سجلت ثقة المستهلك في الكويت ارتفاعاً ثابتاً منذ الربع الأخير من العام الماضي. وجاءت هذه النتائج وفقاً لآخر دراسة لمؤشر ثقة المستهلك أجراها موقع Bayt.com، أكبر موقع للتوظيف في الشرق الأوسط، بالتعاون مع شركة YouGov Siraj المختصة بالأبحاث. وقد كشفت هذه الدراسة، والتي تجرى بشكل ربع سنوي، أن مؤشر ثقة المستهلك في الكويت ارتفاع بمقدار6.9 نقاط منذ ديسمبر الماضي.
ومن الجدير بالذكر أن قطر شهدت أكبر انخفاض، إذ هبط مؤشرها بمقدار5 نقاط، فيما سجلت المملكة العربية السعودية ولبنان أكبر الارتفاعات، حيث ارتفع مؤشرهما بمقدار10.7 و10.1 نقاط على التوالي. وفي المغرب تراجع المؤشر بمقدار3.6 نقاط. يشار إلى أن مؤشر ثقة المستهلك هو مقياس لتوقعات المستهلك ورضاه تجاه مسائل عديدة متعلقة بالاقتصاد تشمل التضخم وفرص العمل وتكلفة المعيشة.
ومن أجل قياس مؤشر ثقة المستهلك، تطرح على المشاركين أسئلة تتعلق بظروفهم المالية الشخصية وفيما إذا كانوا يشعرون بانهم في وضع أفضل أو أسوأ مقارنة بالعام السابق. وفي المجمل، قال35% من المشاركين بأن أوضاعهم المالية لم تتغير عما كانت عليه في العام السابق، بينما قال ربعهم،25%، بأنها صارت في وضع أفضل. وفي الكويت، قال24% بأنهم في وضع أفضل مما كانوا عليه في العام السابق، فيما قال39% بأنهم في وضع مماثل لما كانوا عليه في العام الماضي، بينما قال27% من الذين استطلعت آراؤهم بأنهم يشعرون أن أوضاعهم ساءت عما كانت عليه في العام الماضي.
وفي الدول التي غطتها الدراسة، قال38% من المشاركين في عمان بأنهم في وضع أفضل من العام الماضي، وهي أعلى نسبة مسجلة في المنطقة مقارنة بالأردن حيث يشعر19% أن وضعهم المالي أفضل من العام الماضي، وهي أدنى نسبة مسجلة في المنطقة. وتعليقاً على ذلك، قال عامر زريقات، نائب رئيس المبيعات في Bayt.com "انه لأمر لافت ان دول عدة تتمتع بأرقام متشابهة في كل ربع من السنة فيما تشهد المنطقة ككل اضطرابات نسبية بسبب الانتفاضات الحديثة. واظهر استبيان حديث لبيت.كوم أن المشاركين يميلون الى تحميل الحكومات مسؤولية النقص الحالي في فرص العمل والاقتصاد البطيء. وفيما تتطور الأحداث سيكون من المثير للاهتمام أن نرى كيف ستتأثر نتائج ثقة المستهلك والشعور العام السائد."
وإضافة إلى السؤال عن الوضع المالي، قيست ثقة المستهلك من خلال سؤال المشاركين عن درجة تفاؤلهم حيال المستقبل، وهو مايشكل مؤشر توقعات المستهلك. وقد تفاوتت الدول بشكل كبير فيما يتعلق بتوقعات المستهلكين. وسجلت الكويت زيادة بمقدار10.4 نقاط عن الربع الأخير، فيما شهدت المغرب انخفاضا طفيفا حيث هبط مؤشرها بمقدار0.1 نقطة.
وبشكل عام، توقع ان يكون وضعهم المالي الشخصي أفضل في العام المقبل. وفي المجمل، يعتقد48% من الذين استطلعت آراؤهم بأن وضعهم المالي الشخصي سيكون في وضع أفضل العام المقبل. وعلى النقيض من ذلك، توقع6% فقط أن تسوء أوضاعهم المالية. وفي الكويت، يعتقد54% من المشاركين أن الأمور المالية الشخصية ستكون في وضع أفضل في غضون عام من الآن، مقابل7% فقط ممن يعتقدون خلاف ذلك. وكان الذين استطلعت آراؤهم في عمان والمملكة العربية السعودية هم الأكثر تفاؤلاً ضمن الدول التي شملتها الدراسة، إذ أكد56% من المشاركين ان أوضاعهم المالية ستكون أفضل في غضون عام.
ويبقى المشاركون متفائلين بشكل كبير حيال تحسن اقتصاد بلدهم خلال عام. وبشكل عام، قال51% أن الاقتصاد سيتحسن، فيما أوضح17% بأنه سيظل على حاله مقابل12% ممن قالوا بأنه سيكون في وضع أسوأ. ويبقى الذين استطلعت آراؤهم في عمان الأكثر إيجابية في شأن التحسن المتوقع في اقتصاد بلادهم حيث بلغت نسبة من قال بأن الأمور ستتحسن67%. وكان المشاركون في لبنان الأكثر تشاؤماً فيما يتعلق باقتصاد الدولة خلال عام، إذ قال32% أنه سيكون في وضع أسوأ. وفي الكويت، قال56% من المشاركين أن اقتصاد الدولة سيتحسن خلال عام، مقارنة بـ11% فقط ممن يعتقدون أن الأمور ستتجه نحو الأسوأ.
وقد سئل المشاركون أيضاً عن ميولهم الاستهلاكية، وأتى ذلك كجزء من مؤشر احتمالية الاستهلاك. وقد تراجع مؤشر قطر بشكل ملحوظ بمقدار22.2 نقاط، وهي النسبة الأعلى في المنطقة. وعلى النقيض من ذلك، سجلت الكويت أكبر نسبة ارتفاع وذلك بصعود مؤشرها بمقدار1.9 نقطة.
وعندما طرح السؤال على المشاركين عما إذا كانوا يرغبون بالاستثمار في العقارات، اتفقت نسبة كبيرة منهم على أنهم لن يقوموا بذلك. وقد جاءت هذه النتيجة استكمالاً للمسار السائد منذ الربع السابق من العام حيث قالت غالبية من غطتهم الدراسة،62%، بأنهم غير مهتمين بأي استثمار في العقارات. وفي الكويت، قال58% بأنهم لن يقوموا بشراء أي عقارات. ومن بين أولئك الذين يرغبون بشراء العقارات في الكويت، قال65% أنهم يميلون إلى البحث عن عقار جديد.
وقال سنديب شاهال، مدير العمليات في شركة Siraj YouGov :" يعتبر قياس رأي المستهلك أداة قوية لإبراز الاتجاهات الحالية والمشاعر تجاه الأعمال والأحوال الاقتصادية في بلد محدد ولرؤية تلك الأمور وهي تتغير على مدار الزمن".
ويأتي ’مؤشر ثقة الموظف‘ كجزء من مؤشر ثقة المستهلك، وهو يقيس اتجاهات المشاركين بالنسبة لسوق العمل المحلية فيما يتعلق برضاهم عن مدى توافر الوظائف وكذلك رضاهم عن رواتبهم. وهبط المؤشر في قطر بشكل طفيف بمقدار0.5 نقطة، فيما أظهر مؤشر البحرين أكبر ارتفاع، إذ صعد بمقدار12.6 نقطة. وارتفع مؤشر الكويت بمقدار طفيف بلغ0.1 نقطة.
وطرح السؤال على المشاركين فيما يتعلق بتوافر فرص العمل في غضون عام، وكانوا منقسمين بشكل حاد: إذ قال38% بأن المزيد من فرص العمل سيكون متوافراً، فيما قال24% منهم بأن الوضع سيبقى على ماهو عليه، واعتقد19% أن توافر فرص العمل سيكون في وضع أسوأ. وفي الكويت، يعتقد35% من الذين استطلعت آراؤهم بأن المزيد من فرص العمل ستكون متوافرة، مقابل21% ممن قالوا بأن فرص العمل ستكون في حال أسوأ.
وفيما يتعلق بتكيف الرواتب مع تكاليف المعيشة، أتت النتائج كما في الموجة السابقة حيث قالت الغالبية أن الرواتب لاتتناسب مع تكاليف المعيشة، إذ وافق59% بأن هناك تفاوت بين الاثنين. ولكن16% من المشاركين فقط قالوا أن الرواتب ازدادت بمايتناسب مع تكاليف المعيشة، فيما قال5% بأنها ازدادت بمقدار يفوق تكاليف المعيشة.
واختتم زريقات قائلاً:" نقوم بإجراء دراسة ثقة المستهلك بشكل ربع سنوي وذلك من أجل إيضاح مدى تغير مستويات ثقة المستهلك أثناء مرور المنطقة بدورات اقتصادية مختلفة، إضافة إلى مواجهتها تحديات وضغوطات جراء الاتجاهات والأحداث الاقتصادية التي تسود العالم. وتهدف الدراسة إلى تقديم معلومات حديثة ذات صلة وموثوقي عن اتجاهات السوق الحالية لجميع المهتمين وأصحاب العلاقة، سواء كانوا شركات إقليمية أم مؤسسات محلية أو خبراء في مجال الموارد البشرية".
تجدر الإشارة إلى أن البيانات الاحصائية لمؤشر ثقة المستهلك لشهر مارس2011، تمّ جمعها إلكترونيا في الفترة الواقعة بين14 مارس و3 أبريل2011، بمشاركة8079 شخصاً لهذا الغرض، في كلّ من الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية وقطر وعمان والكويت والبحرين وسوريا ولبنان ومصر والمغرب وتونس والجزائر وباكستان. وقد شملت الدراسة كلاً من الذكور والإناث الذين تتجاوز اعمارهم18 عاماً من جميع الجنسيات.