36% من العاملين في لبنان لا يشعرون بالرضى عن رواتبهم

36% من العاملين في لبنان لا يشعرون بالرضى عن رواتبهم

في دراسة جديدة اجراها Bayt.com، أكبر موقع للتوظيف في الشرق الأوسط، وبالتعاون مع خبراء YouGov تبيّن ان معدلات رضى الموظفين تجاه الرواتب تتدنى في لبنان حيث ان4% فقط من الموظفين يشعرون بالرضى تجاه رواتبهم مقابل36% من غير الراضين. وتتكرر هذه الصورة في باقي دول الشرق الاوسط التي سجل تنسبة رضى بلغت6% فقط.

والقت الدراسة الضوء على معدلات الرواتب في المنطقة والتي تتفاوت بين دولة واخرى، وسجلت الامارات العربية المتحدة أعلى نسبة للرواتب حيث ان20% من الموظفين يتلقون شهرياً ما بين5000$ و10000$، و7% تصل رواتبهم الى10000$ وما فوق. وقد سجلت كل من البحرين وقطر نسباً مماثلة مع22% و19% على التوالي من اصحاب الرواتب ما بين5000$ و10000$ شهرياً، مقابل7% ممن يحصلون على أكثر من10000$ شهرياً.

وقد سجّلت دول شمال افريقيا ادنى معدلات الرواتب، حيث تبيّن ان54% من المقيمين في الجزائر يتقاضون اقل من500$ شهرياً، مقابل4% فقط تتراوح رواتبهم بين5000$ و10000$. أما في مصر والمغرب، فقد كشفت الدراسة ان47% من المقيمين لا تصل رواتبهم الى500$ في الشهر، مقابل2% يتقاضون ما بين5000$ و10000$، في حين ان1% فقط من المقيمين تفوق رواتبهم ال10000$ شهرياً. وفي لبنان اكثر من23% يتقاضون ما بين1001$ و2000$ و13% لا تزيد رواتبهم عن500$ مقابل2% تصل رواتبهم الى10000$ ومافوق.

وتهدف دراسة الرواتب في الشرق الاوسط والتي يجريها موقع c سنوياً الى تسليط الضوء على معدلات الرواتب في المنطقة، ونسبة رضى الموظفين تجاه الرواتب التي يتلقونها في ظل الارتفاع الملحوظ لتكاليف المعيشة.

وقال عمر زريقات، المدير الاقليمي في Bayt.com:" ان القيام بدراسة واسعة النطاق في الشرق الاوسط واستبيان معدلات الرواتب ونسبة رضى الموظفين عنها، تساعد على معرفة الظروف الاقتصادية التي تمر بها الدولة. وتزيد اهمية المعلومات المقدمة في هذه الدراسة في ظل الازمة المالية التي نشهدها هذه الايام حيث انها تلقي الضوء على مخاوف الموظفين وتساعد على مقارنة مواقف وآراء المجتمع خلال دورات مالية أخرى."

ويتم جمع المعلومات جزئيا بالنظر في ما إذا كان متوسط زيادة الرواتب في الدول يتناسب مع ارتفاع متوسط في تكاليف المعيشة، هذا ما لم تظهره الارقام المسجلة في الدراسة في جميع الدول. ففي لبنان، اكد المشاركون في البحث الذي اجراه الموقع ان التكاليف المعيشية زادت بنسبة31% مقابل زيادة في الرواتب لم تتعدى12%.

وسجلت الاردن اعلى نسبة تفاوت بين ارتفاع تكاليف المعيشة التي سجلت39% وزيادة الرواتب التي لم تتعدى15% ما يدعم نتائج بحث سابق بيّن ان دول الشام هي الاكثر تأثراً من حيث الفرق بين نسبة زيادة الاجور وتكاليف المعيشة. وقد سجلت كل من الجزائر وتونس ادنى مستويات التفاوت حيث تم زيادة الرواتب بنسة12% و9% على التولي في حين سجلت تكاليف المعيشة زيادةً بنسبة26% و23% في كلا الدولتين.

كما سلطت الدراسة الضوء على نسبة الادخار التي يقوم بها الموظفون في المنطقة شهرياً، والتي تراوحت بين1% و5% بالنسبة لعدد كبير من المجيبين في حين ان25% من جميع المشاركين أكدوا عدم قدرتهم على الادخار. واكّدت الدراسة ان اكثر الموظفين قدرة غلى حفظ نسبة من رواتبهم هم المقيمين في كل من عُمان، وقطر، والبحرين، حيث ان33% و30% على التوالي من الموظفين يدخرون اكثر من21% من رواتبهم شهرياً. وبشكل عام اكثر الموظفين قدرة على الادخار هم المقيمين في البحرين وعُمان حيث ان83% منهم لديهم القدرة على حفظ جزء من رواتبهم، مقابل54% في الاردن. وكشفت الدراسة ان29% فقط من الموظفين في لبنان لا يتمكنون من الادخار مقابل27% يدخرون ما يتراوح بين1% و5% من رواتبهم.

وقال نسيم غريّب، المدير التنفيذي في YOUGOV:" تدّل هذه الارقام انه وعلى الرغم من ان بعض الموظفين يتقاضون اجوراً مرتفعة في بعض الدول الاّ انهم لا يتمكنون من الادخار أكثر من غيرهم وهذا ما كان متوقعاً. ويمكين تفسير هذه الظاهرة بالتفاوت الكبير بين ارتفاع تكاليف المعيشة وزيادة الاجور، بالاضافة الى ان معظم اصحاب المداخيل العالية يفضلون نمط حياة يتناسب مع مرتباتهم المرتفعة."

كما قسّمت الدراسة معدلات رضى الموظفين على رواتبهم على قطاعات الاعمال المختلفة في المنطقة، حيث اكدت ان العاملين في قطاع النفط والغاز، والبتروكيماويات هم الاكثر رضى وهذا طبيعي اذ ان هذه القطاعات هي الاكثر ربحاً مع الاخذ بعين الاعتبار الحجم الكبير للصادرات النفطية في دول الخليج. وعلى الرغم من الازمة التي يمر بها قطاع النفط والاسعار المتفاوتة والتي تدنّت بشكل ملحوظ العام الماضي فان رواتب الموظفين لم تتغيّر. اما القطاعات التي سجلت ادنى معدلات الرواتب فضمّت قطاع التعليم، والقطاع الحكومي، والخدمات المدنية، وقطاع النقل والسفر.

وكشفت الدراسة ان77% من المقيمين في الشرق الاوسط قالوا انهم تضرروا بفعل الازمة المالية القائمة، و24% فقط من المقيمين في الامارات العربية المتحدة لم يشعروا بأيّ تأئّر. ووجدت الدراسة ان المقيمين في مصر هم الاكثر تضرراً بنسبة81% في حين ان عُمان كانت الاقلّ تضرراً حيث ان اكثر من37% من الموظفين افادوا عدم تأثرهم بالازمة. وكان لبنان ثاني دولة من حيث عدم التأثر بالازمة ما أكّده32% من العاملين فيه، ولربما ذلك بسسب الاستراتيجية المالية التي يتبعها مصرف لبنان منذ ما قبل حدوث الازمة.

وردّاً على سؤال حول سوق العمل في ظل الازمة المالية الراهنة، عبّر25% من المجيبين عن تشاؤمهم، في حين ان16% أكّدوا انهم متفائلون بنمو الاقتصاد وتكاثر فرص العمل حيث ان ظروف العمل سوف تصبح اكثر تنافسية وستتابع الشركات التوظيف ولو برواتب متدنية. وكشفت الدراسة ان المشاركين من كل من مصر والامارات العربية المتحدة كانوا الاشد تشاؤما״ حيث ان30% و29% منهم عبروا عن تشاؤمهم في المستقبل الوظيفي في حين أكّد كثير من المشاركين في كل من عُمان (23% من المشاركين) والبحرين (22% من المشاركين) عن تفاؤلهم في المستقبل وعن وجود فرص عمل مهمة. في لبنان، اكّد حوالي23% من المقيمين أن التنافس سوف يزداد في سوق العمل، بينما أبدى17% تشاؤمهم حول الظروف الوظيفية.

وختم زريقات قائلاً:" تعد هذه المعلومات مهمة جدّاً بالنسبة لقطاع التوظيف في المنطقة كموقع Bayt.com بالاضافة الى كبرى الشركات العاملة في المنطقة حيث انها تمثل نقطة البداية لتعريف العوامل التي تؤثر في توجهات القوى العاملة. لذلك تسمح لهم بتغيير الخطط المتبعة في التوظيف والتركيز عليها بغية معالجة كافة المشاكل التي يواجهها الموظفون."

وجرى جمع المعلومات لهذه الدراسة على الموقع الالكتروني في ديسمبر2008 ويناير2009 حيث شارك فيها13881 من الاناث والذكور الذين تجاوزت اعمارهم ال20 عاماً في كل من الامارات العربية المتحدة، والمملكة العربية السعودية، وقطر، وعمان، والكويت، والبحرين، وسوريا، ولبنان، والاردن، ومصر، والجزائر، والمغرب بالاضافة الى تونس.

  • تاريخ الإعلان: 18/02/2009
  • آخر تحديث: 18/02/2009
  • تاريخ الإعلان: 18/02/2009
  • آخر تحديث: 18/02/2009
تعليقات
(0)