على الرغم من آثار الأزمة المالية العالمية والتي اصبحت واضحة في منطقة الشرق الاوسط، لا يزال الباحثون عن عمل في الاردن متفائلين بمستقبل البلاد. لفقد اكّد33% من المشاركين في الدراسة التي اجراها موقع Bayt.com، اكبر موقع للتوظيف في الشرق الاوسط، بالتعاون مع YouGovان المستقبل الوظيفي سيتحسّن في العام القادم، كما قال28% منهم ان الاقتصاد في البلد سينتعش.
وقد سلّطت الدراسة الضوء على الوضع المالي للمشاركين، واذا كانوا يشعرون بأنهم أفضل أو أسوأ حالا مقارنة بالاشهر الاثني عشرة الماضية. في هذا النطاق، قال ربع من شملتهم الدراسة في الاردن بأنهم افضل حالا، ما يشير الى ان الازمة المالية العالمية لا تؤثّر سلباً على الجميع في الاردن. أما على المستوى الاقليمي، فرأى34% انها اسوأ، في حين رأى35% من المشاركين ان وضعهم المالي لم يتغيّر
وقد تحسّنت الظروف المالية الشخصية في كل من الجزائر، وقطر، والمملكة العربية السعودية حيث ان نسبة31% و29% و28% على التوالي من المشاركين أكّدوا ان ظروفهم المالية قد تحسّنت، في حين ان المشاركين في سوريا كانوا الاكثر تضرراً حيث ان48% منهم أكّدوا تدهور حالتهم المالية.
وقد توقّع نحو28% من الذين أدلوا بإجاباتهم تحسناً في الوضع الاقتصادي في يلادهم خلال سنة، بينما توقّع20% من المشاركين ان الاوضاع الاقتصادية لن تتغيّر. وفي الاردن توقّع28% من المجيبين ان الوضع الاقتصادي سيتحسّن.
وحيال توقّعات الناس بخصوص تبدّل أوضاعهم المادية خلال سنة، اكّد38% انها ستتحسّن مقابل12% فقط من الذين يعتقدون ان اوضاعهم المادية ستكون اسوأ خلال عام، وقد سجّلت تونس أكبر درجة من التفاؤل في هذا النطاق، بنسبة55% من الناس الذين يتوقّعون تحسناً في أوضاعهم. وفي الخليج، سجّل المجيبون في المملكة العربية السعودية أعلى نسبة للتفاؤل مع46% من المشاركين يتوقعون تحسّناً في احوالهم المادية. وفي الاردن انقسم المجيبون بين متفائل (36%) والذي يعتقدون بأن احوالهم ستسوء (13%) مقابل17% يتوقعون استمرار الوضع على حاله.
وردا على سؤال حول انفاق المستهلكين،19 ٪ من أفراد العينة فقط يعتقدون أن الآن هو الوقت المناسب للقيام بالاستثمار مقابل46 ٪ يعتقدون العكس. وقد كان كل من لبنان وتونس والجزائر الأكثر إيجابية حول انفاق النقود، مع قول24 ٪ من المجيبين في لبنان و23 ٪ في كل من تونس والجزائر انه الوقت الناسب للانفاق. وفي الاردن قال حوالى20% من المجيبين انه الوقت المناسب للشراء.
كما سمحت هذه الدراسة بالاستعلام عن آراء الناس بخصوص رواتبهم، وان كانوا يجدون أنّها تعادل مستوى تكاليفهم المعيشية، وقد وجد64% أنّ الرواتب في المنطقة لم ترتفع مع ازدياد تكاليف المعيشة. وقد توافقت الارقام في الاردن مع النسبة العامة مع64%من المشاركين يقولون ان الرواتب لا تتناسب مع مصاريفهم مقابل15% قالوا ان الرواتب تتماشى مع تكاليف الحياة.
وقد أظهرت الدراسة أنّ الوضع سيكون أسوء خلال سنة من حيث توافر الوظائف، فقد رأى41% من الناس أنّ الوظائف الشاغرة ستقلّ، مقابل نسب متقاربة حول امكانية بقاء سوق التوظيف على حالها (23%) او امكانية تحسنها (21%). وكانت تونس اكثر المتفائلين حول المستقبل الوظيفي بنسبة30% على عكس دول شمال افريقيا حيث ابدى16% من المجيبين في مصر فقط تفاؤلهم حول توفر فرص العمل. اما في الاردن فربع المشاركين اكدوا ان توفّر فرص العمل سيزداد في السنة المقبلة مقابل38% قالوا العكس. وفي الخليج سجلت كل من الكويت والامارات العربية المتحدة نسبة تشاؤم مماثلة بلغت49 ٪ من المشاركين. وتشير الأرقام إلى أن غالبية السكان ما زالوا يعانون من اثار الازمة المالية الحالية، غير ان هناك من يعتقد ان الاوضاع ستتحسن في العام القادم.
إنّ البيانات الاحصائية لهذه الدراسة قد تمّ جمعها على شبكة الانترنت في الفترة الواقعة بين2 فبراير و2 مارس2009، وقد تمّ استجواب8686 شخصاً في كلّ من دولة الإمارات العربية المتحدة والسعودية وقطر وعمان والكويت والبحرين وسوريا ولبنان ومصر والمغرب وتونس والجزائر. وكانت العيّنة مؤلفة من إناث وذكور وتتجاوز اعمارهم18 عاماً، ومن جنسياتٍ مختلفة.