أظهرت دراسة جديدة لمؤشر فرص العمل أجراها موقع Bayt.com، أكبر موقع للتوظيف في الشرق الأوسط، بالتعاون مع اختصاصيي الأبحاث YouGov Siraj مؤخراً أن أكثر من نصف أصحاب العمل، أي مانسبته56%، سيقومون بتوظيف المزيد من الموظفين على مدار الأشهر القليلة القادمة. وقد شهد العدد الفعلي لأصحاب العمل الذين ينوون إجراء عمليات توظيف تحسناً عما كان الأمر عليه في الموجة الأخيرة من الاستطلاع حيث قال52% منهم أنهم خططوا لتوظيف المزيد من الأشخاص في هذا الربع من العام. وقال أقل من ربع الذين استطلعت آراؤهم في لبنان، أي مانسبته23%، أنهم سيجرون حتماً عمليات توظيف خلال الأشهر الثلاثة القادمة، فيما قال33% بأنهم قد يقومون بذلك على الأرجح. وعلى النقيض من ذلك، قال8% فقط ممن شملهم الاستطلاع أنهم قد لن يقوموا على الأرجح أو بالتأكيد بعمليات توظيف خلال الربع القادم من هذا العام.
وقد تباينت نتائج الذين شملهم استطلاع "مؤشر فرص العمل" في باقي بلدان الشرق الأوسط وشمال أفريقيا فيما يتعلق بميولهم لإجراء المزيد من عمليات التوظيف. وقد سجلت كل من المملكة العربية السعودية والكويت وعمان أعلى نسبة بين الدول التي شملها الاستطلاع، حيث قال33% من المشاركين في المملكة العربية السعودية و29% في كل من الكويت وعمان بأن مؤسساتهم ستقوم حتماً بتوظيف أشخاص جدد خلال الأشهر القادمة. ووجدت الدراسة أن26% ممن استطلعت آراؤهم في قطر و24% في الإمارات العربية المتحدة بأنهم سيقومون حتماً بإجراء عمليات توظيف في الأشهر الثلاثة القادمة.
من جانب آخر، قالت مانسبته19% فقط من الذين استطلعت آراؤهم في الأردن أنهم سيقومون حتماً بعمليات توظيف في غضون الأشهر الثلاثة القادمة، في الوقت الذي يعتقد22% من المشاركين في مصر أن مؤسساتهم تتطلع للقيام بذلك في الربع القادم من العام. وقد أظهرت سوريا النسبة الأعلى ضمن دول بلاد الشام إذ قال27% من المشاركين في سوريا بأنهم سيقومون حتماً بعمليات توظيف في الربع القادم. وفي المجمل، تظهر هذه الأرقام أن منطقة الخليج تعيش أفضل أوقاتها خلال هذه الدورة الاقتصادية الحالية.
وتجدر الإشارة إلى أن إجراء "مؤشر فرص العمل" يتم من أجل قياس مدى التصورات عن توافر فرص العمل وإجراء عمليات التوظيف، إلى جانب تحديد توجهات سوق العمل ووضع تفهم للمهارات الأساسية والمؤهلات المطلوبة في أسواق العمل في الشرق الأوسط.
وعندما دار الحديث عن عدد الأعمال التي ستكون متوافرة خلال الأشهر الثلاثة القادمة، أظهرت معظم المؤسسات تطلعها لتوظيف أشخاص في أقل من عشرة مناصب، إذ قال44% ممن استطلعت آراؤهم بأنه سيكون هناك أقل من خمس فرص للعمل ’جاهزة للعرض‘ بالنسبة للباحثين عن العمل ضمن مؤسساتهم، فيما صرح22% أن مؤسساتهم ستوفر ستة إلى10 فرص عمل. وكان من المثير للاهتمام قول3% من المجيبين أنه ستتوفر لديهم أكثر من100 فرصة عمل في الربع القادم من هذا العام.
وأشار ربيع عطايا، الرئيس التنفيذي في شركة Bayt.com إلى ذلك قائلاً:" في الوقت الذي سعى فيه العديد من الشركات للحد من ميزانيات الموارد البشرية أثناء فترة الركود في مبادرة منها لتوفير المال والتخفيف من آثاره، فقد الكثيرون من العاملين وظائفهم. أما الآن، ومع ظهور انتعاش اقتصادي في المنطقةعقب الركود الذي أصابها، فإن إيجاد المهارات المناسبة لاحتياجات الأعمال يعد من الأولويات التي تأخذها الشركات بعين الاعتبار."
أما عند السؤال عن المستوى الذي يتطلع المشاركون إلى إجراء عمليات توظيف ضمن نطاقه في غضون الأشهر الثلاثة القادمة، وجد الاستطلاع أن المبتدئين في سوق العمل هم من سيحظون على الأرجح بعروض عمل: فقد قالت30% من المؤسسات أنها سوف توظف المبتدئين، وتبعها26% من المؤسسات التي قالت إنها ترغب بتوظيف أشخاص في مناصب تنفيذية. وكان من غير المفاجئ، وكما حصل في الموجة السابقة من الاستطلاع، أن عروض العمل ضمن الوظائف العليا ستكون محدودة، إذ قال4% أنهم يسعون إلى توظيف رئيس جديد للشركة، في مقابل6% ممن قالوا بأنهم يخططون لتعيين رئيس تنفيذي جديد، و6% أخرى ممن سيذهبون إلى عرض فرص للعمل يطلبون فيها رئيساً للعمليات أو رئيساً للقسم المالي أو رئيساً لقسم التسويق.
ومن بين أولئك الذين سيتم توظيفهم على الأرجح، يقف الخريجون وأصحاب الدراسات العليا في إدارة الأعمال عند أفضل الفرص. ووفقاً لنتائج هذه الدراسة، فإن المؤسسات في منطقة الشرق الأوسط تفضل توظيف أصحاب المؤهلات في هذا الحقل (بنسبة24%). وعلاوة على ذلك، ستبحث المؤسسات في المنطقة بشكل موازٍعن الخريجين وأصحاب الدراسات العليا في حقول التجارة والهندسة والإدارة: إذ أكد22% من المشاركين بأن الرغبة في هذه الحقول عالية. أما المجالات التي حظيت باهتمام أقل بالنسبة للمؤسسات فكانت التصميم الداخلي، تصميم الازياء والتدريب على الطيران، فقد أبدى فقط مانسبته3% و2% من هذه المؤسسات على التوالي موافقتهم بأنها مؤهلات هامة يجب أن يمتلكها الموظفون الجدد.
وعلقت جوانا لونغوورث، رئيسة قسم التسويق في شركة YouGov Siraj بقولها: "من الواضح أن منطقة الشرق الأوسط، ومنطقة الخليج بالذات، تنمو بوصفها محطة مالية وتجارية عالمية. وبناء عليه، يفسر ذلك بشكل واضح لماذا يجد الخريجون في بعض المجالات فرصاً أكثر من غيرهم بشكل أسهل". وأضافت: " تعطي هذه الأرقام إشارة إلى الصناعات السائدة في المنطقة، ويتضح جلياً أنها تلك المرتبطة بالأعمال والتجارة".
وقد كانت مهارات التواصل باللغتين العربية والإنجليزية ميزة مطلوبة بالنسبة للمؤسسات في المنطقة عند قيامها باختيار موظفين جدد، إذ وافق64% بأن هذه المهارات هي ما يبحثون عنه عند اختيار المرشحين للوظائف. كما أن التعاون والمرونة وروح المساعدة ضمن الفريق هي مهارات ذات أولوية واضحة بالنسبة للمؤسسات في المنطقة مع وجود48% ممن وافقوا على أن تلك هي أكثر الصفات المرغوب فيها. كما أكد44% من المشاركين أن امتلاك شخصية وسلوك جيدين بشكل عام هو من الصفات المرغوبة بشدة.
وأشارت لونغوورث إلى ذلك بقولها:" تؤشر هذه النسب إلى أن أصحاب العمل لن يقوموا باختيار المرشح ذي المؤهلات الأفضل مباشرة عند القيام بعملية التوظيف، وبالأحرى، فإن المؤسسات تركز كثيراً على مهارات أساسية مثل التواصل وروح العمل ضمن الفريق، إلى جانب الصفات الشخصية التي يتحلى بها مثل السلوك الحسن".
يشار إلى أن "مؤشر فرص العمل" يقاس عن طريق سؤال الأشخاص المستطلعة آراؤهم عن توقعاتهم في غضون عام، وهو مايشكل مؤشر التوقعات بالنسبة للتوظيف. وعلى المدى الطويل، توقعت96% من المؤسسات أن تجري عمليات توظيف في الوقت الذي أبدت فيه تفاؤلها بالمستقبل. وقد ظهر أن المملكة العربية السعودية متبوعة بعمان تحملان الحظ الأكبر بالنسبة للباحثين عن العمل في غضون عام، حيث بينت نتائج المستطلعين على التوالي نسباً هي40% و35% ممن أكدوا إجراء عمليات توظيف جديدة خلال12 شهراً. وفي لبنان، قال32% من المشاركين فقط أنهم سيقومون حتماً بعمليات توظيف خلال عام، في حين قال33% آخرون بأنهم قد يوظفون على الأرجح أشخاصاً بعد عام. وعلى النقيض من ذلك، قال3% فقط من المستطلعة آراؤهم أنهم قد لايقومون على الأرجح أو لن يقوموا بالتأكيد بالتوظيف في غضون عام.
وقد أبدى المشاركون في تونس ثقة عالية بأن مؤسساتهم ستقوم بعمليات توظيف في المستقبل: فقد قال33% منهم بأنهم سيقومون بعمليات توظيف في غضون عام، في الوقت الذي قال فيه32% في كل من الكويت والمغرب بأنهم سيقومون حتماً بذلك خلال عام. ويناقض ذلك ماجاء على لسان23% ممن استطلعت آراؤهم في الأردن_ وهي أدنى نسبة مسجلة بين جميع الدول التي غطاها الاستطلاع
وعندما طرح السؤال عن تقييم بلد الإقامة الحالي بوصفه سوق عمل مقارنة بتلك الموجودة في باقي أنحاء المنطقة، كانت الإجابات من الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية الأكثر إيجابية تجاه تلك الدول، إذ قال46% منهم أن بلادهم أكثر جاذبية من البلدان الأخرى. وقد كان الشعور إيجابياً في قطر بنسبة38% وكذلك في الكويت بنسبة30%. أما في لبنان، قال26% ممن شملهم الاستطلاع بأن سوق العمل في بلدهم كان أكثر جاذبية من أسواق العمل في أنحاء منطقة الشرق الأوسط.
أما حين طرح السؤال المتعلق بالصناعات التي يشعر المستطلعة آراؤهم أنها جذابة أو قادرة على الاحتفاظ بالمهارات في بلاد الإقامة هذه الأيام، قاحتل القطاع المصرفي وقطاع الاتصالات المراتب الاعلى، فقد حاز القطاع المصرفي وقطاع التمويل على نسبة قدرها37%، كما حاز قطاع الاتصالات على نسبة قدرها37%.
واختتم عطايا بقوله:" تهدف الدراسات التي يجريها موقع Bayt.com بالتعاون مع YouGov Siraj إلى تزويد المؤسسات في المنطقة إلى جانب العاملين في حقل الموارد البشرية بأبحاث منتظمة وحديثة تقوم بتسليط الأضواء على النواحي المختلفة لسوق العمل في أنحاء المنطقة. وتم تصميم "مؤشر فرص العمل" لرصد سوق العمل في المنطقة بشكل ربع سنوي، الأمر الذي يتيح لأصحاب العمل والمهتمين الآخرين بهذه الصناعة الاستفادة من معلومات حديثة عن سوق العمل، كما يمكن استخدامها لإحدات تغيير إيجابي بالنسبة للمؤسسات".
يشار إلى أن المعلومات التي تم جمعها في يناير2010 لـ"مؤشر فرص العمل" جرت بشكل إلكتروني بين4 و30 يناير، وشملت3,942 في كل من الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية وقطر وعمان والكويت والبحرين وسوريا والأردن ولبنان ومصر والمغرب وتونس والجزائر والباكستان. وقد ضم الاستطلاع الذكور والإناث من جميع الجنسيات من تجاوزوا الـ18 من أعمارهم.