أظهرت دراسة لمؤشر فرص العمل أجراها موقع Bayt.com، أكبر موقع للتوظيف في الشرق الأوسط، بالتعاون مع اختصاصيي الأبحاث YouGov Siraj مؤخراً أن أكثر من نصف أصحاب العمل ينوون توظيف المزيد من الموظفين على مدار الأشهر القليلة القادمة في بادرة على الانتعاش الاقتصادي الذي يعقب الأزمة الاقتصادية العالمية، حيث قال26% بأن مؤسساتهم ستقوم حتماً بالتوظيف، فيما قال26% آخرون أنهم قد يقومون على الارجح بتوظيف المزيد من الأشخاص. وأكد ربع الذين استطلعت آراؤهم في الإمارات العربية المتحدة أنهم سيجرون عمليات توظيف خلال الأشهر الثلاثة القادمة، فيما قال23% بأنهم قد يقومون بذلك على الارجح. أقر أقل من خمس الذين شملهم الاستطلاع، حوالي19%، أنهم لن يقوموا على الارجح أو بالتأكيد بعمليات توظيف خلال الربع القادم.
وقد تباينت نتائج الذين شملهم استطلاع مؤشر فرص العمل في باقي بلدان الشرق الأوسط فيما يتعلق بميولهم لإجراء المزيد من عمليات التوظيف. وقد قال34% ممن شملهم الاستطلاع في عمان أنهم سيقومون حتما بذلك خلال الأشهر الثلاثة القادمة. وتلتها المملكة العربية السعودية ولبنان بنسبة بلغت على التوالي31% و30% بعدما صرحت هذه النسبة من المستطلعين بأنهم سيقومون حتما بتوظيف أشخاص جدد في الأشهر القادمة. وأبدى الذين استطلعت آراؤهم في منطقة الخليج تفاوتاً كبيراً فيما يتعلق بنواياهم لتوظيف المزيد من الأشخاص، إذ قال55% ممن شملهم الاستبيان في قطر أنهم سيقومون حتماً أو أنهم قد يقومون على الارجح بذلك في غضون الأشهر الثلاثة القادمة، في مقابل53% في الكويت و47% في البحرين. وتظهر هذه الأرقام أن المؤسسات في المملكة العربية السعودية تعيش أفضل أوقاتها خلال هذه الدورة الاقتصادية الحالية.
وتجدر الإشارة إلى أن إجراء مؤشر فرص العمل يتم من أجل قياس مدى التصورات عن توافر فرص العمل وإجراء عمليات التوظيف، إلى جانب تحديد توجهات سوق العمل ووضع تفهم إلى المهارات الأساسية والمؤهلات المطلوبة في أسواق العمل في الشرق الأوسط. وعندما دار الحديث عن عدد الأعمال التي ستكون متوافرة خلال الأشهر الثلاثة القادمة، قال42% ممن استطلعت آراؤهم بأنه سيكون هناك أقل من خمس فرص للعمل ’جاهزة للعرض‘ بالنسبة للباحثين عن العمل ضمن مؤسساتهم. فيما صرح24% أن مؤسساتهم ستوفر ستة إلى10 فرص عمل، أما خارج هذا الإطار، فقد أوضح3% من المجيبين أنه ستتوفر لديهم أكثر من100 فرصة عمل.
أما فيما يتعلق بفرص العمل التي ستكون متوفرة في الربع القادم ، فيبدو أن المبتدئين في سوق العمل هم من سيحظون بها، وقد قال22% من المؤسسات أنهم سوف يوظفون المبتدئين، وتبعهم في هذا المنحى21% من المؤسسات التي قالت إنها ترغب بتوظيف أشخاص في مناصب أعلى. وكان من غير المفاجئ أن عروض العمل ضمن الوظائف العليا ستكون محدودة، إذ قال2% أنهم يسعون إلى توظيف رئيس جديد للشركة، في مقابل5% قالوا بأنهم يخططون لتعيين رئيس تنفيذي جديد، و6% سيذهبون إلى عرض فرص للعمل يطلبون فيها رئيساً للعمليات أو رئيساً للقسم المالي أو رئيساً لقسم التسويق.
ووفقاً لنتائج هذه الدراسة، فإن المؤسسات في منطقة الشرق الأوسط تفضل توظيف الخريجين في حقول الهندسة وإدارة الأعمال: وقد وافق21% من المؤسسات بأن هذين المجالين هما الأهم . وقد أظهرت كل دول مجلس التعاون الخليجي تفضيلاً ملحوظاً للخريجين ضمن هذه القطاعات، أما المجالات التي حظيت باهتمام أقل فكانت القانون والضيافة، فيما أبدى فقط5% و4% من هذه المؤسسات موافقتهم على أن هذين القطاعين يحظيان بأهمية عندما دار الحديث عن اختيار الموظفين.
وعلقت لمى عطايا، مدير قسم التسويق واتصالات الشركات في Bayt.com بقولها: " إن معطياتنا بشأن المؤهلات المفضلة مثيرة للاهتمام، وقد يعطي ذلك إشارة إلى الصناعات السائدة الموجودة في المنطقة أكثر من الحقيقة القائلة بأن بعض أنواع المؤهلات يتم النظر إليها بشكل أقل من الأخرى".
وأضافت:" إذا أخذنا في عين الاعتبار أن الإنتاج الصناعي ورأس المال البشري في منطقة الخليج ينموان بطريقة لافتة بحكم أن هذه المنطقة أصبحت محطة مالية عالمية، فإن هذا يفسر بشكل واضح لماذا يجد الخريجون في بعض المجالات فرصاً أكثر من غيرهم."
وقد كانت مهارات التواصل باللغتين العربية والإنجليزية ميزة إضافية بالنسبة للمؤسسات في المنطقة عند قيامهم باختيار موظف جديد، إذ قال60% بأن هذه المهارات هي الأكثر رغبة عند اختيار المرشحين للوظائف. وكان لبنان والمملكة العربية السعودية هما الدولتان اللتان ركزتا على مهارات التواصل بهاتين اللغتين من خلال اختيار71% و69% على التوالي لهذه الخيارات كأولويات. أما في الإمارات العربية المتحدة، صرح55% من أصحاب العمل أن مهارات الاتصال باللغتين العربية والإنجليزية هامة، في حين حظي التعاون وروح المساعدة ضمن الفريق وامتلاك مهارات قيادية أهمية مشابهة بالنسبة للموظفين الجدد.
وقالت جوانا لونغوورث، رئيسة قسم التسويق في شركة YouGov Siraj :" في الوقت الذي تسعى فيه العديد من الشركات للحد من التكاليف المتصاعدة أثناء فترة الركود، يقع الكثيرون ضحية فقدان وظائفهم. ويتبع ذلك، ومع انتعاش الحركة التجارية، أن الشركات تجد نفسها في حالة نقص من الكوادر العاملة لديها، ولذا تحتاج إلى توظيف المزيد."
يشار إلى أن مؤشر فرص العمل يقاس ايضا عن طريق سؤال الأشخاص المستطلعة آراؤهم عن توقعاتهم في غضون عام من الآن، وهذا مايشكل "مؤشر احتمالية التوظيف". وعلى المدى الطويل، توقعت66% من المؤسسات أن تجري عمليات توظيف في الوقت الذي أبدت فيه تفاؤلها بالمستقبل. وقد ظهر أن عمان والجزائر والمملكة العربية السعودية تملك إمكانيات جيدة بالنسبة للباحثين عن العمل، حيث أظهرت نتائج المستطلعين على التوالي نسباً هي57% و45% و43% ممن أكدوا إجراء عمليات توظيف جديدة. وقد أجابت33% من المؤسسات في الامارات العربية المتحدة أنها ستقوم حتماً بتوظيف أشخاص في غضون عام، في حين قال الـ30% الآخرون بأنهم قد يشغلون أشخاصاً خلال عام.
وقد أبدت دول مجلس التعاون الخليجي جميعها، باستثناء قطر، تفاؤلاً مستقبلياً في قدرتها على التوظيف. واحتلت المملكة العربية السعودية الطليعة، وتلتها البحرين بنسبة38% ثم الكويت بنسبة34% حيث قال جميعهم أنهم سيوظفون حتما المزيد في العام القادم، مقارنة بقطر التي جاءت نسبتها31% كأدنى نسبة بين الدول التي غطاها الاستطلاع. وحققت الجزائر نسبة45% والأردن وتونس نسبة35% لكل منهما، إذ قال جميعهم بأنهم سيقومون بالتوظيف خلال عام من الآن، مشيرين في الوقت ذاته إلى توقعات جدية بحصول نمو في هذه البلاد.
وعندما طرح السؤال عن تقييم بلد الإقامة الحالي بوصفه سوق عمل مقارنة بتلك الموجودة في باقي أنحاء المنطقة، جاءت الإجابات من الإمارات العربية المتحدة أكثر إيجابية، إذ قال49% منهم أن بلادهم أكثر جاذبية من البلدان الأخرى. وقد كان الشعور إيجابياً في المملكة العربية السعودية بنسبة44% وفي قطر بنسبة38%.
أما حين طرح السؤال المتعلق بالصناعات التي يشعر المستطلعة آراؤهم أنها جذابة أو قادرة على الاحتفاظ بالمهارات في بلاد الإقامة هذه الأيام، اتفق معظمهم بأنها إما القطاع المصرفي أو قطاع التمويل والذين حلا بنسبة32% وقطاع الاتصالات بنسبة31%.
وأوضحت لونغوورث ذلك بقولها:" لقد أتت النتائج على هذا النحو بسبب التصور السائد أن قطاعات المصارف والتمويل والاتصالات هي الأعلى دخلاً في المنطقة، وكنتيجة مباشرة لذلك، تسعى هذه القطاعات للاحتفاظ بالمهارات التي تحصل على دخل جيد."
وعلقت عطايا على ذلك بقولها:" إن إطلاق مؤشر فرص العمل وإجرائه بشكل ربع سنوي لقياس شعور أصحاب الأعمال بأوضاعهم فيما إذا كانت مستقرة أو متذبذبة أو ضعيفة عندما يدور الحديث عن التوظيف في الأشهر القادمة، سوف نتمكن من المقارنة مع مرور الوقت ومن ثم استخلاص رؤية واضحة للطريقة التي يتحرك بها سوق العمل في المنطقة، الأمر الذي يتيح لنا توثيق التحسن أو الاستقرار أو الانكماش فيها."
وأضافت:" ولهذا السبب نريد أن نستخدم هذه البيانات لتمكين قطاع الأعمال في المنطقة، إلى جانب العاملين في قطاع الموارد البشرية، والمهتمين بالصناعات المتعلقة بها أن يكون لديهم سلسلة من المؤشرات المحدثة عن اتجاهات سوق العمل في أنحاء الشرق الأوسط".