على كلّ العاملين فيها.
كان هدف هذه الدراسة الأخذ بآراء المستهلكين حول قطاعات متعددة، من أجل الكشف عن شعورهم تجاه كلّ منها وإبراز القطاع الأكثر شعبية في المنطقة وبالتالي الأكثر قدرة على جذب المواهب.
وقد قام المدير العام التنفيذي للموقع الالكتروني Bayt.com ،السيد ربيع عطايا، بالتصريح التالي:"من المهمّ دراسة مشاعر الناس تجاه كافة القطاعات التي تقود الأعمال والثروات في المنطقة والتي تعتبر متنامية، إضافة إلى النظر إلى تطلّعات الناس وتحرّكاتهم والأسباب التي تقودهم إلى إحداث التغييرات." وتابع:" هذا النوع من الدراسات أداةٌ لمساعدة مكاتب التوظيف وكلّ اختصاصيي الموارد البشرية، إذ تمكّنهم من فهم الطريقة التي يشارك فيها العنصر الإنساني بدفع كل قطاع إلى الأمام."
من جهة أخرى، تظهر هذه الدراسات القطاعات التي يعتقد أنها توفّر التوازن الأكبر من ناحية الحياة والعمل. ومن المدهش تسمية الأردنيين للقطاع المالي والمصرفي كالأكثر توازناً بنسبة38%، في حين يشاع أنّ هذا القطاع بالأخصّ يحرم الموظفين من الحياة الاجتماعية. ينطبق هذا الأمر على كلّ البلدان التي طالها استطلاع الرأي، ما عدا المغرب، حيث ظهر أنّ نحو32% من الناس يجدون التوازن الأفضل في قطاع التعليم. مباشرةً من بعد القطاع المصرفي، يأتي القطاع التعليمي والأكاديمي الذي حصل على24% من الأصوات.
أمّا في ما يتعّلق بالقطاعات الأقلّ شعبيّة، فقد أظهرت الدراسة الرابط بينها وبين القطاعات التي تواجه مشاكل مالية كبيرة وتكافح للصمود. ومن بين الذين شاركوا في الاستطلاع،24% لا يحبون قطاعي الزراعة والتشجير، بينما فقط2% منهم ذكروا أنّهم يفضّلونهما على البقيّة. كما أنّ قطاعات الأعمال الخيرية والتطوعية هي أيضاّ غير محبّذة، فنحو11% من الآراء أشارت إلى أنّ هذه المجالات تكافح كي لا تنهار ماديّاً، بينما أعلنت نسبة2% أنّها تحب العمل فيها.
من جهته، قال المدير العام التنفيذي ل YouGovSiraj، السيد نسيم غريّب: " تعكس هذه الأرقام النظرة الشعبية الرائجة التي لا تحبّذ العمل في قطاعاتٍ تواجه مشاكل اقتصادية جمّة. هذا ما يثبته الميل إلى تفضيل قطاع النفط والغاز، لانّه الأكثر ربحاً."
بالإضافة إلى كلّ ذلك، تكشف هذه الدراسة بشكلٍ مفصّل القطاعات التي ينوي الناس الانتقال منها إلى شيء آخر، وتلك التي يريدون العمل فيها، والأسباب وراء اتخاذ قراركهذا. والقسم الأكبر منهم، أي بنسبة56%، كشف عن رغبته بالانتقال إلى عمل مربح أكثر، بينما فضّل52% منهم اغتنام فرصة التقدّم والنمو مهنياً.
كذلك، أظهرت الدراسة أنّ19 % من الأردنيين الذين تمّ استجوابهم غيّروا مجال عملهم في الأشهر ال24 الماضية، و41% منهم في صدد اتّخاذ قرارٍ مماثلٍ حالياً. وقد صرّح المهنيّون أنّهم يرغبون في الانتقال للعمل في القطاع الخاص (13%)، أو القطاع المصرفي والمالي وقطاع المعلوماتية (9%)، أو الاتصالات (7%) أو الاستشارات الإدارية في مجال الأعمال (5%).
أما القطاعات التي تعاني من النقص في اليد العاملة الماهرة في الأردن، فهي، حسب ترتيبها الظاهر في الدراسة: علم الفضاء (17%)، الزراعة والتشجير (15%) والتصنيع (12%). وفي المقابل، القطاعات التي يعتقد بأنّها الأكثر نجاحاً في جذب المواهب المهنية هي: قطاع الاتصالات (16%)، القطاع المصرفي والمالي (15%)، والمعلوماتية (13%).
وختم السيد ربيع عطايا قائلاً: "يمكن لكلّ الجهات المعنية في شؤون التوظيف والموارد البشرية الاستفادة من هذه الدراسة، كموقع Bayt.com أو المنظمات الخاصة أو الاختصاصيين. فهذه البيانات ذات دلالات غنية وهي تعكس، من خلال عيّنة كبيرة من الناس، النظرة الشعبية تجاه كلّ قطاع على حدىً والقطاعات المفضّلة." وتابع القول: "إنّ الأبحاث التي تقوم بها Bayt.com/YouGovSiraj تبرز الدوافع وراء التحركات المهنية، وهي مؤشّر للقطاعات التي يمكن أن تعاني من النقص في اليد العاملة في المستقبل. انطلاقاً من ذلك، يمكن إحداث التغييرات اللازمة للحؤول دون ذلك وتسهيل عمليات التوظيف وبالتالي المساعدة على نهوض القطاع الأقلّ شعبية ونموّه."
إنّ بيانات الدراسة عن القطاعات المفضّلة التي قامت بها Bayt.com و YouGovSiraj تمّ جمعها في الفترة الواقعة بين20 أغسطس و21 سبتمبر2008، وقد تمّ استجواب2927 شخصاً لهذا الغرض، في كلّ من الإمارات العربية المتحدة والسعودية والكويت والمغرب والأردن ومصر. وكانت العيّنة مؤلفة من إناث وذكورمن كلّ فئات الأعمار، ومن15 جنسية من قطاعات مختلفة.