أظهرت النتائج المستخلصة من دراسة أجراها كل من Bayt.com، أكبر موقع للتوظيف في الشرق الأوسط، ومؤسسة الأبحاث والاستشارات YouGov، أنه في الوقت الذي تبدو فيه المشاعر قرب نهاية العام سلبية تجاه الأوضاع المالية الشخصية والاقتصاد الوطني، إلا أن النظرة تجاه العام المقبل أكثر إشراقا.
الوضع الحالي
يصرح المشاركون في الأردن أن الأوضاع المالية بالنسبة لهم (وعائلاتهم) هي إما نفسها (33%) أو أسوأ (43%) مقارنة بالعام الماضي، وذلك مع وجود18% فقط ممن يقولون أن أمورهم المالية تحسنت في الفترة ذاتها. كما يتجه الشعور المحايد/السلبي أيضا نحو اقتصاد البلاد مع وجود نسبة إجمالية قدرها76% ممن يقولون أن الوضع هو نفسه (35%) أو أسوأ (41%) مما كان عليه قبل12 شهرا.
وتعتبر أحوال الأعمال في الأردن في حال من ركود، إذ يقول44% فقط من المشاركين أن الآن وقت سيء للأعمال، وهو أمر يعكس الحقيقة القائلة أن58% يعتقدون أن الآن وقت سيء لشراء سلع معمرة، إذ يقول11% فقط أن الآن وقت مناسب للشراء مع وجود26% ممن يقولون أنه وقت محايد.
ويعتبر هذا الربع من العام وقتا سيئا للتوظيف:64% من المشاركين يوضحون أنه يوجد فرص عمل "قليلة جدا" متوفرة في الأردن، وذلك بوجود28% ممن يقولون أن "العديد منها ليس متوفرا". وفي سياق متصل، صرح36% أن هناك موظفون أقل يعملون معهم الآن مما كان عليه الأمر في الوقت نفسه من العام الماضي مع قول18% فقط أن أعمالهم شهدت توسعا و29% أن عدد الموظفين لايزال ثابتا.
وفي سياق آخر، توضح نسبة هائلة قدرها76% من المشاركين أن الراتب لا يواكب تكلفة المعيشة الحالية. وقال عامر زريقات، نائب رئيس المبيعات في Bayt.com: "يبدو أن نسبة التفاؤل متدنية هذا العام، إذ يبدو أننا لانزال في نهاية فترة الركود الاقتصادي. ولكن، ومع مرور الوقت، تتحسن التوقعات ونسبة التفاؤل، وبخاصة بالنسبة لمن يبحثون عن التوظيف". وأضاف:" في Bayt.com، يمكن لأصحاب العمل والباحثين عن عمل، على حد سواء، أن يجدوا حلا مثاليا لحاجات التوظيف، إذ إننا نجعل الأمر أسهل بالنسبة للطرفين ليتمكنا من القيام ببحث ناجح من خلال قاعدة بياناتنا الشاملة".
توقعات العام2012
وكما ذكر زريقات، فإن النظرة تجاه العام2012 إيجابية، إذ يعتقد42% من المشاركين أن الوضع المالي سيتغير نحو الأحسن العام المقبل، فيما يقول26% الأمر ذاته عن اقتصاد البلاد. ومن المتوقع أن تتحسن أحوال الأعمال وفقا لـ30% من المشاركين في الأردن، بينما16% فقط إيجابيون باتجاه أنه سيكون هناك المزيد من الوظائف المتوفرة على الرغم من أن30% يعتقدون أن عدد الوظائف سيبقى نفسه، فيما يعتقد34% أنه سيكون هناك وظائف أقل.
وتواصل التشاؤم عندما سئل المشاركون عن النمو المتوقع للشركات في الأشهر الثلاثة المقبلة:32% يعتقدون أنه لن يكون هناك تغيير في عدد الموظفين في الشركة (15% يقولون أنه سيكون هناك نمو إيجابي؛ فيما صرح34% بنقيض ذلك). وتعكس الإحصاءات نظرة مشابهة فيما يتعلق بمواكبة متطلبات التوظيف، إذ إن32% من المشاركين لديهم مشاعر حيادية مع وجود36% ممن صرحوا أن شركتهم ستفشل بالوفاء بتلك المتطلبات.
أما النظرة إلى الاقتصاد، فإنها ليست أفضل بكثير، إذ ترك التضخم47% من المشاركين في الأردن بنظرة سلبية تجاه تكلفة المعيشة في المستقبل، فيما يعتقد43% أن تكلفة العقار ستتأثر سلبا أيضا.
وقال سنديب شهال، الرئيس التنفيذي لشركة YouGov: "رغم أن النظرة الكلية غير إيجابية في الوقت الراهن، تبقى التصورات للعام المقبل أكثر تفاؤلا حيث يتطلع الأفراد إلى تحسن أحوال الأعمال. وينبغي أن تقود أحوال الأعمال الأفضل الى المزيد من الوظائف، وربما تعويضات أفضل، وهو أمر مرغوب به بشكل دائم".
الرضا المهني
مجددا، هناك ميل نحو المشاعر السلبية عندما يدور الحديث حول الرضا المهني، إذ إن12% فقط من المشاركين في الأردن راضون عن آفاقهم الوظيفية والمهنية، وذلك مع وجود14% فقط ممن يشعرون أنهم سعداء بالنسبة لإمكانية النمو في مؤسساتهم الحالية. وتبين ان الرضا بالأمن الوظيفي أعلى بقليل، حيث يقول28% أنهم يشعرون بالأمان في مناصبهم، و5% فقط راضون بالتعويضات الحالية. فيما أكثر من نصف المشاركين غير راضين (62%)، و23% صرحوا بالحياد.
توقعات الشراء في العام المقبل
لا تتطلع غالبية المشاركين في الأردن لأي عمليات شراء كبرى في2012. ومن بين24% ممن قالوا أنهم ينوون شراء سيارة، سيشتري27% سيارة جديدة و69% سيارة مستعملة. ويتطلع9% فقط لشراء عقار في الأشهر الإثني عشر المقبلة، منهم67% سيشترون عقارا جديدا.
وتبقى أجهزة الكمبيوتر المحمول السلعة الأكثر شعبية التي يتطلع الأفراد لشرائها في الأشهر الستة المقبلة مع وجود21% من القائلين أنهم سيستثمرون في شراء أحدها. فيما كان الأثاث ثاني أكبر سلعة استهلاكية شعبية (14%)، متبوعة بأجهزة التكييف (13%).
يذكر أنه تم جمع البيانات لهذه الدراسة في مجال الموارد البشرية من Bayt.com إلكترونياً بين27 نوفمبر و6 ديسمبر2011 بمشاركة7343 شخصا تفوق أعمارهم18 عاما يغطون دول مجلس التعاون الخليجي وأفريقيا الشمالية والمشرق والمقيمون الغربيون والجنسيات الآسيوية. وكانت الدول المشاركة هي الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية والكويت وعمان والكويت والبحرين، إلى جانب سوريا والأردن ومصر والمغرب والجزائر وتونس وباكستان.