أظهرت النتائج المستخلصة من دراسة مؤشر ثقة المستهلك، التي أجراها كل من Bayt.com، أكبر موقع للتوظيف في الشرق الأوسط، ومؤسسة الأبحاث والاستشارات YouGov، أن المقيمين في قطر لا يزالون يحملون رؤية متفائلة حول اقتصاد البلاد ومستقبلهم المالي الشخصي رغم تراجع مؤشر ثقة المستهلك بمعدل1.3 نقطة. وكشفت الدراسة أن65% يشعرون أن الرواتب الحالية لا تواكب تكاليف المعيشة، وذلك بوجود35% ممن صرحوا أن شراء سلع استهلاكية معمرة لا يعد أمرا عمليا الآن.
ووفقاً للدراسة ربع السنوية لمؤشر ثقة المستهلك في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا الشمالية التي يجريها Bayt.com، فإن التوقعات حيال المستقبل إيجابية بشكل مبدئي في أوساط المشاركين في قطر، وذلك بوجود56% ممن يعتقدون أن حالتهم المالية الشخصية ستتحسن في غضون عام، فيما قال18% أنها ستظل على ما كانت عليه و5% فقط يعتقدون أنها ستتجه نحو الأسوأ. وفي سياق متصل، يتوقع58% من المشاركين أن الاقتصاد في قطر سيتحسن خلال تلك الفترة. وأظهرت الدراسة أن أكثر من نصف المشاركين في قطر(57%) أنه سيكون هناك المزيد من فرص العمل في غضون عام، فيما يشعر30% أنه لن يكون هناك تغيير أو ان فرص عمل أقل ستكون متوفرة.
وبشكل مشابه، يبدو أن23% متشائمون حيال احتمال زيادة عدد الموظفين في المؤسسات في الربع المقبل، فيما تشعر نسبة قدرها28% فقط بعكس ذلك ويعتقدون أنه سيكون هناك نمو إيجابي، ويتشارك نحو الثلث (33%) نظرة محايدة حول ذلك الأمر. وبشكل مشابه أيضا، يظهر أن36% من المشاركين بالدراسة في قطر حياديون تجاه وفاء الشركات بمتطلبات التوظيف في الأشهر الثلاثة المقبلة مع وجود21% من المتفائلين و25%من المتشائمين.
وقال عامر زريقات، نائب رئيس المبيعات في Bayt.com:" فيما شهد عدد من البلدان تراجعا على صعيد مؤشر ثقة المستهلك منذ الربع السابق، يبقى التفاؤل تجاه المستقبل هو الشعور السائد في المنطقة. وسيكون من المثير للاهتمام رؤية ما إذا ما كانت المنطقة تستطيع تحقيق فترة طويلة الأمد من الاستقرار الحقيقي في المستقبل القريب".
وفي ما يتعلق بحالة المشاركين المالية في قطر في الوقت الحاضر، لم يختبر41% منهم أي تغيير مقارنة بالعام الماضي، فيما أن الحالة المالية أسوأ بالنسبة لـ21% ممن شملهتم الدراسة، وتطورت الحالة المالية لـ33% فقط مقارنة بالموجة السابقة. ويبقى المشاركون في الدراسة متخوفين من الموقف الحالي تجاه شراء السلع المعمرة مع وجود35% من المشاركين في قطر، ممن يقولون أن الآن هو توقيت سيء للشراء. ويعتقد19% فقط من المشاركين أن الآن هو الوقت المثالي للشراء، فيما تقف نسبة قدرها37% على الحياد. وإضافة إلى ذلك، يسعى58% في قطر إلى الابتعاد عن الاستثمارات في العقارات و50% عن اقتناء سيارة في غضون سنة. وقال29% فقط أنهم يتطلعون للاستثمار في العقارات و35% لاقتناء سيارة. ومن بين الذين يرغبون بالقيام بمثل هذه الاستثمارات في غضون عام، قال71% أنهم سيستثمرون في شراء عقار جديد و48% في سيارة جديدة، فيما قال49% أنهم سيختارون سيارة مستعملة.
وأضاف زريقات: "نجري دراسة مؤشر ثقة المستهلك في الشرق الأوسط بشكل ربع سنوي بغرض تحديد كيفية تغير مستويات الثقة أثناء مرور المنطقة بدورات اقتصادية مختلفة، ومواجهتها تحديات وضغوطات ناتجة عن الاتجاهات الاقتصادية والأحداث التي تعصف بالعالم. ويسعى المؤشر إلى تزويد المهتمين من الشركات الإقليمية وتلك المحلية وخبراء الموارد البشرية بمعلومات حديثة تمتاز بأنها ذات صلة وموثوقية بوصفها تقدم لمحة عن اتجاهات الأسواق الحالية".
وحول التوظيف، يبدو أن17% فقط من المشاركين راضون بشكل كبير عن آفاقهم المهنية. وتحمل نسبة قدرها32% من المشاركين مشاعر حيادية تجاه آفاقهم المهنية، فيما يبدي44% عدم رضاهم. وبالمقابل، يظهر أن21% فقط راضون بشكل كبير عن النمو المهني الخاص بهم ضمن الشركة التي يعملون لديها حاليا، فيما يبدو أن35% غير سعداء و35% آخرون حياديون.
وقال سنديب شاهال، الرئيس التنفيذي للعمليات في YouGovSiraj:" إن قياس رأي المستهلك يشكل أداة قوية لإبراز الاتجاه والمشاعر الحالية حول الأعمال والأحوال الاقتصادية في بلد محدد، ومراقبة كيفية تغيرها مع مرور الوقت".
وتظهر إحصائيات الدراسة أن المشاعر تجاه مستوى الأمن الوظيفي في قطر متوازنة إلى حد ما، وذلك مع وجود30% ممن يقولون أنهم راضون بشكل كبير عن أمنهم الوظيفي، و32% من أصحاب الآراء الحيادية، و30% من غير الراضين.
يذكر أن بيانات مؤشر ثقة المستهلك – سبتمبر2011 من Bayt.com جمعت إلكترونياً بين24 أغسطس و20 سبتمبر بمشاركة7864 شخصا تفوق أعمارهم18 عاما. وضمت قائمة الدول المشاركة كلا من الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية والكويت وعمان وقطر والبحرين، إلى جانب لبنان وسوريا والأردن ومصر والمغرب والجزائر وتونس وباكستان.