أظهرت النتائج المستخلصة من دراسة مؤشر ثقة المستهلك، التي أجراها كل من Bayt.com، أكبر موقع للتوظيف في الشرق الأوسط، ومؤسسة الأبحاث والاستشارات YouGov، أن المقيمين في لبنان لا يزالون يحملون رؤية متفائلة حول اقتصاد البلاد ومستقبلهم المالي الشخصي مع ارتفاع مؤشر ثقة المستهلك11.4 نقطة، مقارنة بالربع السابق. وكشفت الدراسة وجود73% ممن يشعرون أن الرواتب الحالية لا تواكب تكاليف المعيشة، إلى جانب41% ممن صرحوا أن شراء سلع استهلاكية معمرة لا يعد أمرا عمليا الآن.
ووفقاً للدراسة الربع سنوية لمؤشر ثقة المستهلك في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا الشمالية من Bayt.com، فإن التوقعات حيال المستقبل إيجابية في أوساط المشاركين في لبنان، وذلك بوجود46% ممن يعتقدون أن حالتهم المالية الشخصية ستتحسن في غضون عام، فيما قال19% أنها ستظل على ما كانت عليه و10% فقط يعتقدون أنها ستتجه نحو الأسوأ. وفي سياق متصل، يتوقع24% من المشاركين أن الاقتصاد اللبناني سيتحسن خلال تلك الفترة. ولكن ذلك القول لا يعني بالضرورة زيادة في عدد الوظائف، إذ يعتقد16% فقط من المشاركين في لبنان أنه سيكون هناك المزيد من فرص العمل في غضون عام، فيما يشعر69% أنه لن يكون هناك تغيير أو ان فرص عمل أقل ستكون متوفرة.
وبشكل مشابه، يبدو أن29% متشائمون حيال احتمال زيادة عدد الموظفين في المؤسسات في الربع المقبل، فيما تشعر نسبة قدرها15% بعكس ذلك ويعتقدون أنه سيكون هناك نمو إيجابي، ويتشارك36% نظرة محايدة حول ذلك الأمر. وبشكل مشابه أيضا، يظهر أن39% من المشاركين بالدراسة في لبنان حياديون تجاه وفاء الشركات بمتطلبات التوظيف في الأشهر الثلاثة المقبلة مع وجود14% من المتفائلين و27%من المتشائمين.
وقال عامر زريقات، نائب رئيس المبيعات في Bayt.com: " فيما شهد عدد من البلدان تراجعا على صعيد مؤشر ثقة المستهلك منذ الربع السابق، يبقى التفاؤل تجاه المستقبل هو الشعور السائد في المنطقة. وسيكون من المثير للاهتمام رؤية ما إذا كانت المنطقة تستطيع تحقيق الاستقرار في المستقبل القريب على ان يدوم طويلا".
وفي ما يتعلق بحالة المشاركين المالية في لبنان في الوقت الحاضر، لم يختبر35% منهم أي تغيير مقارنة بالعام الماضي، فيما أن الحالة المالية أسوأ بالنسبة لـ31% ممن شملهتم الدراسة، وتطورت الحالة المالية لـ26%. ويبقى المشاركون في الدراسة متخوفين من الموقف الحالي تجاه شراء السلع المعمرة مع وجود41% من المشاركين في لبنان، ممن يقولون أن الآن هو توقيت سيء للشراء. ويعتقد12% فقط من المشاركين أن الآن هو الوقت المثالي للشراء، فيما تقف نسبة كبيرة قدرها40% على الحياد. وإضافة إلى ذلك، يسعى62% في لبنان إلى الابتعاد عن الاستثمارات في العقارات و59% عن اقتناء سيارة في غضون سنة. وقال18% فقط أنهم يتطلعون للاستثمار في العقارات و22% لاقتناء سيارة. ومن بين الذين يرغبون بالقيام بمثل هذه الاستثمارات في غضون عام، قال57% أنهم سيستثمرون في شراء عقار جديد و56% في سيارة جديدة، فيما قال36% أنهم سيختارون سيارة مستعملة.
وأضاف زريقات: "نجري دراسة مؤشر ثقة المستهلك في الشرق الأوسط بشكل ربع سنوي بغرض تحديد كيفية تغير مستويات الثقة أثناء مرور المنطقة بدورات اقتصادية مختلفة، ومواجهتها تحديات وضغوطات ناتجة عن الاتجاهات الاقتصادية والأحداث التي تعصف بالعالم. ويسعى المؤشر إلى تزويد المهتمين من الشركات الإقليمية وتلك المحلية وخبراء الموارد البشرية بمعلومات حديثة تمتاز بأنها ذات صلة وموثوقية بوصفها تقدم لمحة عن اتجاهات الأسواق الحالية".
وحول التوظيف، يبدو أن14% فقط من المشاركين في لبنان راضون بشكل كبير عن آفاقهم المهنية. وتحمل نسبة قدرها35% من المشاركين مشاعر حيادية تجاه آفاقهم المهنية، فيما يبدي42% عدم رضاهم. وبالمقابل، يظهر أن22% راضون بشكل كبير عن النمو المهني الخاص بهم ضمن الشركة التي يعملون لديها حاليا، فيما يبدو أن42% غير سعداء و31% حياديون.
وقال سنديب شاهال، الرئيس التنفيذي للعمليات في YouGovSiraj:" إن قياس رأي المستهلك يشكل أداة قوية لإبراز الاتجاه والمشاعر الحالية حول الأعمال والأحوال الاقتصادية في بلد محدد، ومراقبة كيفية تغيرها مع مرور الوقت".
وتظهر إحصائيات الدراسة أن المشاعر تجاه مستوى الأمن الوظيفي في لبنان متوازنة إلى حد ما، وذلك مع وجود30% ممن يقولون أنهم راضون بشكل كبير عن أمنهم الوظيفي، و36% من أصحاب الآراء الحيادية، و27% من غير الراضين.
يذكر أن بيانات مؤشر ثقة المستهلك – سبتمبر2011 من Bayt.com جمعت إلكترونياً بين24 أغسطس و20 سبتمبر بمشاركة7864 شخصا تفوق أعمارهم18 عاما. وضمت قائمة الدول المشاركة كلا من الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية والكويت وعمان وقطر والبحرين، إلى جانب لبنان وسوريا والأردن ومصر والمغرب والجزائر وتونس وباكستان.